الكتاب العرب وحالة البؤس الثقافي
تاريخ النشر: 11/02/12 | 1:20تستحوذ حالة البؤس الثقافي التي اصابت الكتاب والمبدعين العرب على اهتمامات وتساؤلات الأوساط والقطاعات الأدبية والمثقفة. فالكتاب في ضائقة والقراء يتضاءلون ، واصحاب القلم والفكر على هامش الحياة والمجتمع، ولا كرامة لهم في اوطانهم الامر الذي يدعو للحزن والكاّبة والألم .. والسؤال المطروح : من المسؤول عن حالة البؤس الراهنة؟؟!
باعتقادي ان المسؤولية تقع اولاً على الأدباء الذين باعوا انفسهم وتخلوا عن مواقفهم ومبادئهم الثورية وصاروا يتهافتون على موائد النفاق والاستجداء ويأكلون من خبز السلطان ويضربون بسيفه.
ثانياً، الأنظمة القمعية السائدة التي تحاصر الكتاب وتخنق الكلمة والأبداع الثوري الأصيل وتغتال الفكر الحر المتنور ، وتعمل على الترويج للثقافة السلطوية والاستهلاكية ومقاومة الثقافة الشعبية والديمقراطية التقدمية.
ثالثاً، القوى الأصولية والتيارات الاسلاموية التي تسعى جاهدة لفرض هيمنتها والتعرض لثقافة التقدم والتنوير والعقل ، وتكفير المبدعين والمثقفين الذين يؤمنون بالأجتهاد والوعي النقدي .
رابعاً، دور النشر التي تتعامل مع الكتاب كسلعة لزيادة الربح المادي فتطبع الكتاب الأرخص بالثمن الأغلى ، وتهتم بطباعة الكتب التي يتزايد الطلب عليها من قبل الناس ، وفي مقدمتها كتب التسالي والأحاجي والطبيخ والكعك وألأعشاب الطبيعية والأبراج والحب والجنس ورسائل الغرام وحياة الفنانين والفنانات.
خامساً، الصحف والمجلات والملاحق الثقافية التي تتجاهل صدور الكتب الجادة وذات المستوى العالي والجودة الفنية ولا تنشر المراجعات النقدية لها، واذا عالجت كتاباً لهذا المؤلف او ذاك فان ذلك نابع من الأعتبارات الشخصية والعلاقة التي تربط المؤلف بالمشرف على الملحق الأدبي أو الثقافي.
سادساً، اتحادات الكتاب العرب الموجودة والغائبة في اّن والتي لا تقوم بواجبها وتؤدي دورها كما يجب في انتشار وتسويق الكتاب والدفاع عن حقوق الكتاب.
وأخيراً يمكن القول أننا جميعاً، كتاباً ومؤسسات ومنظمات واتحادات ، نتحمل المسؤولية التاريخية عن حالة البؤس الراهنة التي اصابت الحياة الثقافية العربية في الصميم . وان الخروج منها يتطلب توحيد كل الجهود والطاقات من اجل اعادة الوهج للكلمة والعمل على صياغة مشروع تغييري قومي ونهضوي حضاري شامل ، يستند الى رؤية جدلية للواقع العربي بكل ابعاده الثقافية والروحية والفكرية ورفع مستوى مجتمعاتنا من النواحي المادية والاقتصادية والعلمية وتجديد الحياة العربية ، وارساء التقاليد الديمقراطية وتشجيع الابداع الحقيقي والهادف ودعم الكتاب والمبدعين العرب.
عن ظاهرة الأبقار المقدسة..!
ثمة أبقار مقدسة في حياتنا الأدبية والسياسية صنعتها الاحداث والظروف الاجتماعية والسياسية الصعبة والاستثنائية. وقد نمت هذه الابقار ونالت درجة الريادة والقداسة بفعل جوقات النفخ والطبل والزمر الحزبية ، ولا تزال هذه الابقارتعيش على امجاد الماضي وتعتقد بانه لا يجوز المس بها والتعرض لها بالنقد رغم انها فقدت وهجها وبريقها منذ زمن، وابتعدت عن الجماهير، وتخلت عن مبادئها وافكارها ومعتقداتها الايديولوجية، وتعيش في برج عاج وقصر منيف.
لقد تكرست ظاهرة التزييف الثقافي والتاريخي وحان الوقت لكي نتحلى بالشجاعة والجرأة لكشف الحقيقة الغائبة ،ووقف التشويه والتزوير على صعيد الثقافة والوعي والابداع الأدبي وأجراء العمليات الجراحية لأستئصال كل الزوائد اللحمية والشوائب ، التي تشوه الجسد الادبي والثقافي والسياسي الفلسطيني وتخليصه من ظاهرة الابقار المقدسة .
ليس هناك اديب او شاعر او مفكر او سياسي فوق النقد ، وثقافتنا الفلسطينية تحتاج للأصوات الجريئة والاقلام النقدية الشجاعة التي تحمي وتصون شرف الكلمة من الابتذال والانحطاط ، وتعيد للحكم النقدي احترامه ومكانته، وللأبداع الوطني الثوري الاصيل كرامته التي اهدرها عرابو وتجار الثقافة بأموال النفط والثورة.
الشعراء أربعة!
قالت العرب: الشعراء اربعة ،شاعر يجري ولا يجرى معه ، وشاعر يخوض وسط المعمعة ، وشاعر من حقه أن تسمعه ، وشاعر لا تستحي أن تصفعه. وفي زماننا هذا ما أكثر الشعراء والمتشاعرين الذين لا نستحي ان نصفعهم!!
ليزر
كم أكره وأمقت صاحب القلم غير الصادق الذي يتحدث بلغتين ، فيتملق ويمسح جوخ ويتوجهن ويداهن ويبيع نفسه بثمن بخس ـ لقاء فنجان اسبريسو. وصدق النبي العربي الكريم الذي قال عن هؤلاء المنافقين والمداهنين :”اية المنافق ثلاث، اذا حدث كذب ، واذا وعد أخلف ، واذا أؤتمن خان”.
اود ان اشكرك اخ شاكر لهذا المقال الذي يضع بصمته على الجراح تماما…وهو بلورة ناجحة منظمة لافكار متداخلة تداهمني طيلة الوقت وتساؤلات لطالما ارقتني…فلماذا لا يوجد تلك الجهات الحقيقية الحريصة على صيانة ادبنا وشعرنا وغربلته من القاذورات التي تشوه صفحته…لم لا يوجد ذلك الاهتمام الجدي بمجال الشعر والادب ولا يوجد من ياخذ بايدي الكتاب الحقيقيين…ويردع اولائك الدخلاء الذين يتلاعبون بادبنا وثقافتنا ….ويشوهون صورته بدعم تلك الكتابات والكتب الرخيصة فيما يئدون الكتابات والابداعات الحقيقية…ارجو ان ياتي ذلك اليوم الذي نرى فيه ادبنا يرقى الى مستوى الابداع والحضارة…ولك كل تحياتي لهذا الفكر النير الذي يعي فعلا الحقيقة الماساوية التي يغض عنها الكثير الطرف ويتجاهلونها…دام قلمك الذي يكتب فيعبر عن كثير مما يجول بخلدنا وينظم خلجات انفسنا…لعلك يوما ما تؤدي لايقاظ الضمائر الحية التي تخشى على ادبنا. كل الاحترام لك