رسالتي الخالصة إلى الحبيب المصطفى "صلى الله عليه وسلم"
تاريخ النشر: 08/02/12 | 0:32أحييك بأبي أنت وأمي, حبيبي قدوتي وشفيعي, بتحية شَرُفَتْ بنطقها أطهر الأفواه, وأصدق الألسنة, ألا وهي تحية الإسلام الشامخ الأبي , فسلام من الله عليك ورحمته وبركاته, عدد ما صعدت ملائكة الرحمن نحوه, وما دامت ساجدة أمام عرشه, عدد ما غرد طير وطار, وعدد ما شعت الأنوار من كل دار.
حبيبي وقدوتي , إن الكلمات لتنصب علي وتنهال , وكأنها تشن هجوما مباغتا , كيف لا وأنها تتسابق , لتدون في رسالة تعد هي النادرة , كيف لا وهي مرسلة إليك يا خير الورى يا من رفع الله ذكرك , ووضع وزرك , واتخذك حبيبا له , فهل هناك مكانة تفوق مكانتك , وهل هناك من هو أحب إلي منك , فالجواب منقوش في أعماق قلبي , ومحفور على جدران أحشائي , فأنت التقي النقي الطاهر العلم , يا هادي العباد إلى عبادة رب العباد .
إني والله سيدي أبا القاسم , لأنت أحب إلي من مالي ومن نفسي ومن روحي , لأنت أحب إلي ممن ربياني , حبيبي فدائي كلما أتذكرك , كلما أتأملك وأتحسسك , تغشاني قشعريرة في بدني , تهز كياني وأحشائي , كفاني شرفا وتيها أنني من أمتك يا حبيب الحق وسيد الخلق , أنني من أمتك يا علم الهدى , لكنها والله حسرات , وإنها أبدا تُعوَّض , يوم لا يهضم حق , من رب العدل والحق , حسرات دوما تراودني , دوما ترافقني وتماشيني , ربما لأنني لم أعش ذلك الحين , لأرى نور وجهك , وبهاء خلقك , وأستقي من خُلُقِك , وأعيش سيرتك , وأستمرئ لذة عشرتك , بين أصحابك وخلانك , لكن الباري قضى , وقضاؤه حق , وقدره غالب , وحكمته بالغة , لكنني أسأل رب العزة , ربي ورب كل شيء , أن تكون شفيعي يوم الآزفة , يوم المآل , يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت , وتضع كل ذات حمل حملها , ولأن تكون شفيعي يوم القيامة , أثقل على الميزان من كل هنأ ورغد عيش , فإن شفاعتك والله تسوى الدنيا وما فيها , ويشرف التضحية لأجلها , والمكابدة واتباع سنتك والتمسك بها , والتأسي بأخلاقك , بل وإنها تجعل الإنسان الشقي رجلا عظيم شأن , منشرح الصدر , يشعر بلذة حقيقية , لا يشعر بها سوى من اتبعك , واقتفى أثرك , وداوم على الصلاة عليك , صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك أجمعين .
يا سيد الأخلاق , يا من زكاك الله في عقلك فقال سبحانه : “ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ” , وزكاك في صدقك فقال سبحانه : ” وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ” , وزكاك في علمك فقال سبحانه : ” عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ” , وزكاك في بصرك فقال سبحانه: ” مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ” , وزكاك في فؤادك فقال سبحانه : ” مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ” , وزكاك في صدرك فقال سبحانه : ” أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ” , وزكاك في ذكرك فقال سبحانه : ” وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ” , وزكاك كلك فقال سبحانه : ” وإنك لعلى خلق عظيم ” . ما ألطفك , ما أحلمك , ما أرأفك , حتى خالق الأكوان يصفك بألطف العبارات , وأبين البلاغات , بل وتأدبا وحياء منه سبحانه , حتى أنه والله لم ينادك باسمك في القرآن قط , بل تكرما وسموا بصفاتك وخصالك , ولم يذكر اسمك مجردا في القرآن قط , إلا قرنه بصفة النبوة والرسالة .
تعجز الكلمات مرة تلو الأخرى عن وصف إحساسي المرهف الذي أحياه تجاهك , نعم والله أحبك , وأعلم علم اليقين , أن ترجمة هذا الحب يكون بطاعة خالصة لما شرعته وما جئت به من النور المنير والحق المبين , لكن سيدي عذرا , فالواقع غير ذلك , والحال عكس مرادك , فقد همشت سيرتك , وتخلوا عن أخلاقك , وأصبح منهاجك ودستورك ( القرآن ) , وسيلة بحتة للرزق ولكسب الأموال , عذرا سيدي أبا القاسم , بل وإنك والله قلت قديما , وقولك حق , فقد ظهرت الفتن , وكثر الكذب , وتقاربت الأسواق , وتقارب الزمان , ونطق فينا الرويبضة , وكثر الهرج والقتل , أنت الذي قال عن هذا الزمان “القابض على دينه كالقابض على الجمر” .
عذرا يا رسول الله , عذرا أن جئتك بهذا الحال , وهذا الواقع المرير , لكن هناك أبطالٌ غرٌ ميامينْ , من أبناء أمتك , قابضين القبض كله , ومتمسكين ومتأسين بنهجك ودربك الهادي إلى درب الفلاح , فالواقع ينوي خيرا , وكلماتك تقسم صدقا , وتعد حقا , أن دولة الإسلام قادمة لا محالة , وأن الخير في هذه الأمة باق إلى يوم الدين , فأبشر خيرا , فإن الحق تبارك وتعالى لن ينسى أمتك , ولن يضيعها , وسيجازيك وأمتك خير الجزاء , لا تجزع , فها قد رجع الحق ينتصر , ورجال العقيدة تتحدى وتتقدم , ها قد عاد الأمل من جديد , ها هم حكام العمالة يسقطون واحدا تلو الآخر , ودولة الإسلام القادمة سترفع لواءها قريبا بإذن واحد أحد , فأبشرك بالنصر القريب .
ما أعظمك , ما أشرفك , ما أرفعك , تدخر دعوتك المستجابة ليوم قد لا ينفع الدعاء , ولا ينفع النحيب ولا العويل , لكنك تدخرها لذلك اليوم , لتشفع لأمتك المحمدية , التي تأست بك , واتخذتك نبراسا تضيء به دربها نحو الجنان , وإني لأتوق أن أكون واحدا من أولئك الذين تشفع لهم عند ربك , وأي شفاعة , شفاعة عظمى من حبيب خالقي وبارئي , شفاعة ممن ملك على قلبي وروحي , عذرا حبيبي , فإني أسألك أن توردني حوضك , وترويني منه , وأكون ممن يلقاك يوم الدين , ويبشر في دخوله جنة الخلد بصحبتك , اللهم آمين , فهو ولي ذلك والقادر عليه . فإلى أن ألقاك , فلك مني كل حب وطاعة وصلاة وسلام , فسلام من الله عليك ورحمته وبركاته .
وفي الختام ليسعني أن أهديك بعض الأبيات التي نظمتها من أجلك , في حبك ومدحك يا تاج الأكارم يا محمد (صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك أجمعين) :
يَا مَنْ تُحِبُّ اللهَ أَحْبِبْ أحْمَداً ****** صَلِّي الصلاةَ عَليْهِ كُلَّ أَوان ِ
رُوحِي فِدَاكَ نَبِيّي يَا مُعَلِّمَنا ****** فَقَد اصطَفَاكَ وَلِيَّ العَهْدِ لِلإيمان ِ
أَمَّا الشفاعةُ منكَ القصدُ أَطْلُبُها ***** أَي ِالشفاعة يَومَ الفصلِ والدِّين ِ
اللُّطْفُ وَالحلمُ والرَّحماتُ مِيزَتُهُ****** فَمِنَ الجديرِ بِحوض ِالكَوثَرِ الظُّفْران ِ
واحسرتاهُ مِنْ عَيْشٍ هَنيءٍ مُكَرَّمٍ ****** بِرِفْقةِ الحَبيبِ المُصْطَفى العدنان ِ
لكنَّ أُمَّتَكَ الأبيَّةَ شَمَّرتْ وَتهيَّأتْ ****** لِمِيقاتِ دَولةِ الإسلامِ والإيمان ِ
أَنتَ دُرٌ نَفيسٌ خَالصٌ جَلَلٌ ****** فِي القلبِ في الكلماتِ في الأذهان ِ
لكَ يا نبيَّ اللهِ في أحشائِنا قِمَمٌ ****** مِنَ الإجْلالِ في الإِسرارِ والإعلان ِ
يا سَيِّدَ الأبرارِ حُبُّكَ في الصَّميمِ مُوَثَّقٌ ****** نَبْعُ الهِدايَةِ مَوْطِنُ الإحْسان ِ
بقلم الطالب عروة جميل وتد, الصف الحادي عشر
عررررررروة يا مبدع !!!
قخورة انا كونك ابن صفي 🙂 .. وبحيّيك على كتابتك الاكثرمن رائعة..!
فانت تماما كما عهدناك دائما وابدا.. مبدع متألّق حدّ السّماء 🙂 ..!
بوركت وجزاك الله كل خير … رسالة مؤثرة ومعبرة .
كلمات نابضة وحية , تخاطب القلب والروح , قدما وإلى الأمام .
ما شاء الله , لا قوة إلا بالله . أحسنت وجازاك الله كل خير , وجعلك ذخرا لوالديك وللإسلام والمسلمين .
ما شاء الله تبارك الله يا عروة ,أحييك على كل ابداعاتك,وامض في ركب الشعر والشعراء بمركب الاصرار والعزيمة والثبات,وأدعو الله أن يجعلك علما من أعلام امة الاسلام,وعالما من أعظم العلماء وشاعرا من أبلغ الشعراء,وأتمنى لك التوفيق في كل صوْبٍ وحين.
موفق يا عروة حلو
تقف كلماتي مشدوهة امام روعة تعابيرك يا عروة احسنت والى الامام
🙂 طاب يومك ولا تنس ان تبتسم 🙂