لقاء مع امير عاصي بهدف خدمة حجاج عرب 48

كيف اصبح حلم السفر بالطائرة حقيقة ؟
من اللقاءات والمراسلات وجلسات عمل وموافقات دول لهدف خدمة وتخفيف وأمان وراحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام منهم كبار السن ومنهم المريض لتلاشي ظاهرة الزحام والتأخر الى حتى المبيت في الاردن او في الشونة وكذلك للحد من نسب الحوادث وساعات السفر الصحراوية الطويلة التي تصل في بعض الاحيان الى 40 ساعة سفر متواصلة وصعبة للاتجاه الواحد بوسيلة طيران مريحة وآمنة وملائمة لجيوب حجاج بيت الله الحرام حيث تسهل هذه الوسيلة زيادة نسبة المعتمرين وترغيبهم بما في ذلك تسهيل اداء مناسك الحج والتفرغ للعبادة الى جانب التوفير المالي والزمني والجسدي في عالم يزداد تعقيدا يوما بعد يوم .

من اين اتتك هذه الفكره:
من خلال عملي كمستشار في المطار والمعابر ، كناشط اجتماعي، كرجل قانون ومحاضر في الشؤون العربية لمست عن قرب السيناريو المتكرر اللذي يواجهه الحجاج والمعتمرين فقررت ان اضع اصابعي في هذا المسعى النبيل ومن هنا جاء تصوري ا للسفر الامن والمضمون عبر خطوط الطيران الى جانب السفر البري وليس بديل ، يتم من مطار اللد الى مطار الملكة علياء كمحطة انتظار يتم من خلالها تبديل جوازات السفر الإسرائيلية الى جوازات سفر اردنيه مؤقتة ، من ثم التجوال في الديوتي فري ومن ثم الاقلاع الى الديار الحجازية دون الحاجه الى المبيت ليله في عمان.
الفكره تولدت في عام 2010 ومنذ ذالك الحين عملت بكد وجهد وحزم من منطلق ان من اعان حاجا على ايداء فريضته كان له مثل اجره ، فقد قمت بالعديد من اللقاءات والتشاورات كان من ابرزها لقاء معالي وزير الاوقاف الاردني الاسبق عبد السلام العبادي في اكثر من مره لإقناعه بهذا التصور ، كان قد طلب مني احضار كافة النواب العرب رؤساء الاحزاب الى مكتبه الى جانب شخصيات دينيه جليلة لبحث هذا التصور وعملت على ذالك مجنداً النواب العرب ورجال دين مرفقاً كتاب لجنة التنسيق العليا لحجاج عرب 48 ، كما وعملت على عمل استطلاع رأي ميداني في المواقع المحليه اشترك في التصويت قرابة 8000 شخص منهم 65 % اختاروا السفر المباشر بالطائرة من مطار اللد الى الاردن ومن ثم الى السعوديه . . لم يقتصر الحال على ما هو عليه عملت على ايجاد الحلول المناسبة كان من ابرزها موافقة وزير الداخليه الاردني تبديل جوازات السفر في مطار الملكه علياء بدلاً منه في معبر الشونة الامر اللذي استغرق اكثر من سنه على التوالي ، وتليه الموافقات المتعلقة بين منظمات الطيران المدني الاسرائيلي والأردني ، وخدمات شركات المطار الميدانيه وموافقة مدير عام المطار ، وكان اخرها اللقاء بمعالي وزير الاوقاف الاردني الجديد الدكتور هايل عبد الحفيظ داؤود في رحاب المسجد الاقصى مبدياً رغبته لتسفير 1000 حاج من مطار اللد كتجربة اوليه لهذا الموسم ان شاء الله .
السعر سيكون 170 دينار ذهابا وايابا شامل الضريبة من مطار اللد
نحن بدورنا قمنا باستئجار اسطول طائرات حديثة لهذه المهمة وعملنا على تقديم وتوفير وعرض افضل الاسعار واقلها بحيث ان السعر منخفض التكلفه اللذي عرضناه على لجنة التنسيق للحج والعمرة لعرب 48 والذي تم عرضه عبر مواقع الانترنت المحليه قرابة 170 دينار اردني شامل الضريبة ذهاباً واياباً في المقطع بين مطار اللد الى الملكه علياء وتم دمجه في التسعيره المعلنه على يد جمعيات الحج المعتمده وعلى رأسها لجنة التنسيق العليا لحجاج ومعتمري عرب 48 والذي يكاد يتغير بقليل وفق جدول ارتفاع اسعار رسوم الوقود العالمي.
جاءت هذه التسعيره المعلنه بعد عناء وتضحية طويلين في مسعى دؤوب لتوفير الراحة والجهد والمال للحجاج اللذين اتشرف بخدمتهم ، في حين انه كان هناك اسعار وعروض للنقل تصل للشخص الواحد الى 270 دينار اردني او 220 دينار على يد شركات منافسه أي بفارق 50-100 دينار للشخص الواحد مقارنة مع عرضنا منخفض التكلفة الشيء اللذي يشكل العبء على جيوب اهلنا حجاج 48 ويتعارض مع احكام المنافسة السليمة وعلى ما تم عرضه من قبل لجنة التنسيق العليا لحجاج عرب 48 .

ما الفرق بين الامس واليوم
اولا هذا من حقنا ومن كرم رب العالمين علينا وهو عمل مباح . فعلينا ان نقول الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون.
السفر من مطار اللد الى عمان يستغرق 30 دقيقة يليها ساعتين انتظار في مطار الملكة علياء الجديد ومن ثم الاقلاع الى مطار جدة / المدينة .
بينما بالأمس نحن نتحدث عن 40 ساعة سفر متتالية في ظروف صحراوية صعبة مما يجعل الحجاج والمعتمرين يسافرون قبل موعد سفرهم بيوم لهدف الراحة فالحج بالمس كان الذاهب اليه مفقودا والعائد منه مولودا ، فراحة وكرم وعزة اهلنا تفوق كل شيء .

كان هناك سؤال وجه للشيخ يوسف القرضاوي فأجاب كثرة الثواب هي في العبادات وتأدية المناسك وإتقانها وليس في المشقة وأضاف مثالاً على ذالك لنفترض ان الانسان كان مسجده قريباً من بيته فهل له ان يذهب ويلف ويدور ويبعد المسافة لينال اجر اعظم – فهذا ليس مشروعا”.
وقد ثبت ان الرسول صل الله عليه وسلم حج راكبا وكانت راحلته زاملته والزاملة هي البعير ولقوله صل الله عليه وسلم “اذا قضى احدكم نهمته فليعجل الى اهله “.
وانطلاقاً من حديث رسولنا الكريم “روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة فان القلوب اذا كلت عميت، فالنفس تميل الى التجديد. ونحن نأتي لأهلنا بكل ما هو جديد ومريح.

هل فعلا سيكون سفر لهذا الموسم لعام 2014
استطيع القول بجملة واحدة بان الامر ليس بالنهائي ، هناك ايدي خفية تحاول وضع يدها على الانجاز الشيء الذي يكاد ان يعطل هذه المشيرة المباركة حتى اشعار اخر .

كلمه أخيرة
نأمل من الله العلي القدير ان يعيننا عن مواصلة تمنياتنا وعلى ان يكون هناك تسفير وتسيير لهذا الموسم للعام 2014 رغم وجود عراقيل عديدة من بعض الجهات تحتاج لوقت اكثر الى حين تجاوزها بإذن الله .
داعين الله ان يحفظ الاردن بقيادة ملكها المفدى صاحب الجلاله الهاشميه الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله اللذي يزهوا الاردن بقيادته الشابه الحكيمة التي جعلته في مصاف الدول المتحضرة على درب الرقي والتطوير لأجدد ارتياحنا مره اخرى لعمق اواصر المودة والتعاون والصفاء التي تربط بيننا مسلمي 48 المحافظين على هويتهم الاسلامية ووحدة صفهم والتمسك بدينهم وبين الاردن الشقيق والتي لا تزيد مع الايام إلا متانةً ورسوخاً من تسهيل وفتح طريق الحج والعمرة الى امكانية استيعاب الطلاب من عرب 48 في الجامعات الاردنية ، ولا نزال نحفظ لصاحب الجلاله المرحوم جلالة الملك الحسين بن طلال التي كانت وما زالت صفحه مشرفه في تاريخ عرب الداخل ونبراساً يحتذى به للتواصل والامتداد.

لأي سؤال أو إستفسار عن هذا الخبر ، الرجاء الإتصال بالسيد أمير عاصي على رقم : 0505444924