بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خُطبة وصلاة الجمعة، من مسجد عُمر بن الخطاب في كفرقرع، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري “أبو أحمد”، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘الحفاظ على البيئة‘‘،هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني “أبو الحسن”، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في الله حقّ الجهاد، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
وأردف الشيخ قائلاً:” أما بعد: فإن الله عز وجل اختار لعمارة هذه الأرض آدم وأبناءه، فقال لملائكته: ((إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)) البقرة/30، أي خلقاً يأتي بعضهم بعد بعض، ويخلف كل جيل منهم من سبقه، وبعد ذلك إلى الله المصير، فيجزي كل نفس بما كسبت، ومهد هذه الأرض وجعلها صالحة لحياة البشر عليها، تشرق عليها الشمس وتغيب لحكمة عظيمة، ويتعاقب عليها الليل والنهار؛ لأن استمرار أي منهما مهلك للحياة، وفجر فيها الأنهار تتدفق بماء عذب لا يعيش الإنسان إلا به..”.
أيها الأخوة الكرام، الحديث عن البيئة لأن هذه البيئة نعيش فيها، فإن فسدت فسدت صحتنا، وإن صلحت قويت أجسامنا، وكأن البيئة شغل العالم اليوم، والإسلام بمنهجه الرباني ليس بعيداً عن هذا الموضوع، بل هناك توجيهات دينية لو طبقت لكنا في حال غير هذا الحال، القاعدة الفقهية الأساسية في موضوع البيئة: ((لا ضرر ولا ضرار))
قاعدة فقهية جامعة مانعة، الضرر ممنوع أن تحدثه، محرم عليك أن تحدثه، والضرار أن تزيل الضرر بضرر آخر، هذا أصل في العلاقة في البيئة.
وتابع الشيخ:” أيها الأخوة؛ الهواء ملوث، الماء ملوث، التربة ملوثة، نقص الغذاء، انتشار الأمراض، عدم النظافة، انقراض النبات والحيوان، تغير المناخ، طبقة الأوزون التي عطبت، ممارسات بشرية خاطئة، بعد عن تعاليم السماء، هذه المشكلة يعاني منها العالم. الله عز وجل أراد للبيئة أن تكون نظيفة فالإنسان بطموحه الدنيوي والمادي لوثها وأفسدها.
تتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون شعبة: فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) رواه مسلم. لترى بعد ذلك مدى اهتمام الإسلام بنظافة البيئة، فتظل الأرض صالحة لحياة البشر عليها، يعبدون الله، ويصلون الأرحام، ويتراحمون فيما بينهم.
وإذا لاحظنا أن الإسلام أمر بنظافة البدن والثوب والمكان، وجعل الطهارة شرطاً لصحة العبادة؛ عرفنا أن الإسلام دين النظافة الشخصية والعامة.”.
أيها الأخوة الكرام، قال تعالى:((أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً))، فالبيئة النظيفة، الهواء النظيف، الماء النظيف، الحياة النظيفة، قال الله عز وجل: ((وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً))، البيئة هذه النعم الظاهرة والباطنة.
وأضاف الشيخ أيضاً:” من توجيهات النبي عليه الصلاة و السلام في موضوع البيئة: لذلك من توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام:(( مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيَمْنَحْهَا أَخَاهُ))، الأرض يجب أن تزرع، لأن النتائج الإيجابية من زراعة الأرض لا تعد ولا تحصى.”.
وقال الشيخ أيضاً:” أيها الأخوة الكرام؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ أَعْمَرَ أَرْضًا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ فَهُوَ أَحَقُّ فِي خِلَافَتِهِ))، ولعل هذا يقترب من مفهوم الإصلاح الزراعي، أنت تملك أرضاً ينبغي أن تزرعها: أي في بعض التوجيهات النبوية، من زرع أرضاً جدباء فهي له، يتملكها، دقق:((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ))، من أبلغ ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام في موضوع الزراعة: ((إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ))
إذا قامت القيامة، هذه الشجرة تغير الطقس، تجلب الأمطار، تحقق الظلال، تحقق جمالاً طبيعياً، والله الشجرة كأنها معمل صامت يقدم لك الثمار، يعطيك الظل، ويعطيك منظراً جمالياً، لا صوت، ولا ضجيج، ولا شيء من هذا، ((إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ)).”.
والله عز وجل يقول: ((وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ))؛ أي هذه من نعم الله علينا، الشجرة نعمة كبيرة جداً، هناك فوائد لا تعد ولا تحصى منها، فلذلك من توجيهات هذا الدين العظيم العناية بالشجرة.
وتابع الشيخ حديثه بالقول:” أيها الأخوة، قطع الأشجار إفساد للبيئة، قال تعالى: ((وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا))؛ وجه بعضهم هذه الآية إلى اقتلاع الأشجار، وفي حديث آخر قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ))، قطع شجرة.”.
وهناك نهي نبوي كبير، لا تعقروا نخلاً، ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة، ولا بعيراً إلا لمأكلة. لذلك، من إصطاد عصفوراً لغير مأكلة أتى يوم القيامة وله دوي كدوي النحل يقول: يا رب سله لمَ قتلني؟ الصيد مشروع.هذا عن الصيد و عن الحفاظ على البيئة النباتية، والحيوانية، فماذا عن المياه؟ يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ)).”.
هذا الماء نتطهر به فالذي يبول، كما أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى أن يبال في الماء الجاري أيضاً، ممنوع أن تبول في الماء الراكد، وفي الماء الجاري أيضاً، وهناك توجيه آخر للنبي الكريم:((لَا يَغْتَسِلْ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ وَهُوَ جُنُبٌ، فَقَالَ : كَيْفَ يَفْعَلُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ: يَتَنَاوَلُهُ تَنَاوُلًا)).”.
وأضاف الشيخ يضاً:” لو أن إنسانة تريد أن تغسل ابنها وهناك وعاء ماء ساخن ينبغي ألا تضعه في الوعاء، صار الماء مستعملاً، ينبغي أن تأخذ من هذا الوعاء ماء تصبه عليه، هذا معنى يتناوله تناولاً. ومن دقائق هذا الشرع العظيم:((إِذَا إسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا))؛ ما هذا التوجيه؟ قبل أن تفعل شيئاً ينبغي أن تغسل يديك بعد الإستيقاظ، والله عز وجل يمتن علينا ويقول:
((وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً))، ((لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ))؛ ليطهركم به. ((لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً)) يعد الماء أكبر نعمة على وجه الأرض، وفي حديث آخر يقول النبي عليه الصلاة والسلام:(( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ))..”.
أيها الأخوة الكرام، كم من حادث سير سببه حجر في الطريق، كم من سائق شاحنة يصلح عجلته ويضع وراء العجلة حجراً ويمشي ويتابع المشي، حجر كبير في نصف الطريق قد يسبب موت خمسة أشخاص، لذلك:((إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِِ))
والله أنا أعرف أناساً يقفون ويزيحون هذا الحجر على طرف الطريق، ولهم أجر كبير:((مَنْ أَمَاطَ أَذًى عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ كُتِبَ لَه حَسَنَةٌ))، حديث آخر:((إن المؤمن ليؤجر في إماطته الأذى عن الطريق)، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:((من سمى الله، ورفع حجراً أو شجراً أو عظماً من طريق الناس مشى وقد زحزح نفسه عن النار)). كلها أعمال صالحة، أحياناً قشرة فاكهة تسبب كسراً في عنق الفخذ، وهذا أصعب كسر عند المتقدمين بالسن، أكل فاكهة ورمى بالقشرة في الطريق، يمشي شيخ كبير بالسن داس على القشرة فوقع فانكسر عنق الفخذ عند الحوض، هذا أخطر كسر يصيب المتقدمين بالسن، وقد يسبب عاهة دائمة، وقد يسبب إستخدام العكاز، من أجل أن تلقي بقشرة فاكهة في الطريق ولا تهتم.
وأردف الشيخ قائلاً:” ((بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ))، أقوال النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:وفي حديث آخر: (( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ))؛ قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:” ((إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ))..”.
وأضاف الشيخ:” أيها الأخوة الكرام؛ ((إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ))، ((اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَةَ : الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ)).
الذي يقضي حاجة في ظل شجرة، أو على قارعة الطريق، أو في الماء، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:(( لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ)).”.
أيها الأخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، و زنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، و اعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، و سيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا.
خطبة الجمعة هي حكر على مسجد معين .هناك مساجد وخطب اخرى نريد ان نعرف عنها ايضا وكذلك مواضيع لخطب اخرى الرجاء التنويع
بارك الله بك يا ابا احمد دمت فخرا لاهل بلدك
بارك الله فيك يا ابا احمد في طرح المواضيع والمشاكل التي نواجهها في هذه حياتنا اليوميه في خطبك من يوم الجمعة انها مواضيع هادفه وبناءة انك تعطي ما ينص عليه الجانب الديني -القران والسنة النبوية-في ذلك قدما والى الامام يا ابا احمد في عمل الخير وتقديم المواعظ والنصائح لما جاء فيه ديننا الحنيف
حياك الله اخ قرعاوي قح رقم 1
نلفت الانتباه ان خطبة الجمعة تصلنا دائما من محمد احمد مصري مطبوعة ومنسقة .
موقع بقجة منكم واليكم ..ويسعدنا نحن طاقمه ان ننشر كل ما تبعثوه لنا من مواد هادفة بما ذلك خطب من مساجد اخرى.
مع تحيات – ادارة موقع بقجة
ان ابو احمد رئيس الحركه الاسلاميه عن الشق الشمالى ويجب ان يذكر هذا
هل المصور يصلى الجمعه معهم ام يصور فقط
وهاا يظن احد انه هناك من يقراء الخطبه المكتوبه في الموقع انما ينظر معظمنا الى
الصور
كلنا نعرف ابا احمد وكلنا نعرف مسجد عمر
الى بقجه وطاقمها المحترم :لا تتحولوا الى صفحة دعايه لمجموعه معينه
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الشيق المفيد زادك الله علما وتقوى ونفع الله بك المسلمين