نساء مبدعات في كفرقرع والمنطقة

بأجواء زاخرة بأمطار الخير، ودافئة بالمشاعر الإنسانية, نظمت جمعيّة “من أجلك” في كفرقرع لقاءاً أدبياً بمناسبة إصدار كتاب باللغتين العربيّة والعبريّة بعنوان: “من الألف إلى الياء – قاموس سلام لنساء من إسرائيل”شارك فيه د. محمود ابو فنة  ومجموعة من النساء العصاميات في مقر الجمعيّة بالبلدة.بادرت إلى اللقاء مديرة الجمعيّة السيدة آمنة كناعنة التي افتتحت اللقاء بكلمة ترحيبيّة معبّرة، ثمّ استعرضت بإيجاز مسيرة الجمعية وأهدافها والنشاطات التي تقوم بها لتدعيم مكانة المرأة، وتعزيز ثقتها بنفسها وبطاقاتها.

بعد ذلك، تمحور الحديث حول التجربة الرائدة التي شارك فيها عدد من النساء العربيّات واليهوديات لممارسة “الكتابة الإبداعيّة” حول موضوعات ذاتيّة واجتماعيّة ودينيّة وإنسانيّة.

امتدت هذه التجربة على مدار ثلاث سنوات تمخّض عنها إصدار كتاب باللغتين العربيّة والعبريّة بعنوان: “من الألف إلى الياء – قاموس سلام لنساء من إسرائيل”.

في بداية حديثي حول هذا المشروع، أعربتُ عن سعادتي وتقديري لهذه التجربة المميّزة التي كشفت عن مواهب وطاقات كامنة لدى المرأة العربيّة، والتي انعكست في النصوص الإبداعية التي كتبتْها ضمن ورشة الكتابة الإبداعيّة.

وبهذا السياق أشرتُ إلى دور الكتابة الإبداعيّة وأهميّتها لدى من يمارسها حيث قلتُ:

– الإبداع يطلق العنان للخيال ليحلّق بعيدًا عن ضوضاء واقعنا المشحون بالقلق والتوتر.

– والإبداع يشبع العديد من الحاجات النفسيّة التي تصطخب في أعماقنا.

– إنّه يمنحنا الثقة بالنفس، والرضا عن الذات.

– ويطهّرنا من الكثير من المشاعر والأحاسيس المكبوتة التي نعاني منها.

– والإبداع يساعدنا على التواصل مع الذات ومع الآخرين!

– إنّه يقتل الملل الذي يغزو النفوس، ويمنح الحياة والوجود نكهة لذيذة.

– والإبداع يحمي الفرد من فقدان التميّز، ويمنحه فرصة للتعبير الذاتيّ عن الخصوصيّة.

ثمّ استشهدتُ بأقوال لبعض المبدعات والمبدعين الذين تحدّثوا عن أهميّة الكتابة ودورها في حياتهم:

فهذه الدكتورة الأديبة نوال السعداوي تكتب في سيرتها الذاتيّة: “أوراقي.. حياتي” فتقول:

– “الكتابة عندي كانت ضروريّة مثل التنفّس”

– “الكتابة عندي أعزّ ما أملك. الماء والهواء والكتابة، ثلاثة عناصر ضرورية للحياة. أنا أكتب إذن أنا موجودة. لا أتصور الحياة الدنيا بدون ورقة وقلم. الحياة الأخرى أيضا لا أتصورها بدون ورقة وقلم!”

وكتبت الأديبة الشاعرة فدوى طوقان في كتاب سيرتها الذاتيّة ” رحلة جبلية رحلة صعبة” تقول:

– ” وظلّ عالم كتبي وأوراقي وأقلامي يمدّني بالقوّة، ويساعدني على التماسك وتثبيت القدمين على الأرض المهزوزة تحتهما…”

– “.. كان عالمي الوحيد في ذلك الواقع الرهيب بخوائه العاطفي هو عالم الكتب..”.

– “أنا أقرأ فأنا موجودة…”

وكتب الأديب الناقد جبر إبراهيم جبرا في كتاب سيرته: “شارع الأميرات” يقول:

– “ما زلتُ أصارع تلك الحمى الرهيبة، حمّى الكتابة منذ مراهقتي..”

– “وبالنسبة إليّ: كانت الكتابة، مع الرسم أحيانا ضرورية ضرورة الحبّ، ضرورة الصداقات، ضرورة الماء والخبز”

بعد ذلك أعطيت الفرصة لكل امرأة من المشاركات لعرض تجربتها الكتابيّة، ونوقش النص الذي كتبتْه ونشرته في الكتاب مع إبداء بعض الملاحظات حوله.

ثمّ أبديـتُ إعجابي وتقديري لهذه التجربة الرائدة التي جمعت بين نساء عربيّات ونساء يهوديات في مجال الكتابة الإبداعيّة وفي موضوعات مشتركة مما قد يسهم في تعزيز التقارب والتعايش بين أبناء الشعبين.

في الختام: إنّني أبارك مثل هذه التجربة الجديرة بالدعم والتشجيع وآمل أن تتكرّر وتتوسّع، وأحيّي المبادرين إليها والمشرفين عليها والمشاركات فيها.