إجتماع أئمة المساجد بمطعم الوادي في عارة

بمبادرة من الشيخ مفيد ابو مخ، المفتش اللوائي في الدائرة الاسلامية دعا أئمة المساجد لحضور الاجتماع الدوري الثاني وكان ذلك في قاعة مطعم ومتنزه الوادي –عاره، تخلل الاجتماع كلمة الشيخ مفيد في مواضيع شتى تصب في صميم عمل الإمام وهو نشر الوعي بين الناس بما يخدم دينهم ودنياهم، حيث طلب من الأئمة التصدي في خطب الجمعة لمرض التدخين واستغلال الشهر الفضيل القادم من أجل الاقلاع عن التدخين، وكذلك تحذير الناس من أخطار الحمى المالطية الآخذة في الانتشار وذلك بعدم شراء منتجات الألبان من أماكن غير مرخصة، ومواضيع أخرى إدارية.
ومن ثم تحدث الشيخ غسان عثامنه إمام مسجد نداء الحق- كفر قرع، عن التهديد الشخصي بالقتل من قبل مجهولين وذلك على أثر إنشائه لدار السلام للتعريف بالإسلام وخاصة بعد أن أسلم كثير من الأجانب على يد أعضاء هذه الدار وأوضح لزملائه الأئمة أنه لا مجال للتراجع عن سبيل الدعوة الى الله أو الخوف من أي تهديد كهذا، وان هذه طريق الانبياء ولا نخشى في الله لومة لائم.
وفي فقرة أخرى تحدث الشيخ جميل محاجنه إمام مسجد عراق الشباب- أم الفحم، عن الحادث الأليم التي تعرض له المسجد من حرق لمدخله وكتابة الشعارات العنصرية، من قبل أناس تجردوا من أي معنى للإنسانية، قلوبهم مليئة حقدا وكراهية، فيها استخلص الإمام العبر والعظات التي من الممكن الاستفادة منها في حال تكرار هذه الفعلة الشنيعة لا سمح الله، وبين الجهات التي يجب أن تتحمل المسؤولية لحماية الأماكن المقدسة ووسائل هذه الحماية من وضع كاميرات وترتيب حراسة مستمرة، والإغلاق المحكم للمساجد.
ومسك الختام كانت الفقرة المركزية للدكتور محمد محاجنه رئيس جمعية الزهراوي التي تعنى بالحضارة العربية، وعضو الجمعية العربية لمكافحة التدخين، المحاضرة كانت من شقين: الأول كان بعنوان حملة رمضان للإقلاع عن التدخين فيها توجه لأئمة المساجد باستغلال شهر رمضان لدعوة المدخنين للتخلص من هذا المرض الذي يحدق بحياة الإنسان، وفيما ذكر معطى خطير على الدين أن عشرين بالمائة من المدخنين يمتنعون عن الصيام بسبب عدم قدرتهم على ترك التدخين لساعات طويلة، ومنهم من يكسر صيامه بسيجارة، وأشار الاستبيان بان نصف المدخنين تقريبا أعربوا عن رغبتهم في ترك التدخين قبل رمضان، غير أنهم بحاجة الى دعم معنوي وإرشاد الذي يوفره خطباء المساجد في هذه الفترة الحساسة قبيل الشهر الكريم وخلاله. أشارت الجمعية العربية كذلك بأن النتائج الإيجابية من جهود الخطباء في السنة الماضية قد عممت خارج البلاد الى دول عربية وإسلامية. وبدأ الاهتمام في النموذج الذي اثبت نفسه من عدة دول إسلامية منها تركيا على سبيل المثال.
وأما الشق الثاني من المحاضرة تمحور حول رسالة الماجستير للمحاضر في دفع الصائل او الدفاع الشرعي الخاص وهو واجب الانسان في حماية نفسه أو نفس غيره في الإسلام مقارنة بالقانون الوضعي، ومن ثم عرج على دراسة سيد عبدالله علي حسين من علماء الازهر في كتابه “المقارنات التشريعية بين القوانين الوضعية المدنية والتشريع الإسلامي”, مفاده أن القانون المدني الفرنسي الحالي مصدره من الفقه المالكي حتى وصل التشابه بينهما إلى أكثر من تسعين بالمائة.