الوزير على الطريق

تتغطرس قوات الاحتلال يومًا بعد يوم، وحتى المليونير الفلسطيني منيب المصري منعوا منه أمس أن يزور الأهل في غزة، مع أنه من الشخصيات المهمة والمصنفة في حسابهم من الدرجة الأولى.

تذكرت قصيدتي الوزير على الطريق التي كتبتها بعد أن دُعيت إلى طولكرم (12 . 8 . 2003) لاستقبال وزير الثقافة الفلسطيني الأستاذ زياد أبو عمرو، فانتظرنا وانتظرنا، ومضى الوقت يلاحق الوقت، فإذا بالوزير رهين الحاجزين، حتى وصل إلينا بعد ساعتي انتظار ؛ ولمحبي الاستطلاع أضيف:
إن الوزير كان يرأس لجنة التوفيق بين الفصائل الفلسطينية حتى تتم هدنة – هي مهما يكن تصب في حساب هؤلاء الذين يحولون دونه. وما أدراك من هؤلاء ؟؟ !!
…………………………………………………..

الوزير على الطريق
*************************
تقديم:

وتقولُ: “خارطةُ الطريقْ
بالرغم أنَّا قد سُجـنَّـا في الطريقْ
الصَّبْرُ مأساة ٌ
فكيف الصَّبْرُ يسلو يا رفيقْ

************
في أضلعِ الأرضِ التي في كلِّ سمٍّ ساوموها
نصبوا الحواجزَ والحصارْ
أوصالَها قد قَطَّعوها
كانت خمائلُ حبِّكَ المحزونِ في دربِ انتظارْ
منعوك من نجوى تناجيها الحبيبْ
لم يعبأوا إن كنتَ ضيفًا أو وزيرْ
_ في عُرفِهم _ أنت الغريبْ
طافت زبانيةٌ وَقَدْ كانت تساومُ باللَّهيبْ
والموتُ بالمجَّان يُهدى للجميعْ
والكلُّ في موتٍ جديرْ

قفْ وانتظرْ !
لا تبتئسْ !
ألمُ الوقوفْ
يعطيكَ أسمى ما تناغيهِ البراعمُ في الفصولْ
ويزيدُ فيك الحبُّ معنى الانتظارْ
كم تنتظرْ !!!!
حتى يجيءَ الوغدُ في ثوبِ انتصارْ
ويَحيقَ هذا الظلمُ غطرسةً وعجرفةً وحقْرَرَةً وزفتْ
من ذا يقولْ ؟
هذي ضفافُ الأمنياتْ
تجري على صوتِ الهديلْ
تصحو على رسمٍ تجمَّلَ في الصفاتْ
كانتْ هنا، كانت هناكْ
محبوبةٌ وقفتْ على كلِّ الجهاتْ
يا لوعتي ! طافتْ سحاباتُ العذابْ
كانتْ تُرقِّصُها الفراشاتُ التي في مقلتيّْ
مني إليكْ
منكم إليّ

* * *
يا صخرةٌ صماءُ يا كيدٌ تمادى مشْمخِرَّا
يا أيها الباغي تجرُّ البغيَ جرَّا
كلُّ انتظارٍ قد يُطاقْ
(حتى الفراقْ)
إلا إذا طلَّتْ عيون المعتدينْ
تأتي بحقدٍ لا تريمْ

كلُّ انتظارٍ قد يُطاقْ
بل إنَّ هذا الصوت بعد قرارِهِ وجوابه يأتي صداهْ
يسعُ الشَّهامةَ، والكرامةُ مبتغاهْ
إلا إذا كان النعيبُ أَوِ النَّعيقْ
يُفضي إلى حقلِ احتراقْ

فالمكرُ يدعو كلَّ شعبي لالْتِياعْ
نلقى به سغبًا وإذْلالاً،
وهذا الطِّفلُ يصمتُ في ارتياعْ
لا قطرةٌ بلَّتْ شفاهْ
لا كلمةٌ رفعتْ جباهْ
والدربُ دربُكَ يا إلهْ
هم في انتظارْ
في رحلةٍ قصوى تظلُّ على مَدى
جَسَدِ الحنينْ
أسرًا وشوكًا ثُمَّ شوقًا منتظرْ
من ذا يصابرُ منتهاهْ !!! ؟؟؟
بروايةٍ تروي صداهْ ؟؟؟!!!

نشرت في “الأعمال الشعرية الكاملة” م 2. القاهرة: إصدار كل شيء- 2005، ص 306.

ب.فاروق مواسي