هناك مكان للشرفاء على هذا الكوكب
تاريخ النشر: 01/11/10 | 1:31بقلم يوسف جمل
لقد قال الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه :- ( الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ) وقديماً قالوا :- ( إن خِلْيَت بِلْيَت ) ولا ينقطع الخير من بني البشر بفضل الله وبحمده .
– هذا الطفل المريض الذي هو بحاجة ماسة لعلاج مكلف يجد له بين الناس من هم على قدر من النخوة والمروءة والشهامة وفعل الخير فيتحقق له السبيل إلى ذلك .
– هذه العائلة المنكوبة التي هدم بيتها تجد لها من بين الناس من يقف إلى جانبها في محنتها ويبنى البيت من جديد .
– هذه الطالبة التي يعيق استمرار تعليمها الجامعي ظروف اقتصادية صعبة يسخر الله لها أناساً يدعمونها وتجلس على مقاعد الدراسة كسائر الطلاب والطالبات.
– هذا اليتيم الذي فقد والديه يجد حضناً دافئاً وبيتاً واسعاً يكفله للعيشة الطيبة والحياة الكريمة ويحميه من الانحلال والانحراف والذل والضياع .
– هذا العجوز الذي ساء به الحال وصارت به الأحوال إلى ضعف وعجز يلقى الرعاية والعناية من أهل وأقارب وجيران يعينونه على ما هو به من سوء حال .
– هذا الفقير والمسكين يجد له من بيننا من يسد رمقه ويطفئ ظمأه ويسنده في محنته ويجنبه الهوان .
– هذا المريض يعوده الناس فيشعر بالراحة ويدعو له الجميع بالشفاء فتصل دعواتهم ويتحقق له بفضل الله الشافي الذي لا شفاء إلا شفاؤه وينهض من جديد .
– هذا الأسير أو السجين يلقى الأحباب الذين يزورونه ويرعون مصالحه ويعوضون غيابه ويزرعون الأمل من جديد .
– هذا ابن السبيل الذي ضاقت به الدنيا ولا يجد مكاناً يأوي إليه في غربته فيجد بيوتاً رحبة يأوي إليها ولقمة وشربة ماء وقلوباً وصدوراً طافحة بالحب والاحتواء .
– هذا الولد الضائع التائه في الأسواق يهرع الناس إليه يكفكفون دموعه ويمسحون على رأسه ويبذلون كل الجهد والمشقة لإعادته إلى بيته ووالديه .
– هذا الجائع الذي يجد على موائد الكرام وموائد الرحمن ما يُقيته ويسند بطنه ويسكت جوفه ويهدئ من أنينه وألمه .
– هذا المستعبد المظلوم يجد له من يؤازره وينصره حتى تعود الأمور إلى نصابها .
وهذا الظالم أيضاً يجد له من ينصره بنصحه وإعادته إلى رشده وإنقاذه من سوء العاقبة فيعيد المظالم إلى أهلها .
– هذا المستغيث أو المصاب بحادث طرق أو المنكوب والمكلوم أو المهموم يلقى من الناس من يقدمون له المساعدة ويجبرون ويضمدون كسوره وجروحه ويفرجون عن كربه ويكونون له عوناً ومؤازراً ومطببا .
– هذا الضال والمنحرف يجد له من ينصحه و يرشده ويقوِّمه ويعيده إلى رشده .
– هذا المعاق أو المتخلف يجد له من الناس من يسندونه ويدعمونه ويصبرون ويبذلون من وقتهم وأعصابهم وجهدهم بالعمل الشاق لتعويضه وتحسين وضعه بقدر الإمكان .
– هذا الميت الذي فارق الحياة يجد له من الناس ممن يكنون له المودة والاحترام ويتألمون ويحزنون لفراقه ويكرمونه باستعجال الصلاة عليه ودفنه .
– وهذا الذي فقد عزيز يهب إليه الناس لمواساته ومشاركته في مصابه .
– وهذا الذي فاز وكسب ونجح يجد له من بين الناس من يهب ليهنئه ويشاركه فرحته .
– وهذا الذي بنى بيتاً أو أقام عرساً أو مناسبة ما يشاركه من الناس من يهمهم أمره ويسرون ويفرحون بفرحته ويسعدون بها.
كل هؤلاء يجدون لهم أناس يقفون إلى جانبهم في شتى المواقف المتغيرة , بعضهم يقف راداً لجميل , أو يقف سداداً لِدَيْن, أو مجاملة أو رأفة وشفقة أو رفعاً لحرجٍ وخجلٍ لكن هناك مكان للشرفاء الذين يؤدون ذلك واجباً وحباً وسعادة ومرضاة لله ورسوله , وعن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة).
من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، وأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه
فلئن تقضي لأخيك حاجة كأن تعلمه أو ترشده أو تحمله أو تقرضه أو تشفع له في خير أفضل عند الله من ثواب اعتكافك شهرا كاملا فعن عبدا لله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
) أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) (رواه الطبراني وحسنه الألباني (.
وعن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (من نفَّس – أي فرَّج – عن مؤمنة كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( حق المسلم على المسلم خمس, رد السلام و عيادة المريض و إتباع الجنائز و إجابة الدعوة و تشميت العاطس ) (متفق عليه) .
و في رواية في صحيح مسلم : ( حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه ، و إذا دعاك فأجبه ، و إذا استنصحك فانصح له ، و إذا عطس فحمد الله فشمته ، و إذا مرض فعُده ، و إذا مات فاتبعه ) .
من هنا كان العديد من الشرفاء الذين لا يألون جهداً في البذل والعطاء والمنح لمن كانوا في ضائقة وكان حقاً علينا أن نحمد الله ونشكره على فضله العظيم .
الحمد لله على نعمة الاسلام والايمان وكفى.
اللهم اني اسألك هدايه قبل الموت وشهاده عند الموت ومغفره بعد الموت
حياك الله يا استاذنا الكريم وجمل ايامك بالسعاده والعطاء .
كلامك جميل يبعث في النفوس البهجه والسرور. مجتمعنا بالرغم من العيوب التي فيه لايزال معطاء للخير وبوفره.
الشرفاء كثيرون ومعظم مجتمعنا يحمل هذه الصفه, ولهم منا كل التقدير والاحترام.