جلسة بالكنيست لبحث انتشار تدخين الأرجيلة بين القاصرين
تاريخ النشر: 18/06/14 | 20:18بحثت لجنة مكافحة المخدرات والإدمان على الكحول البرلمانية برئاسة النائب محمد بركة، هذا الاسبوع، ظاهرة انتشار تدخين الأرجيلة بين القاصرين، وحتى بين الأطفال في صفوف السادس، حسب ما اظهره استطلاع لسلطة مكافحة المخدرات، وعرض الدكتور الياس جورج حلو في الجلسة نتائج بحثه العلمي حول مخاطر الأرجيلة على الجسم، وقال النائب بركة، إن النشاط لرفع مستوى الوعي بين الأجيال الناشئة يشوبه خلل بسبب عدم التنسيق بين الجهات المتعددة العاملة في هذا المجال.
وقال بركة في كلمته، إن مخاطر التدخين، وفي هذا السياق، تدخين الأرجيلة، لا تقتصر على الصحة، وهي الأهم، ولكنها أيضا تتسبب بمخاطر اجتماعية واقتصادية، وقال، إن انتشار البطالة، وانعدام نشاطات ملء الفراغ في المجتمع، يقود الأجيال الشابة الى البحث عن أماكن لقضاء الوقت، وهذا ما يعزز انتشار مقاهي الأرجيلة.
وتابع بركة قائلا، إن قضية المقاهي ليست قضية مصدر رزق، ونحن لا نريد قطع أرزاق، ولكن هناك انتشار ضخم لمثل هذه المقاهي، دون رقابة على الكثير من جوانب عملها.
معطيات مقلقة
وعرضت أوريت شابيرا، مديرة قسم التربية في سلطة مكافحة المخدرات، معطيات استطلاع دوري يجري في العالم وفي البلاد، وتبين فيه أن قرابة 22% من طلاب السادس وحتى العاشر دخنوا ولو مرّة واحدة أرجيلة، وترتفع هذه النسبة الى أكثر من 25% بين الفتيان العرب، وبين الذكور العرب أكثر من 26% وبين الفتيات العربيات ما يقارب 14%، بينما بين الفتيان اليهود 28% وبين الفتيات اليهوديات أكثر من 11%.
ولكن هذه النسبة تقفز الى قرابة 69% بين الشبان العرب في صفوف الحادي عشر والثاني عشر، وأكثر من 32% بين الفتيات العربيات من نفس الصفوف، أما بين اليهود من نفس الشريحة العمرية، 58% بين الذكور و46% بين الشابات.
وتهبط النسب المئوية في الرد على التدخين لمرة واحدة اسبوعيا، الى 6% في المعدل بين صفوف السادس وحتى العاشر، 10% بين العرب و5% بين اليهود، وتهبك النسب في ردج على سؤال حول التدخين اليومي للأرجيلة لهذه الشريحة العمرية، 2,3% بالمعدل، 1,5% بين اليهود و4,7% بين العرب، والجيد في هذا الأمر، حسب معدي الاستطلاع، أن النسب المئوية تتراجع منذ العام 2002 باستمرار، وقد تراجعت حتى الآن ما بين الثلث وحتى النصف.
وقال مدير قسم الرقابة في وزارة الصحة إيفي شيفر، إن الأنظمة القائمة ليست كافية لفرض أنظمة على مقاهي الأرجيلة، باستثناء أنظمة تقديم الطعام والشراب، ولكن الوزارة تعمل على سن قانون قريب، يضمن فرض أنظمة لهذه المقاهي.
وقال مدير القسم العربي في سلطة مكافحة المخدرات والإدمان على الكحول د. وليد حداد، إن ظاهرة تدخين الأراجيل بدأ قبل نحو 20 عاما، وهذا بتأثير فتح الحدود ومشاهدة المسلسلات، وانفتاح المجتمع على المجتمعات التي تدخن الأراجيل، والمجتمع لا يرى في تدخين الأرجيلة أمرا شاذا، بعكس تدخين السجائر وشرب الكحول، وهذا يشجع على الانتشار الهائل لتدخين الأراجيل خاصة في المجتمع العربي.
أخطار صحيّة
وعرض الدكتور الياس جورج حلو نتائج بحثه العلمي، حول أخطار تدخين الأرجيلة، ومما قاله، أن هناك تأثيرا فوريا على القلب والرئة، إذ أثناء التدخين يكون ارتفاع في النبض والضغط، ويبدأ الجسم في بذل جهد اضافي مضر، لمواجهة ارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الجسم، بشكل هائل، وعدم وصول الأوكسجين بالقدر الكافي للكثير من أعضاء الجسم. وشدد د. حلو على أن الأضرار تطال جميع الشرائح بخطورة بالغة، ولكن أخطارها تكون أكبر لدى النساء من الرجال.
وقال د. حلو، إن رفع اسعار التبغ (المعسل) لم يؤد الى خفض نسبة التدخين بالقدر المطلوب، فالكيلوغرام من تبغ المعسل كفيل بأن يكفي لأربعين أرجيلة، ما يعني ان سعر الكيلو لا يؤثر كثيرا على كلفة الأرجيلة الواحدة، وهذا عدا استخدام وسائل تزيد من خطورة التبغ، من أجل تلافي التكلفة.
واشار حلو، الى أن هناك ضرورة للمزيد من الأبحاث العلمية لهذا الموضوع، وقال إنه سنويا يجري 400 بحث علمي في الجامعات، وهناك ضرورة لتخصيص بعضها الى هذه المسألة، ويعتزم النائب بركة توجيه رسالة باسم اللجنة الى رؤساء الجامعات يدعوهم الى تشجيع البحث العلمي في هذا المجال.
وقال المسؤول في وزارة الصحة حاييم جيفع، إن من الأخطار التي وردت الى الوزارة، هو دس مواد مخدرة الى الأراجيل، تماما كما بدأت تصل معلومات عن دس مواد مخدرة الى ما يسمى بـ “السيجارة الالكترونية”، ولهذا فإن الوزارة تدرس بجدية احتمال منع هذه السيجارة التي وصلت الى السوق، بادعاء أنها تساعد على تخفيف التدخين.
كما تكلمت في الجلسة المختصة النفسية في وزارة التعليم همّت حاج يحيى، التي عرضت أشكال النشاطات لرفع التوعية بين الطلاب، وشارك عدد من الحاضرين من وزارات التعليم والرفاه والصحة، في عرض اشكال نشر التوعية.
وقال بركة في معرض تلخيصه للجلسة، إن المعطيات والتقارير تزيد من القلق، فالتراجع الحاصل مؤشر جيد، ولكن النسبة المئوية ما تزال عالية جدا ومقلقة، وكما في قضايا أخرى، ففي هذه المسألة أيضا، هناك تشابك وتقاطع في عملية رفع الوعي بين عدة وزارات، ويجب خلص آلية تنسيق أقوى، كي تكون النتائج أكبر.
وقال بركة، إن اللجنة ستعقد بعد عدة اشهر جلسة اخرى، لمتابعة تطور القضية.