رمضان دعوة للتوبة والاستغفار
تاريخ النشر: 22/06/14 | 11:52شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعا، من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة،هو شهر الصبر، وليس للصابرين ثواب إلا الجنة، هو شهر المواساة، شهر يبارك الله فيه بأرزاق المؤمنين، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتقا لرقبته، هو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
استكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم: شهادة أن لا اله إلا الله والاستغفار. وخصلتين لا غنى لكم عنهما: تسألون الله الجنة وتعوذون به من النار.
من منا لم يخطئ ولم يذنب؟ من منا معصوم عن ارتكاب الفواحش والآثام والخطايا والذنوب؟ نحن بشر نخطئ ونذنب ورسول الله يقول: (لو لم تخطئوا لذهب بكم ولأتى بقوم آخرين يذنبون ثمّ يستغفرون فيغفر الله لهم)، (مسند أحمد ط الرسالة: 21/ 146)
فالخطأ من طبيعة البشر والله عز وجل وعدَنا بالمغفرة وقبول التوبة إن نحن استغفرنا وتبنا ورجعنا إلى الله.
نحن في موسم من مواسم الطاعة، رمضان شهر الرحمة والمغفرة، يقول إبليس عليه لعنة الله (وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم.
فيقول تعالى:” وعزتي وجلالي لا أزال اغفر لهم ما استغفروني” (مسند أحمد ط الرسالة: 17/ 337)
ومن عظيم فضل الله على المؤمنين أن جعل من يستغفر لهم من المخلوقات، فالملائكة تستغفر للمؤمنين كما في قول الله تعالى: ” والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله غفور رحيم” (الشورى: 5)، ويقول:” الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا” (غافر:7).
ومن فضل الله على المؤمنين أن بعث فيهم أنبياءً من أرق الناس قلوبًا وأرحم الناس بالناس، فهذا إبراهيم عليه السلام يدعو الله قائلًا: ” ربنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب”، وهذا نوح عليه السلام يقول: ” رب اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي َ مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات “، وكذلك الرسول محمد : ” ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً “.
لماذا نستغفر؟؟ لمحو الذنوب، لإنزال المطر، لإنزال الرحمة، لكثرة المال والبنين والجنات، لرفع العذاب.
الاستغفار ليس لأصحاب الذنوب فقط وإنما شرع في خواتيم الإعمال، ومن ذلك:
• الاستغفار بعد الصلاة: كان إذا انتهى من الصلاة استغفر ثلاثاً
• الاستغفار بعد الحج:” فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم”
• الاستغفار بعد النصر:” إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا”
واعلم أخي المسلم أن السحور هو أفضل وقت للاستغفار، لقول الله تعالى: “والمستغفرين بالأسحار”، وقول الله تعالى: “وبالأسحار هم يستغفرون”.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها» (صحيح مسلم: 4/ 2113)
وورد عن الإمام المزني أنه قال: لحقتُ حمالاً وهو يقول الحمد لله استغفر الله. فسأله: ألا تُحسن غير هذا؟ قال: بلى، غير أن العبد بين نعمة وذنب، فأحمد الله على نعمائه واستغفره لذنبي.
ولأهمية الاستغفار وعظيم شأنه في الإسلام فإن عمل المربين في المراكز القرآنية في مؤسسة حراء قائم على بث روح التربية وبث هذا الهدي الرباني العظيم في نفوس طلابها، وذلك من خلال البرامج والمناهج لمختلف الأجيال، صغارًا وكبارًا، ذكورًا وإناثًا.