لا تتألموا إذا قلت لكم ان الاراضي ستصادر في وادي عارة
تاريخ النشر: 06/02/12 | 4:00لقد جذبني هذا المقطع من رسالة الشيخ محمد طاهر الطبري ، مفتي طبريا في الثلاثينات من القرن الماضي ، والتي كان قد وجهها الى الباشا موسى كاظم الحسيني ، منبها ومحذرا اياه بفقدان الارض في قضاء طبريا لصالح اليهود عندما فقال: “سيدي لا تتألموا إذا قلت لك ان غالبية الاراضي بقضاء طبريا اصبحت بيد اليهود ، ولا تتعجبوا اذا قلت لكم انكم اذا لم تعالجوا هذا الموقف بمنتهى الحزم والإخلاص، ستأتي وفود العرب بعد عشرين سنة لتبكي على الطلول البالية في هذا القضاء، وهناك سيسجل التاريخ على كل مسؤول مسؤوليته” ..
نعم لقد جذبني هذا المقطع من تلك الرسالة ، ليس من باب الاستذكار لما حصل من ضياع للارض آنذاك فحسب ، بل من باب الحفاظ على ما تبقى لنا من ارض في هذه البلاد التي تتعرض للمصادرة يوما بعد يوم ، وشبرا تلو شبر .
شدني ذلك الكتاب (الرسالة ) من منطلق آخر ، الا وهو ، ان الشيخ الطبري رحمه الله ، قد وجد له عنوانا معلوما يوجه له كتابا مثل هذا ، فكان هنالك “شيخ المجاهين” الذي تولى المناصب في عهد العثمانيين حتى بلغ به الامر ليتولى رئاسة بلدية القدس في عهد البريطانيين الذين عزلوه لاحقا بسبب مناهضتهه لوعد بلفور ، وكان مناهضا للهجرة اليهودية الى فلسطين .
عزله الانجليز ، فاصبح قائدا للمجاهدين ولقب بشيخهم ، “شيخ المجاهدين” ، انه موسى كاظم الحسيني ،( والد المناضل عبد القادر الحسيني).
لا اخفي عليكم مشاعري عندما قرات هذه العبارات التي تاملتها وبالغت بالامعان بمفرداتها ومعانيها ليس لسبب غير ان الذي ذكرته آنفا :
بان الشيخ الطبري رحمه الله قد وجد له عنوانا يرفع له الامر . ولا نجد نحن من نشكو له امرنا .
اكثرت من الامعان محتارا ربما ، او تائها ، او قلقا ومتحسرا ، كوننا نعيش فترة عصيبة ، تنهب فيها ارضنا شيئا فشيئا، وتهدم فيها بيوتنا بيتا تلو الخر ـ وتضيق بنا بلداتنا ، ويحرم فيها شبابنا من بناء بيت لهم لبناء اسرتهم .
امعنت طويلا متألما ، كوننا نعيش فترة عصيبة ، نحتاج فيها لان يكون بيننا شيخا طبرانيا حريصا على وطن يسلب ، ولم نجد كهذا .
امعنت طويلا متألما ، كوننا نعيش فترة عصيبة ، نحتاج فيها لان يكون بين ظهرانينا “موسى حسني” ، نشكو له ما اصابنا ليتولى هو امرنا ، ولم نجد كهذا.
تاملت ذلك الكتاب ، لاننا نتعرض لممارسات خطيرة تنتهجها الدولة من خلال مصادرة ما تبقى من ارض .. ومن خلال سن القوانين التي تجيز للدولة ذلك ، وكثر من ذلك ، نعيش فترة لا نجد من نشكو له حالنا غير الله عز وجل . علما ان الدولة لا تعير لنا بالا ولا تعير بالها لله جل علاه وكل همها ما هو الا المصادرة والمصادرة والمصادرة .
نعيش هذه الفترة العصيبة التي تقوم فيها الدولة بمصادرات في النقب ، في المثلث والجليل ، بمرءى من الدول العربية ، وعلى مسمعها ، وبعلم انظمتها التي تآمرت علينا في السابق وما زالت .
ولتوضيح حجم الازمة ومخاطرها ، اليكم بعضا مما يدور ويخطط له في منطقة وادي عارة فقط ، ليكون مثالا عما يدور في جميع المناطق العربية :
فلو قمنا بالقاء نظرة سطحية على ما يدور على هذه الارض من خلال ما يخطط من مشاريع غاية للخطورة ، ستقضي على ما تبقى لنا من ارض ، اذكر بعضا منها للتوضيح ، وهي كالتالي :
1- مشروع تهويد منطقة وادي عارة من خلال بناء مدينة لليهود المتدينين ( مستوطنة حريش ) لتتسع ل 150 ألف مستوطن . وستلتهم آلاف الدونومات ، كما انها ستحد من امكانية توسعة البلدات العربية حسب تصريح وزير الاسكان الذي قال متبجحا :
جئت بهذا المشروع الوطني لكي امنع العرب في وادي عارة من التوسع على هذه الارض .
2 – توسعة شارع 65 وتحويله الى ثلاث مسارات من كل اتجاه وبناء 7 محولات ، مما سيعرض مئات الدونمات للمصادرة وسيكون له عوارض خارجية عديدة و خطيرة .
3 – مشروع تحريش الاراضي ويسمى : “تنظيم” غابات منشة ، وهذه واقعة في منطقة وادي عارة وسيتم توسعتها وضمها ” للكيرن كييمت” .
4 – مشروع تحريش الاراضي ويسمى :”تنظيم” غابات وادي عارة كذلك ، وسيتم توسعتها وضمها “للكيرن كييمت” .
5 – مشروع خط سكة الحديد المخطط لها بمحاذاة شارع 65 الذي يخترق وادي عارة لمسافة 14 كيلو متر .
6 – قضية دار الحنون ، قرية غير معترف بها رغم انها قائمة قبل قيام الدولة .بادعاع ان بقائها يشوه جمال الطبيعة في هذه المنطقة .
7 – قضية هدم البيوت ، فقد تم هدم عددا منها في حين ان الخطر يهدد العشرات وربما المئات .
8 – عدم الموافقة لتوسعة الخرائط الهيكلية للبلدات العربية ، بهدف خنقها ، وربما ترحيل مواطنيها .
9 – قضية حل السلطات المحلية المنتخبة وتعيين لجان يهودية لادارة الشؤون المحلية ، علما ان هذه اللجان تتصرف من خلال اجندة مؤسساتية خالصة ولا تعير اهتمامها للشؤون والاحتياجات المحلية . ففي وادي عارة هنالك ما يقارب ال 17 بلدة ، ثلاثة منها تدار بواسطة مجالس محلية منتخبة ، والبقية تخضع لادارة لجان معينة .(وهذا صحيح لغاية 12.2011) .
والحبل على الجرار .
كتبت هذه السطور مبينا من خلالها خطورة الفترة ، في حين اننا باشد الحاجة ، اما لشيخ طبري ، واما لموسى كاظم حسيني .
صحيح ان مجتمعنا لا يفتقر لقائد ، بل لدينا من القيادات ما لا حصر لعددهم ، ونراهم في كل زاوية وفي كل مكان .فهنالك الحزاب وكل حزب منها، يجد قائدا . وكل عضو كنيست ،قائدا . وكل رئيس حركة سياسية ، قائدا . وكل رئيس حركة دينية ، قائدا . وكل رئيس سلطة محلية ،قائدا . وكل رئيس جمعية ،قائدا . وكل رئيس لجنة شعبية ،قائدا . وهنالك لجنة لمتابعة قضايا الجماهير العربية يراسها قائدا . وكل عضو فيها قائدا . وهنالك لجنة رؤساء للسلطات المحلية العربية يراسها قائدا . وكل عضو فيها قائدا .
اما انا ، ومع كثرتهم ، فاني لا ارى من بينهم من هو بمكانة الشيخ محمد الطبري ، ولا احد منهم يزعم ذلك .
ولا ارى من بينهم من هو بمكانة موسى كاظم الحسيني ، ولا احد منهم يدعي ذلك .
وها انا لا اجد من هو بمكانتهما لاقول له :
سيدي لا تتألموا إذا قلت لك ان غالبية الاراضي في وادي عارة باتت مهددة بالمصادرة لصالح مشاريع تهويدية ، ولا تتعجبوا اذا قلت لكم انكم اذا لم تعالجوا هذا الموقف بمنتهى الحزم والإخلاص ، فسيصبح الجمهور العربي هنا بلا ارض وبلا مستقبل ، وما هي الا بضع سنوات ، وستجدوننا نبكي على الطلول البالية في هذا المنطقة ، وحينها سيسجل التاريخ على كل مسؤول مسؤوليته” ..
فهل من مجيب ؟
اقول لكم : لا والف لا ، فلا مجيب !
بقلم احمد ملحم – جمعية الدفاع عن الارض والمسكن في وادي عارة
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم صدقت سيد احمد ملحم ما دام بيننا خلايا سرطانيه تعمل جاده لكسب بعض الفتات من وراء اليهود وهمها الوحيد مصلحه شخصيه فان الخطر سيبقى يلف الاراضى حتى …………..الخلايا السرطانيه.
لازم نكون يد وحدة