همسات للوطن
تاريخ النشر: 11/02/12 | 22:18أذكرك يا وطني
وأذكرك يا راشد
لأنك ما زلت في الذاكرة
مهما غربونا
مهما أبعدونا
مهما أعاقوا وصولنا إليْك
فأنت يا وطني
مرسوم على الجبين
وساما
وتاج عزّ وفخار
كتبت الوطن
مرات ومرات
وفي كل مرة
تضيع الحروف
وتتوه مني الكلمات
هي فلسطين
فكيف أصفها
وكيف ارويها
وكيف أقص حكاياتها على الأنام
آه يا فلسطين
يا جرحا غائرا في القلب
يا اكبر من المنافي
ويا أجمل من الروح
ويا ارقّ من الهمسات
كتبت الوطن
وعلقته بين حنايا الضلوع
أما حان الوقت يا وطني أن نستريح
مللنا الغربة
مللنا ومللنا
يا وطنا اسميه الحب
فلسطين يا ارضي
يا مهجتي
يا حلمي الوحيد
نحـن أهـاتك يـا وطـن
نحـن دمـوعك يا وطـن
نحن همسـاتك
نحـن نعيش في منفـى في الوطـن
نمشـي خطوطا
مبعـثرة بيـن أزقة شوارع الـوطن
نمضي بهـا وكأننـا غـرباء،،
لـن نسيـر طويلا فرصـاصة مـا
ستخترق آهاتنا
للغربة مذاق مر لا يدركه
إلا من تجرع من كأسه
وذاق لوعاته وغص بآهاته.
للغربة نصل يتغلغل إلى أن يصل
إلى العمق فيصبح
الجرح في الأعماق وعندها
لا نستطيع إيقاف النزيف
للغربة سياط تترك آثارها
على أجسادنا وأرواحنا
و نظراتنا و أنفسنا
فلا نستطيع الخلاص منها أبد الدهر
لتكون وصمة على الجبين
تعلن للجميع إننا لسنا سعداء
للغربة آلام كآلام المخاض تبدأ بسيطة ثم
لا تلبث أن تصل إلى قمة عدم الاحتمال
يبدو أن الفرق بينهما
أن آلام المخاض تتبعها حياة روح
وآلام الغربة يتبعها موت روح
قد تكون الغربة حلا أمثل
عندما ينبذنا الوطن
في الوطن
ما زال الهواء يسكنه
أطياف من بشر
وأطفال ينشدونه
وصبايا تحيك له العلم
في الوطن
لي أصدقاء
ولي أحباب
وابتسامات
وحبيب روح
احمل معه أحزانه وآماله
لنكون يوما
أنا وهو
في مواكب العشاق
في شوارع وطن
اعشقه
وأتمنى تقبيل ترابه
كلما حلّ الصباح
في الوطن
سماء تهذي برعود وبرق
قطط تموء في ضوء شاحب
وخلف النافذة قراصنة
يحتلون البلاد
قلاع تنهار على رؤوس القناصة
وأطفال يسرقون الخبز من فم الحاويات
وقرية تغص بهلوسات الحوامل
وقبعة تطير من رأس
وسيدة تجاوزت الأربعين
ما زالت تنتظر
قطار العمر
في الوطن
على شاطئه الجريح
كان الصيادون يجرون شباكهم
وبينهم أعمى
يجر بعناد بصره مفقود
يسحبونها ضخمةً فارغةً
لا يجدي فيها شفاعة الضوء الأخير للغروب
في الشاطئ البخيل
والأطفال جوعي في الطريق
حيث تتكوم المدينة هناك قرب النخيل
تلك حقيقتهم اليومية
حياتهم الممزوجة بزبد البحر
والملح
لا تستطيع تخمين أي شيء
على وجوههم
عدا الشقوق المليئة
بمياه ملحية
فالرزق بيد الله
في الوطن
شمسي
وميناء أماني
ونجوم لياليّ
في الوطن
حب لكل شيء
ومقت هنا الغربة
في الوطن
اشتمّ رائحة الزعتر البريّ
وشذا ألجوري
وأنام ملء عيْنيْ في هدوء وسكينة
منذ زمن
وهم يذبحون فيه الطهارة
ويقتلون فيه أحلام الأطفال
منذ زمن
وهم يغتالون فيه النقاء
ويستوطنون محاريبه وساحاته
منذ زمن
كان هناك صلاحا
وخالدا
ومنذ زمن أيضا
كان الياسين وأبو عمارا
ولما ذهبوا
استوطنت الغربان
مكان الأسود
وأخذت تنعق بالخراب
ونحن ننظر ونصمت
ونداري وجوهنا من هذا الشامخ (الأقصى )
لكنه سيكتبنا يوما
ولن ينسى ضعفنا
ولا هواننا
لربما يتذكر
أننا أبناء فلسطين
أبناء الثورة … ربما
في الوطن
يتصيدون بشاشة الأطفال
في زهر البراءة
يطفئون الشوق في أحداقهم
يسلبون الخفقان من أضلاعهم
لا … يا لصوص الدهر
لن تفلتوا من لعنة التاريخ
والشعب المقاتل
لن تكونوا غير وهم عابر
أو عثرة في مسيرة
الشعب المناضل
أو سهو غريب
فتقدموا نحو الردى
وتدحرجوا تحت السنابك
وأقدام البواسل
قصيده لا بد ان اقول عنها رائعه جدا لما تحمله من حب لوطننا ,
آه يا فلسطين
يا جرحا غائرا في القلب
يا اكبر من المنافي
ويا أجمل من الروح
ويا ارقّ من الهمسات
شكرا يا شاعرنا استاذ خالد وبارك الله فيك وزاد الله تألقا ونجاحاً.
القصيدة طويلة لكن كل ما قرات أتعمق موفق يا خالد
لقد كانت الامسية الشعرية في المركز الجماهيري الحوارنة مباركة..كنت بها متالق
وقصيدتك اعلاه رائعة المضامين..تحية شكر وثناء لشخصك الكريم على عطائك
المتواصل..لك مني خالص الحب والتقدير..بوركت وجزاك الله كل الخيرات..
شعرك رائع ومؤثر ويربط بين أبطال الوطن والوطن الحبيب كالربط بين شروق الشمس والمغيب , تحياتي وتقدير
كلمات رقيقه اللفظ قاسيه الالم لا يسع القارئ الا ان يقف اكبارا واجلالا لهذه الرائعه رغم اني شعرت في بعض المواضع انني اقرا نثرا لكن الالم والمعاناة في هذه القصيده تحملك الى عالم اخر اعجبتني هذه الكلمات اطفال يسرقون الخبز من فم الحاويات وقريه تغص بهلوسات الحوامل وقبعه تطير من راس وسيده تجاوزت الاربعين ما زالت تنتظر قطار العمر