قلبي بسبعة ابواب

وبعد الفراق والرحيلِ والذهاب

ما زال هو يقبع بذلكَ المكان

ما زال يقرأُ الكلمات ويتصفح الكتاب

واستطاع من جمالِ اللحظة أن يوقف الزمان

ما زال يقرأ حروفك التي لا تهاب

ما زال عنده الأمل باللقاء والإيمان

ومال زال ينتظر الدفء في شهر آب

ومال زالت كلماتُك في ذهنه كالجرس الرنّان

وكُلّي دَهْشَةٌ يا امرأَةً وكلي عَجَبٌ عُجابْ

فَقَدْ صَنَعْتِ من كلماتك عقْدَ لؤلؤٍ ومرجان

وبكلماتك أصبحتْ أليفةً تِلْكَ الذئاب

صَنَعْتِِ من كَلِماتكِ دَرْباً من الوادي للجولانْ

وأخضَعْتِ كُلَ الفلاسفةِ بكلماتِكْ دون العِتابْ

تَرَبْعْتِ على عرشٍ زَيَّنَتْهُ شقائق النُعمان

فوقفَ الذين سَمّوا أنفسهم رجالا,ورموا الحِراب

وأعلنوا الاستسلامَ لكبريائكِ ,ولشموخك الذي قد بانْ

لا تنتظرينَ سيدتي,وفرقي بين الحمامةِ والغُراب

وامضي بدربك نحوي أنا فقلبي يلزمُهُ الحنان

فمن عَشِقَ وَطَناً عاش فيهِ وقَبَّلَ أرضهُ والتُراب

ولا بُدَّ لعرشٍ تقبعُ عليهِ سيدةٌ أن يكون لَهُ سُلْطان

فأنا لا أبيعُ كلاماً ,وأبني قصوراً في النهايةِ تكونُ مجردُ سراب

أعتقدُ أن اللحظةَ قَدْ حانتْ وقَدْ آن الأوان

فلقدْ دَقَتْ أجراسُ الكنائس وطارتْ كلماتُ الشِعْرِ من فوق القِباب

وعلتْ أصواتُ المآذنِ على مسامِعِ العالمين تُعْلِنُ الآذان

ومُلئ الجَوُ بريحِ المِسْكِ من عَظَمَةِ سَيِدَةٍ تَنَهَدتْ فملأ المكانُ الضَباب

وها هِيَ خيوطُ الشِمْسِ تَتَسَلَلُ من بينِ الظُلْمَةِ لِتَمْسَحَ الأحزان

وسَقَطَ المنافقون أرضاً بأقْنِعَتِهمْ كما يَسْقُطُ الذباب

وبَقيتُ أنا شامِخاً أمامَكِ أنتظرُ حُكْمَكِ عَلَيَّ ,لا بل وبقينا نَحنُ الاثنان

وما زِلْتُ أنتظر !!لَكْن كما عَلّمْتُكِ !!فقلبي لَهُ سَبْعَةُ أبواب

اخترقتِ الأولَ والسِتَةُ تَحْتاجُ لِقَوَةِ طوفان,ولِعَظَمَة نارِ البُرْكان

واعلمي أن قُوة الأنثى بأنوثتها قَدْ تُحَرِك الجِبالَ وتَصْنَعَ السحابْ

فاستخدمي عَقْلَكِ واستخدمي قَلْبَكِ ولا ضَيْرَ في بَعْضِ قَسْوَةِ سَجّانْ

أنتظر والانتظار يَخْلِقُ شَوْقاً وحناناً ,لكن احذري فقلبي أنا كالكتاب

لا تلتفتِ ولا ورائكِ تناظري ,وأطلقي لنَفْسِكِ حُرِيَةً أطلقي له العنان

بقلم الشاعر محمد ابو البراء