التعددية في مجتمعنا

تاريخ النشر: 02/02/12 | 11:59

بقلم كاظم ابراهيم مواسي

المجتمع هو مجموعة من الناس تجمعهم قواسم مشتركة، فلو فرضنا ان القاسم المشترك هي الديانة سنجد ان المجتمع في بلدتي ليس جميعه ملتزما بالديانة في نفس الدرجة ونجد تفاوتاً في الالتزام الديني، ولكن الاغلبية مؤمنة وتنحاز الى التدين بل وتدعو اليه واحيانا تضعه شرطاً للصداقة او للنسب، والجميع في بلدتي يعقدون قرانهم وفق الشريعة الاسلامية ووفقها ايضاً ينتقلون الى جوار ربهم. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف بالامكان المحافظة على التعددية –اختلاف الرأي والمنهج- في مجتمع ينساق الى التجمد وعدم التطور فكريا وعمليا؟

التعددية ليست بالتأكيد من صنع البشر استنادا الى قوله جل جلاله:”وجعلناكم قبائل وشعوب لتعارفوا” وهل بامكان المتدينون والدعاة ان يبطلوا ارادة الله سبحانه وتعالى عندما خلق الاختلاف وخلق التفاوت بين الناس اذا رفع بعضنا فوق بعض درجات.فالتعددية والاختلاف يساهمان في تقدم المجتمع ويفتحان امامنا مجالات جديدة.

لا اصدق انه يوجد انسان عاقل في العالم كله ينكر وجود الله واذا وجد فهو بالتأكيد غير عاقل وقد اسقط ما اوجب. ونحن البشر ما دمنا نؤمن بوجود الخالق وربما نصدق نبيا اكثر من الاخر – نصدق تعني نؤمن برسالته- ، فمن حقنا نحن البشر ان نختلف على الهدف وعلى الوسيلة ويعيش كل منا وفقا لمبادئة ووفقا لما اكتسب من معلومات ويصلي اذا اراد كما يشاء، وكل ما هو من حقنا ان نطلبه من الانسان ان يكون ايجابيا وليس سلبيا وليس لنا امر باموره الخاصة، اما اذا شاءت ظروفه ان يكون سلبيا فعلى الدعاة ورجال الفكر ان يقاوموه ويرشدوه الى الخير والايجاب بالتحفيز وبالتشجيع وان استقام وصلى فلنفسه وان اساء فليس له الا العقاب او العلاج.

واخيرا فان من التقوى عدم التدخل في امور لا تمس بنا. والله وليّ الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة