نقد وتحليل لقصيدة الإستقالة عنواني -أحمد سلامة
تاريخ النشر: 03/02/12 | 2:31“نقد وتحليل لقصيدة الشاعرة روان إرشيد ” “الإستقالة عنواني“: أوّلُ ما يلفتُ انتباه القارئ ألدّرِب هو صِدق هذه الشاعرة في ألتعبير عن حدث حقيقي ، مرّتْ به أو مرّ بها فتركَ بصماتِهِ على كيانها ، وتأثّرتْ به نفسها أيّما تأثُر ..فانعكسَ ذلك على حياتها كلّها .. واحدث عندها إنفِعالاً وجدانياً قويّاُ ،إنعكسَ على شِعرها .. وأجمل ما يكون ألشِعر هو عندما ينبعثُ عن إنفعال وجداني صادق ..حين ذاك يتجلّى صدقُ المشاعر وحميميته فيأتي جميلاً ومُؤثِّراً .. وقصيدة روان إرشيد هذه خير مثالٍ على ذلك .. فهذا ألإنسكاب الوجداني ألملتهب يُطالعنا بتعابير شاعرية جميلة وصادقة ..
ولنتمعّن معاً في هذا المطلع ألجميل:(ها هي نوبة الأسى تؤوبُ على مداري )، فكلمة –نوبة هنا تُعطي فضاءً مميّزاً .. فهي نوبة لأنّها تروح وتجيئ ولكنّها مداومةٌ في حركتها –نوبتها .. أي انّها ليست المرّة الأولى ألّتي تنتابها فيها .. فها هي تؤوب—تعود .. من جديد .. وتلتحمُ مع تعبير –على مداري – لتكتمل الصورة ..
وننتقلُ مع الشاعرة إلى –لفد أحببتُكَ حتى أحرق الحبُّ حالي ..اُنظر إلى حرف الحاء –ح- كم مرّة يتكررُ في هذا الشطر .. وهو حرف –حلقي .. والغصة تكون في الحلق .. ثُمَّ : ( ولستُ أدري أيّان أمضي ) .. تعبير جميل عن الحيرة ولوعة الوجد .. فبحرٌ أمامي وبحرٌ ورائي ) ، يُذَكّرُنا بخطبة طارق بن زياد المشهورة ، العدوُّ من أمامكم ، والبحر ُ من ورائكم .. ثُمَّ يغلبها الأسى من مواقف حبيبها الغادرة فتقول : فات الأوان وخاب ظنّي فيك ..وتتساءل بصيغة ألإستفهام ألإنكاري : أتستطيع أن تقشع ظلامَ الشّكِّ عن قلبي ..لكنّها في نهاية المطاف نراها تحزم أمرها، وتتماسك وتعود إلى نفسها فتقول : سأمضي وبعد ألآن لن أُبالي ..
ولكن وإلى جانب هذه التعابير الشاعرية الجميلة فهناك تعابير أقلُ شاعريةً وتقترب من اللغة العادية فحبّذا لو أنّ الشاعرة استطاعت أن تسموَ بها أكثر .. ومن هذه التعابير : أحسستُ بالعبرات تخنقني ثمّ :ولم يعلم أنّه أستحالة رجوعي ثاني بربي أعجز عن وصف معاناتي، أأُصَدِّقُكَ أم أُكَذّبكَ قل لي ولم يصبح حبّكَ بعد ألآن يحتويني. هذه تعابير أقرب إلى اللغة العادية ألمحكية، وبها أخطاء لُغَوية.
كما أنّ في القصيدة إلى جانب الجمال والصدق والشاعرية يوجد بعض الهِنات اللغوية .. فمثلاً كلمة:تؤوب في الشطر ألأول تُكتب هكذا تؤوب وليست تؤب في الشطر -9- ولم ألقَ وليس ولم ألقى، وفي الشطر -25- نفس الخطأ كلمة ولم يتبقَ وليس ولم يتبقى أمّا الشطر -11-كما ورد في القصيدة:يا حزنَ زلزالَ كياني فيه ضعف .. ، والأفضل أن يُقال –يا حزناً زلزلَ كياني، أمّا بشكله الحالي في القصيدة فحركة كلمة زلزال ليست الفتحة بل الكسرة، ونحن نأمل للشاعرة ألإنتباه لهذه الظواهر في المرّات القادمة، فهي كفءٌ لذلك ولأنّها تتمتع بروح شاعرية وموهبة جيدة ..، أتمنّى لها المزيد من العطاء والنجاح والإبداع .
*ألكاتب يُرَحِّبُ بآراء ألقراء والمتابعين سواءً في الموقع أو للكاتب مباشرةً على ألايميل :[email protected]
اقرأ المزيد في موقع بقجة للشاعرة رَوان إرشيد – النّاصِرة
ألكاتب والشاعر الكبير والقدير والسراج المنير وحبيب الجماهير أحمد سلامه , لك مني كل تحية وتقدير لنقدك وتحليلك البناء لبعض من قصائد الشعراء , أقول وبكل صراحة ,إن نقدك وتحليلك هذا يعود بالنفع الكثير على كل كبير وصغير ومعلم ومدير وكاتب ومحاسب وأديب وشاعر ولو ظن أنه بالشعر ملك أو وزير , حقا إنك علم يرفرف فوق كل منتديات الثقافة والأدب , فمن خلال متابعتي لأشعارك ونقدك أصارحك بأنني استفدت الكثير الكثير وعليه أرجو أن تقبل مني أسمى آيات محبتي , والله أسأل أن يديمك لنا ذخرا ويطيل لك عمرا مفعما بالغبطة والسرور والصحة والعافية .
أخي الشاعر زهدي غاوي : تحياتي الممزوجة بعبق الزهور .. عِمتَ مساءً ،
كلماتكَ تضوع منها البلاغةُ والإقتدار والصِدق والتواضع وهذه صفاتُ ألرجل الأصيل ذي
الخُلُق الكريم ،
أشكر توجهكَ ، واُثمِّنُ تقديركَ لنقدي وشِعري ويُسعدُني أن يكون ما أُقدِّمه ذا فائدة للأدباء
والقراء ومحبي ألأدب عامةً والشِعر خاصةً ..
لكَ مودّتي واحترامي ..
وأتمنى لكَ السعادة والحياةَ المديدة .
الشّاعِر الأُستاذ أحمد سَلامة:
مساء جميل يختصر بين جنباته غابات لا متناهية من الزُّهور..
أوّلاً اسمح لي بأن أشكُركَ على تحليلكَ ونقدكَ العظيم وإشاراتك الدّقيقة ومُلاحظاتكَ العميقة، جميل أنتَ وبارع.. وأرى لتحاليلكَ الشّعريّة مذاق وجُرعة كبيرة من الأوكسجين بعد يوم شاق.. فوجئت بِعُمق تَحليلك للقصيدة وَسَبرك لأغوارها وذلك غير متاح إلّا لقارئ متمهّل غير متعجّل شبيه “بأندريه جيد” الأديب الفرنسيّ الكبير الّذي يهوى القراءة البطيئة وَكأنّهُ يأكُل عنقود العنب حبّة حبّة وَيجِد مع كلّ حبّة مذاقًا ونكهة..
لقد كانت قصيدة الإستقالةَ عُنواني من أوائل كتاباتي، أو بمعنى أدقّ من أوائل محاولاتي الشّعريّة لهذا ربّما كانت بها بضع التّعابير الأقل شاعرية، أو أحسب التّعابير الأقوى مضمونًا قد ذهبت ولم يتبقَ منها إلّا غبار. وبالرّغم من الحزن الّذي يكتنفها إلّا أنّي اعتبرها ذاكَ الملجأ الّذي يمكن أن أحتمي بِهِ وأستدفئ بظلّه، وأرتوي بحنانه.
أمّا قبلَ إرسال القصيدة إلى السيّدة إيمان القاسم لتبُثّها عبر برنامجها في إذاعة صوت إسرائيل وقبل نشرها على مواقع الإنترنت قد أرسلتها إلى أحد أساتذة اللُّغة العربية لتنقيحها حتى بدت بهذا المظهر مع تغيّير بعض الكلمات الّتي تفضّلت حضرتكَ وذكرتها في هذه الواحة.
لكَ الشكر والتّحيَّة على مجهودكَ الرّائع وَدُمتَ مُحلًّا للإبداع
إنه ليشرفني أن أطلع على كتابات النقاد والشعراء الكبار أمثال الأخ الشاعر المعروف من غير تعريف أستاذنا الكبير أحمد سلامة لدرايته وحذاقة نقده ولياقة أدبه , طبعا فالأمر لا يضير الشاعر أو يقلل من مكانته والعكس صحيح .
وأنت أخت روان إرشيد أعلم علم اليقين أن لك مكانة مرموقة في مجلس الشعر والأدب منذ زمن بعيد وأنا بدوري أحييك لتقبلك نقد أستاذنا أحمد برحابة صدر , وكم أنتظر وأتمنى أنا شخصيا أن يبحر النقاد بقصائدي لنقدها وتحليلها لأتعلم ويتعلم غيري .
مرة أخرى تحياتي واحترامي لكما أحمد وروان مع أمنياتي لكما بالتوفيق حتى آخر الزمان .
الزميلة الشاعرة -روان إرشيد : تحياتي الوردية لكِ ،
بشكل عام أنا أتوجه لنقد وتحليل بعض القصائد الّتي أرى بها خصوصية شاعرية من
نوعٍ ما ، وبها ما يُمَيّزُها شكلاً ومضموناً ، فيكون حديثي عنها ذا فائدةٍ لصاحب النَّص
وللقراءعامةً ولذوي ألإختصاص ،
فأنا أتوخّى دائماً نشر المعرفة العلمية الموضوعية لما فيه فائدة ألأدب والأدباء ،
بعيداً عن الإطراء والمجاملة لأنّهما لا يدخلان في باب النقد العلمي الموضوعي ،
وأكثر ما جذبني إلى قصيدتكِ هو صدقها .. وأنّها وُلدت كما ينبغي للقصيدة الناجحة
أن تولد .. فالإنفعال وحالة الشحن هي المقدمة ألأولى لولادة القصيدة وهذه الحالة
لا تأتي إلاّ من رحم المعاناة وإهتزاز الوجدان .. فيحصل ألإنفعال .. ومن ثَمَّ التفريغ
وهو سكب الإنفعال في لغة شاعرية مُؤَثِّرة ..ثمَّ يجب أن تكون بعدها عملية عقلنة
المكتوب وهي مراجعة عقلية لما كُتب .. يدخل في هذه المرحلة كل ما نملكه من
خبرات وقدرات لغوية ومخزون ثقافي ، هذا إلى جالنب الموهبة الشعرية والّتي
هي ألأساس في الشعر ..
اشكركِ على ردِكِ اللطيف ،
أحمد سلامة
أخي الشاعر -زهدي غاوي : تحياتي وتقديري لكَ ،
أنّ ألإنسان الكريم ذا الخُلُقِ القويم هو الّذي يتقبل النقد البنّاء برحابة صدر ، وهذا ألإنسان
هو أنتَ ..
ونحن كلّنا نتوخى خدمة الأدب ، ونتعلّم من بعض .. ولا حدّ للتعلم والمعرفة ..
وكلّما كان الشخص متمكِّناً وواثقاً من نفسه كان أكثر شغفاً لأن يستزيد ..
وهكذا انتَ .. فلكَ منّي كامل التقدير والود الوفير .. وما أنا إلاّ شخصاً عادياً لاكبير ولا
صغير .. . أكن لطائفة الأدباء والشعراء ألحب الكبير وابغي لهم الخيرَ الكثير ..
تقبل مودتي وتمنياتي لكَ بالصحة والسعادة والعمر الطويل .
أشكرك أستاذي يا ذا المسك والعبير يا من بالإحترام والتقدير جدير , يا من تذلل خطاه كل عسير , يا من يمطر علينا بعلمه كالغيث الغزير , يا من أراه ندا لجرير , يا من بحنكته وسلاسة نقده وشعره منقطع النظير , فأنا مقارنة بك كسلحفاة تحت جوانح نسر , وهل رأيت أ السلحفاة بيوم من الأيام تطير |||
أستاذ أحمد سلامة فامض في سبيلك مرفوع الهامة , أهلا للشهامة إلى يوم القيامة .
حِينَ يَغِيبُ الكَونُ بِكُلِّيتِهِ عَنَّا… رُغمَ وُجودِهِ.. ذَلِكَ يَعنِي أَنَّ عَقلَنا البَاطِن رَكَّزَ جَميعَ الحَوَاسِ وَالمَشَاعِر صَوبَ اِنسَانٍ مُعَيَّن… فَكأنَنا مَحَونَا كُلَّ مَسَاحَاتِ الَذاِكرَة اِلاَّ مَا خَصَّ مَن اِستَحقَّها بامتِيَازْ
مَسَاءُ التَمَيُّزْ أَساتِذَتي الأفاضِل
عميقٌ فكركِ ، جميلٌ توجهكِ ،ساميةٌ مشاعركِ، جيّاشةٌ عواطفكِ، عذبةٌ صياغتكِ لهذه
الكلمات الحميمية ..
أتمنّى لكِ ألخير والسعادة والتميز في العطاء ألأدبي ..
تحياتي ومودتي .