أفكار مشوشة…
تاريخ النشر: 07/02/12 | 14:17تتسابق الأيام في سباق ينتظر الجميع إعلان نتائجه ، إلاّ ذلك الشخص الذي بات متقوقعا هناك في ظل تلك الشجرة وارفة الظلال يتأمل السماء ويحدّق في ما أبدعه الخالق من جمال حوله، يفكر في كل شيء …. أمور كثيرة تداخلت في بعضها لتجعل أفكاره مشوشة ومعقدة لا تنمّ عن فكرة واضحة صريحة بل تكشف عن عالم مشوّش يحمل في طياته أجمل ما يمكن واسوا ما كان … كانت تلك الأفكار تدور كنحلة صغيرة تشتاق لزهرة متفتحة تحطّ عليها علها تتذوق رحيقها حلو المذاق .. لكنّ شيئا ما يمنعها من الوصول .
أفكاره كانت كخيط متفسخ تتفرع منه خيوط كثيرة كلها دقيقة ورفيعة من الممكن ان تقطع في أي حين . إنّه رجل في الثلاثين من عمره لكنّه لم ينجح في إيجاد طريقه فهو محتار ايّ طريق يختار بل هو حتى الآن لم يعرف أصلاً ما هو الخيار ، انه تائه في عالم واسع ومخيف تحفه الأهوال والأخطار لكنّه يكون أحيانا مشعا ومضيئا ليكشف عن شعاع يخاله يقوده لاتخاذ القرار .
فقد بدا البحث عن ذلك القرار منذ زمن بعيد ، بل منذ كان طفلا في السادسة من عمره حين سئل عن المستقبل ، لم يستطع حينها ان يجيب لانه يجهل الكثير بل يجهل كلّ شيء فما من احد يمسك بيده لاتخاذ ذلك القرار الذي سيكون مصيرا حتميا لانسان بحاول ان يبني مستقبلا مزهرا كما الأزهار المتفتحة في وسط الحقل الاخضر الذي يجلس فيه الآن بعد مرور سنين كثيرة من الزمن .
تلك مشكلة يقع فيها الكثير في مجتمعنا لا لاختلافنا عن باقي الشعوب بل لوجود اسباب باتت انشودة حزينة ملّت النفوس من سماعها ، فالأشخاص يتغيرون وما زالت المسببات كما هي سلبية هادمة فلم يصل العلم حتى الآن – في مجتمعنا – الى اكتشاف حلول وبدائل لهؤلاء الأشخاص التائهين في زمن لم يخصص فيه وقت لمناقشة حلول لمثل تلك المشاكل المتكررة ، فدور الأم في تهذيب شخصيّة ابنها كبير لتعلقها الفطري بولدها الذي ينتظر منها توجيها ليرسو به إلى بر الأمان في شتى جوانب حياته وكل ذلك بالتعاون مع الاب ايضاحيث يكمن ذلك في تربية صالحة مشتركة تخلق ابنا سويّ الاخلاق مبدعا ومبتكرا فنرنو بهذا لذلك العالم الارجواني الجميل الذي يجد فيه الكلّ طريقه الصحيح لنقضي حينها على ذلك الضياع الفكري والاخلاق غير السوية .
وكما قال نبينا الكريم ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ……” فيا ايها الآباء والأمهات كونوا مثالاً طيبا لاولادكم ليقتدوا بكم في كبرهم في تعاملهم مع اولادهم ، لا تفقدوهم دفء الترابط والمحبة العائلية لكي لا تفقدوا ثقتهم التي يصبو لها كلّ والد ووالدة ، اولادنا يحتاجون لمن يصحبهم في بداية مشوار حياتهم ليعينهم ذلك على التغلب على العوائق الكثيرة التي تقابل كل إنسان فإذا تغلبوا عليها تشجعوا لإكمال الطريق ومن ثمّ الوصول إلى ما يبتغون ، وإذا ضعفوا ويئسوا هموا عائدين خائبين ليكونوا من أولئك الفاشلين البائسين أو انكبوا على أنفسهم حائرين لا يعرفون طريقهم وأهدافهم فيتقوقعون في بوتقة الحيرة أحيانا وفي مطبّ الانحراف أحيانا أخرى . تلك صور باتت متكررة في مسلسل حياتنا ننتظر لها نهاية جميلة فلا نجدها قريبة التحقيق والمنال ، ولكن مع كلّ تلك الصعوبات والعوائق لا بدّ يوما لأشعة الشمس الدافئة المفرحة أن تخترق ذلك الشباك الموصد فتضيء درب التائهين الحائربن ، ليتخلصوا من ذلك التبعثر الفكري المهين .
بقلم: حنين أمارة