العناية الإلهيّة تحرسك!
تاريخ النشر: 01/02/12 | 12:22اعتادت المرحومة والدتي- طيّب اللهُ ثراها، وأكرم مثواها، وجعل الجنة مأواها- أن تسرد عليّ تفاصيل هذه الحكاية المثيرة التي كلما سمعتُها امتلأت نفسي بفرحة طفوليّة، وترقرقت بمقلتي دمعة حزينة!
واليوم، أحببتُ أن تشاركوني في تلك الحكاية التي كانت ترويها لي أمّي الغالية:
“كان مولدك، يا بنيّ في عزّ الصيف، وفي موسم الحصاد!
لم نعرف يومها المستشفيات ولا غرف الولادة المزوّدة بأحدث الأجهزة، بل كانت تشرف على عمليّة الولادة الحاجة صبحة، رحمها الله وجزاها كلّ خير.
كنّا نستدعيها للبيت فتحضر والبسمة تضيء وجهها الوقور، فتُستقبل بكلّ حفاوة واحترام، وتبدأ بعملية التوليد مستعينة بإحدى القريبات أو الجارات!
لم تكن ولادتك عسيرة، بل، والحمد لله، فقد تمّت بسهولة، وأُطلِقت الزغاريد ، ووُزّعت الحلوى، وتردّدت الأدعيةُ ترحيبًا بمولدك السعيد.
وقبل أن تلفّك الحاجة صبحة بالقماش قامت بقطع حبل السرّة (الحبل السرّي)، ثمّ
باشرت بغسل جسدك بالماء ودهن جلدك الطري بزيت زيتون بلادنا المبارك، وتنظيف عينيك بالماء المخلوط بقليل من الملح!
ومرّت أيّام وأسابيع شعرتُ بعدها أنّني أستردّ قوّتي وعافيتي، فأعود لأمارس أعمال البيت كالمعتاد!
وكما ذكرتُ لك، كانت ولادتك في موسم الحصاد، وفي أحد الأيّام كان أبوك مع عمّك “أحمد”، وجدّتك “لطيفة” يزاولون العمل في حصاد حقل لنا من القمح، فتحاملتُ على نفسي وأعددت لهم طعاما للغداء، و”لفّعتُك” بالقماش السميك، وحملتُك مع “الزوّادة” في مهدٍ خشبيّ صغير وخفيف، وسرتُ بخطى ثابتة متوجّهة للحصادين.
لكن، يبدو أنّني كنتُ مهمومة مشغولة البال أفكّر في أشياء كثيرة؛
من جهة كنت أفكّر بأختك وأخيك اللذَيْن تركتُهما في البيت برعاية زوجة عمّك أحمد “حلوة”،
ومن جهة ثانية كنتُ أفكّر في محصول السنّة، وهل ستتوفّر “مؤونة” كافية لجميع أفراد الأسرة؟!
هكذا كنت أتقدّم في سيري، وأنا في دوّامة هذا التفكير وهذا الهمّ، حتى لاح لي حقل الحصاد من بُعد، وأنا أجرّ القدمين بين مزارع الغلال والسنابل، وأنوء بالحمل الثقيل فوق رأسي.
وفجأة سمعت صوتا قويًّا عاليًا يناديني:
– “عبلة” ..عبلة ماذا سقط عن رأسك؟!
فأرفع يدي وأتحسس ما بداخل المهد فأصرخ بهلع:
– عزا .. عزا .. إنّه ابني المولود الصغير، إنّه الرضيع محمود!!
وأرجع بضع خطوات إلى الوراء لأعثر عليك وأنت ملقى على عيدان السنابل تتململ في “اللفاع” السميك تولول وتبكي!
ويتقدّم صاحب الصوت الحاج “أبو حسن” الشهم – صديق جدّك “يوسف”- ويساعدني في إنزال المهد عن رأسي، وألتقطك عن الأرض، عن السنابل الملأى بالخير، وأحتضنك بحنوّ، وأحمد الله، أن أجدك بلا كسور أو رضوض أو جروح ، فالله قد رعاك ونجّاك، وبدأتَ نوبة بكائك تهدأ تدريجيًّا، وشرعتَ تفتح فاك كأنّك تشعرني بحاجتك إلى الرضاعة!
يومها، تأكّدتُ أنّ العناية الإلهية تحرسك وترعاك لتعيش وتكبر مع أخواتِك وأخوتك وتكون سندًا لي ولأبيك ولجميع أفراد الأسرة!”
اقرا ايضاً في هذا السياق:”من سيرتي الذاتيّة” د. محمود أبو فنه
محطّة بارزة وحاسمة “من سيرتي الذاتيّة”
قرأت قصتك القصيره بشغف واهتمام كبيرين! مما دفعني لقراءة مقالتك الاخرى الموجوده في الرابط في اّخر المقال… اعجبتني طريقتك في سرد الاحداث وكيفية وصفك للمشاعر التي احسستها قبل اكثر من 50 سنه.. ذكرتي بحكايات والدي عن فترة تعليمه وحياة العائله في بيت واحد, بيت سيدي داوود. ما احوجنا الى تدوين وتوثيق هذه الذكريات… انها تثبت لجيلنا بان لا شيء مستحيل, حيث انه ان انتم من خذخ الظرروف نجحتم بتحقيق هذا الكم الكبير من الانجازات فمن الحري بنا ابناءكم ان نصل الى المزيد من القمم والانجازات. الله يديمك استاذي الكريم ويوفقك في المزيد من الكتابه التي نحن بحاجة ماسه اليها!
حلوة كتير
اخي الدكتور محمود احييك على ابداعك وعطائك والمامك في اللغة العربية وحفظك الله وجعلك مفخرة وعزا لنا وادامك في صحة وعافية لعطائك وثقافتك التي افتخر فيها في كل مجلس , لقد سمعت هذه القصة من المرحومة امي طيب الله ثراها التي روتها عدة مرات ولم اتأثر بها كما تأثرت فيها بعد ما قرأتها في مقالتك هذه حينما ذكرتنا بها مرة اخرى , وقد كتب لك الله حياة جديدة لتكون عملاقا في الادب وعلما بارزا ومرموقا في بلدنا ومجتمعنا العربي , اتمنى لك مزيدا من التقدم والنجاح .
قصه جميله ومؤثره بنفس الوقت وهي تدل على المعاناة التي عاشتها امهاتنا في الماضي من اعمال منزليه شاقه كالخبز والغسل والتزبيل الطابون وتحضير الموقد للغلي الماء من اجل الغسيل وفوق كل ذلك عطله نفاس لم تحصل عليها والعمل في البيت وخارجه مفروض عليها بكل الحالات تلك هي المراه العربيه التي ذاقت الامرين من اجل انشاء جيل واعد يقدس المراه ويحترمها ويرفض العنف والتسلط. رحمه واسعه من الله للحجه عبله ولسائر النساء في شتى انحاء العالم
قصة جميلة جدا وكل واحد يقرائها يقول لنفسة هيك صار معي او هيك امياتنا ،انا احيك على هذا النص الجميل وانا اقول ان للام دور كبير في الحياة وكمان في الاخرة لان ربنا عظمها ورحمها وميزها عن الرجال
الى معلمي الفاضل احبذ لو تكتب كل هذه الذكريات في كتاب . لتكون دروسا للاجيال القادمة لتعرف كيف كانت الشهادة تاخذ بعد تعب ومشقات . فحامل الشهادة يستحقها . اما اليوم ……….؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الفضل كل الفضل للاستاد عبد الرؤوف والذي فسح المجال من خلال موقع بقجه الرائع والرائد لقراءة ما تخطه اقلامكم المعطاه اطال الله عمركم
استاذي واخي الكبير..حياك الباري وجمل ايامك بالسعادة ومكارم الاخلاق..
اسلوبك بالكتابة جذاب به نكهة طيبة وبلاغة رائعة ..
قصتك سطور ذهبية من حياة مجتمعنا..الذي اصر على العيش الكريم..
جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة لنخلق حياة فاضلة..
حياة مبنية على العلم والمعرفة على الفضائل ومكارم الاخلاق..
نسال الله ان يتغمد الوالدين المغفرة والرحمة وان يدخلهما الجنات النعيم..
لقد كان الوالدين من اهل الخير والعطاء..اهل الوفاء الصادق..ذكراهم يمنحني
الطاقة على العطاء الكريم للاهل والمجتمع..والعمل الدؤوب من اجل حياة كريمة
وفاضلة..
استاذي الكريم..استمر بدروب العطاء والكتابة ..نحن معك ونؤيدك للعطاء الخالد.
لك في قلبي كل الحب والود الجميل والاحترام والتقدير..بوركت وجزاك الله كل الخيرات
والبركة..
الى الكاتب العزيز وجميع المعقبين
احيكم بتحيه الاسلام , لا شك بأنها كلمات مؤثره بنفس الوقت وهي تدل على المعاناة التي عاشتها امهاتنا في الماضي من اعمال بيتيه وخارج البيت , فمن الصعب احيانا تكريم امهاتنا على سهر اليالي والمعاناة من اجل لقمه العيش وتربيه الاولاد , مساعدة الزوج على دورب الحياه
هذه القصه ذات معاني كثيره اولا تكريم الحجه عبله رحمها الله وطيب ثراها واكرم نزلها ان شاء الله من الله عز وجل بأن حمى لها الطفل البريء , مولودها الجديد من كل شر وسوء واعاده لها سالما معافا
وبهذا الصدد اسمحوا لي بسرد قصه حقيقيه :عن حماية الله تعالى لعباده الصالحين
هذه قصة حقيقية حدثت فعلاً في لندن أحداثها تقشعر لها الأبدان
خرجت فتاة عربية (مسلمة) من النوع الملتزم بتعاليم الدين الحنيف إلى
عزيمة لأحدى صديقاتها وأمضت معظم الليل عندهم* ولم تدرك ذلك إلا عندما
دقت الساعة مشيرة إلى أن الوقت قد تعدى منتصف الليل* الآن هي متأخرة عن
المنزل والذي هو بعيد عن المكان الذي هي فيه.
نصحت بأن تذهب إلى بيتها بالحافلة مع أن القطار (subway) قد يكون أسرع
وتعلمون أن لندن (مدينة الضباب) مليئة بالمجرمين والقتلة وخاصة في
مثل ذلك الوقت!! وبالأخص محطات القطارات فحاولت أن تهديء نفسها وأن
تقتنع بأن ليس هناك أي خطر.
وقررت الفتاة أن تسلك طريق القطار لكي تصل إلى البيت بسرعة * وعندما
نزلت إلى المحطة والتي عادة ما تكون تحت الأرض استعرضت مع نفسها
الحوادث التي سمعتها وقرأتها عن جرائم القتل التي تحدث في تلك المحطات
في فترات ما بعد منتصف الليل * فما أن دخلت صالة الإنتظار حتى وجدتها
خالية من الناس إلا ذلك الرجل * خافت الفتاة في البداية لأنها مع هذا
الرجل لوحديهما * ولكن استجمعت قواها وحاولت أن تتذكر كل ما تحفظه من
القرآن الكريم * وظلت تمشي وتقرأ حتى مشت من خلفه وركبت القطار وذهبت
إلى البيت.
وفي اليوم التالي كان الخبر الذي صدمها…..
قرأت في الجريدة عن جريمة قتل لفتاة حدثت في نفس المحطة وبعد خمسة
دقائق من مغادرتها إياها* وقد قبض على القاتل.
ذهبت الفتاة إلى مركز الشرطة وقالت بأنها كانت هناك قبل خمسة دقائق من
وقوع الجريمة * وطلب منها أن تتعرف على القاتل فتعرفت عليه وهو ذاك
الرجل الذي كان معها بالمحطة.
هنا طلبت الفتاة أن تسأل القاتل سؤالا * وبعد الإقناع قبلت الشرطة
الطلب.
سألت الفتاة الرجل: هل تذكرني ؟
رد الرجل عليها : هل أعرفك ؟
قالت : أنا التي كنت في المحطة قبل وقوع الحادث!!
قال : نعم تذكرتك.
قالت : لم لم تقتلني بدلا عن تلك الفتاة؟؟!!
قال : كيف لي أن أقتلك , وإن قتلتك فماذا سيفعل بي الرجلان الضخمان
اللذان كانا خلفك؟؟
سبحااااااااان الله فقد كان يحرسها بملكان وهي لم تراهم ….
ا قتربوا من الله فأنه قريب ولكن ينتظر تقربكم منه ….
سبحان الله * الحمد لله * الله أكبر* لاإلـه إلا الله * أستغفر الله * أشهد أن لاإلـه إلا الله
((أذكروا الله فبذكر الله تطمئن القلوب ))
وهذا ما حصل مع كاتبنا العزيز بأن الله اراد له الحياه والكبر وانعمه بكثير من النعم ” اتمنى يا عزيزي ابو سامي انك كنت شاكرا لله عز وجل ”
واخيرا لاشك بأن هناك ابداع لغوي عظيم – اتمنى لك دوام الصحه والعافيه وان تكتب سيرتك الحافله بمواقف ممتعه وشيقه – لك شك لكل منها سيرته الذاتيه الحافله بحلقات عريقه – , ورحم الله الحاجه عبله وجميع امهاتنا الفاضلات
تحياتي ومودتي
جزيل الشكر لمرورك الوارف، كم أنا فخور بك وبأمثالك
من الشبان العصاميين الطموحين.
تحيّاتي القلبيّة لك ولأسرتك الكريمة.
لميرا
تعقيب موجز حلو وداعم!
أخي وجاري الحبيب أبو مراد
أنا سعيد وفخور بهذه الكلمات الرائعة التي تؤكّد
أصالتك وصدق مشاعرك.
أتمنّى لك الحياة الهانئة والبيت السعيد.
في رعاية الله وتوفيقه.
أخوك المحبّ
أبو سامي
أحيّيك على نشاطك المحمود، وعلى تفاعلك الجميل مع نصوصي!
اعتزّ بآرائك ومواقفك الملتزمة بقيم الخير والعطاء.
لكِ ولجميع أفراد أسرتِك الكريمة تقديري واحترامي.
بوركت على هذا التعقيب الرقيق،
وأحيّيك على برّك بالوالدين، واعترافك
بدور الأمّ الهام في حياة الأسرة والأبناء.
شكرًا من القلب لتلميذي الذي تربطني به روابط
الحب والاحترام والتقدير.
آمل أن يوفّقني الله في إكمال كتابة سيرتي
ونشرها في كتاب في المستقبل القريب.
شكرًا لكَ ولموقع “بقجة” الذي يزداد تألّقًا كلّ
يوم بإدارة أخي المثابر أبو أمير
أخي الحبيب المحامي جمال أبو فنه
كلماتك الرائعة “تشحنني” بمزيد من
القوّة والتشجيع لمواصلة المشوار!
لك ولجميع أفراد أسرتك أصدق الدعاء
بالتوفيق والنجاح.
أخوك المحبّ أبو سامي
للمحامي رياض مصاروة
أكرّر شكري وتقديري لتفاعلك الرائع مع نصوصي،
وأحيّيك على ما تُبديه من أفكار حصيفة وقيم سامية.
لي رجاء:
حاول أن تختصر في ردودك – مع اعترافي بأهميّتها – ليتمكن
الجميع من قراءتها ومتابعتها.
لك خالص المودّة والتقدير
د. محمود أبو فنه
الأخ الكريم
د.محمود ابو فنه
تحيه المحبه والتقدير
هذة الحكايه تمثل صورة صادقه صورتها بقلمك الأمين القادر . لا شك انه ابداع . كتابتك تتصف بالصدق والقوة . كلماتك قصيرة ومعبرة تصل الى اعمق المعاني, انه من الأجدر ان تكون هذة الحلقه هي الأولى في حلقات سيرتك الشخصيه .اضرع الله العلي القدير ان يمد بعمرك ويفرش حياتك بزهور الأبداع والمزيد من النجاح والفلاح والكثير من هذة الأطلالات .
مع المودة والأحترام
داود منصور
أخي وصديقي الشهم داؤد منصور- أبو محمد
بوركتَ على هذه المشاركة المشجّعة التي أعتزّ بها، وأسأل الله
جلّ شأنه أن أكون عند حسن ظنّكم، وأن يوفّقني في كتابة السيرة.
لا ريب، أنّ دراستي في المدرسة الثانويّة في بلدتكم العامرة – طيرة
بني صعب – كان لها الأثر الحاسم في بلورة شخصيّتي، وفي اكتسابي
المبادئ السامية التي أسير على هديها.
لك ولجميع محبّيك من الأهل والأصدقاء مودّتي وتقديري
صهركم د. محمود أبو فنه – أبو سامي
[…] محمود أبو فنه محطّة بارزة وحاسمة “من سيرتي الذاتيّة” العناية الإلهيّة تحرسك! اقرأ أيضاً في […]
[…] محمود أبو فنه محطّة بارزة وحاسمة “من سيرتي الذاتيّة” العناية الإلهيّة تحرسك! كيف تغلغل حبّ الكلمة إلى قلبي! منكما رضعتُ المبادئ […]
[…] محمود أبو فنه محطّة بارزة وحاسمة “من سيرتي الذاتيّة” العناية الإلهيّة تحرسك! كيف تغلغل حبّ الكلمة إلى قلبي! اقرأ أيضاً […]
[…] محمود أبو فنه محطّة بارزة وحاسمة “من سيرتي الذاتيّة” العناية الإلهيّة تحرسك! كيف تغلغل حبّ الكلمة إلى قلبي! منكما رضعتُ المبادئ […]
[…] محمود أبو فنه محطّة بارزة وحاسمة “من سيرتي الذاتيّة” العناية الإلهيّة تحرسك! كيف تغلغل حبّ الكلمة إلى قلبي! منكما رضعتُ المبادئ […]
[…] بارزة وحاسمة “من سيرتي الذاتيّة” العناية الإلهيّة تحرسك! كيف تغلغل حبّ الكلمة إلى قلبي! منكما رضعتُ المبادئ […]