نقد وتحليل لقصيدة زكريا العمري: إلى متى تسألين
تاريخ النشر: 07/02/12 | 12:35نقد وتحليل لقصيدة زكريا العمري
إلى متى تسألين) بقلم: أحمد سلامة
جميلٌ أن تبدأ القصيدة بتسا ؤل ، ممّا يُحفزُّ القارئ ويجذبه .. ، ولكن هنا ياتي الجواب
سريعاً .. ( رميتِ شِباككِ في بحوري
وأصبحتِ بما فعلتِ تجهلين )
وزيادة في التوضيح يقول :
( أنّ لعينيكِ سِحر ) ،
ولكنّ الشاعر يقبلُ عن طيبِ خاطر بالشراكة في محبوبته ..! فيقول :
(فأراني سيِّدتي مِمَن تأسرين )، أي أنّه واحدٌ منهم .. فهم كُثْرُ .. ،
ويُركِّزُ الشاعر على أنّ ما شَدَّهُ إلى محبوبته ، وجعله أسيراً لها هو عيناها ..
يذكر ذلك في ثلاثة مواضع من القصيدة – في الشطر -5-، و-8-، و-11-،
والعينان هما من أكثر مواطن الجمال ألّتي تشدُّ الرجل في المرأة .. ،
وقد وردَ ذِكرُ العينين وجمالهما كثيراً في الشعر العربي –قديمه وحديثه .. ،
فمنذ العصر الجاهلي تغنّى الشعراء بعيون المها ووصفوها وأطنبوا في ذلك.. ،
ويحضرني البيت المشهور من العصر العباسي :
عيونُ المها بين الرصافةِ والجسرِ جلبنَ الهوى من حيثُ أدرى ولا أدري
وقد خصَّ العرب العيونَ الحوراء بإعجابهم وشغفهم أكثرَ من غيرها ،حتى لقد أجمعوا
أنّ أغزلَ بيتين قالتها العرب هما بيتا جرير :
إنَّ العيونَ الّتي في طرفِها حَوَرٌ * قتلننا ثُمَّ لم يحيينَ قتلانا
يصرعنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حِراكَ بهِ * وهنَّ أضعفُ خلقِ اللهِ إنسانا
ويظهرُ أنّ شاعرنا –زكريا أصابته هذه الحالة فلم ينتبه إلى ألأخطاء اللغوية ألّتي وقعت في
القصيدة .. ففي الشطر -5- حركة كلمة سحر هي تنوين الفتح –هكذا سحرا وليس سحر ،
فهي إسم إنّ مُؤَخر خبرها شبه الجملة من الجار والمجرور قبلها فترتيب الجملة أصلاً :
أنّ سِحراً لعينيكِ ، وكذلك في الشطر -13- وقبلة من شفتيك وليس شفتاكِ ، وفي الشطر -16-
هاتي يديكِ وليس يداكِ .. ،
هذا بالإضافة إلى أنّ التعابير تتراوح بين الشاعرية والعادية فهي في الوسط .. ،
كما أنّ البناء المعماري للقصيدة يفتقد التآلف الفني بين الكلمات والّذي يصنع
اللحن والموسيقى .. ،
ومع ذلك فلأنّ القصيدة بها ديناميكية أي حركية –من تساؤل ووصف وإستعارات وتلهّف
ودعوة للإقتراب والإنتشاء فقد صنعت هذه العوامل منها جمالاً .. . *
أعود ثانية لأقول لك يا أستاذ أحمد سلامه : سلمت روحك وأناملك وعقلك وقلمك ومدادك وعطاؤك لتظل لنا نورا نهتدي به لمعرفة أخطائنا اللغوية فنتعلمها ونعلمها للآخرين , دمت سندا للعلم والمعرفة
أخي الشاعر زهدي غاوي : تحياتي الصباحية المعطرة بشذا ألازهار وهدى ألأنوار ..
لكَ مني كل الشكر والإحترام على أصالتكَ ، صدقكَ وتواضعكَ ..
اتمنّى لكَ كلَّ الخير ..
تقَّبل مودتي وتقديري .