مشروع إحياء مصاطب العلم بالأقصى المبارك بحلته الجديدة
تاريخ النشر: 16/02/12 | 2:33للسنة الثالثة على التوالي ، وبحلة جديدة قامت مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات بإطلاق مشروعها المبارك “مشروع إحياء مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك” ،الذي أنطلق منذ 3 سنوات، حيث قام مئات الطلاب والطالبات الانضمام إلى المشروع مشددين على أهمية المسجد الأقصى المبارك إضافة إلى أهمية العلم الشرعي على اختلاف أنواعه.
المسجد الأقصى المبارك يستعيد روح العلم والرباط
بعد انتهاء السنة الثانية من مشروع مصاطب العلم وتكريم الطلاب باحتفال مهيب في داخل باحات المسجد الأقصى المبارك ، تم إيقاف المشروع لعدة أيام وذلك لترتيب المشروع وإعادة صياغته من جديد ، إلا أن إيقاف المشروع لم يكن حاجزا أمام ثلة من الطلاب والطالبات الذين أبوا إلا أن يستمروا في رباطهم وشدهم الرحال معبرين عن مدى حبهم وارتباطهم وولائهم لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مع إيقاف المشروع بات المسجد الأقصى المبارك يفقد هيبته العلمية التي أعادها منذ انطلاق المشروع قبل 3 سنين ، فباتت ساحات المسجد خالية من المصلين إلا من ثلة من الطلاب الذين واصلوا شدهم الرحال للأقصى وقليل من أهالي بيت المقدس وجمع من أبناء الداخل الفلسطيني. لكن مع إعادة المشروع قامت المؤسسة بدفع دائرة العلم والرباط في الأقصى ، فقد التحق بالمشروع المئات من الطلاب والطالبات وبات المسجد الأقصى لا يخلوا من المصلين والمرابطين وطلاب العلم.
نظام دورات وبرنامج جديد
مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات قامت بصياغة المشروع من جديد ، ووضعت عليه لمسات جديدة حيث تم صياغة الدوام من دوام يومي إلى دوام أسبوعي، فبعد أن كان الطالب يداوم 5 أيام في الأسبوع أصبح في النظام الجديد يداوم يومين أو ثلاثة وهذه القفزة النوعية أعطت الفرصة أمام العشرات من الانضمام للمشروع .
أيضا قامت المؤسسة بالتعاون مع مدرسي ومدرسات مشروع مصاطب العلم ببناء برنامج جديد ، حيث تم اعتماد سلسلة من المواضيع الشرعية لتدريسها في المشروع ، بحيث يدرس الموضوع على شكل دورات ، تستمر الدورة لمدة 3 أشهر.
سياسية الاحتلال لا تتغير
تنفست الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى الصعداء بعد علمهم بأن المشروع سوف يتوقف، فأصبحوا يسخرون من الطلاب ويحبطوهم ويثبطوا من عزيمتهم،ومع عودة المشروع تبددت أماني الظالمين ، حيث تفاجئت الشرطة بقدوم مئات طلاب والطالبات إلى المشروع ، وهذه رسالة من مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات أنها سوف تمضي قدما في مشروعها حتى ينعم المسجد الأقصى المبارك كل يوم ب 1000 طالب وطالبة ينهلون من منابع العلم على مصاطبه.
لم تتغير سياسية الشرطة الإسرائيلية تجاه طلاب وطالبات مصاطب العلم ، فهم دائما يقفون على بوابات المسجد الأقصى المبارك ينتظرون الطلاب لكي يحجزوا بطاقات هوياتهم ، ويمنعوهم من إدخال بعض الحاجيات ، وكل هذا في سبيل منعهم وردعهم من القدوم إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، لكن دائما وأبدا لا يرتدع طلاب مصاطب العلم ولا يتهاونون أبدا في وصول مصاطب الأقصى والالتحاق في حلقات العلم والإنصات إلى مدرسي المصاطب الذين ما يزالون يقدمون للمشروع الغالي والنفيس في سبيل إحياءه وإعادته رونقه التاريخي العريق.
وفي حديث لنا مع الأخ المركز ساهر غزاوي حول مضايقات الشرطة للطلاب والطالبات قال لنا ” تحاول الشرطة أن تضيق على الطلاب والطالبات أثناء دخولهم من الأبواب بحجز بطاقات هوياتهم وتفتيش حقائبهم واستفزازهم في بعض الأحيان ، وهذه المضايقات لا تثني الطلاب والطالبات عن استمرارهم بالمشروع مصاطب العلم” وأضاف قائلا “يقوم عدد من افرد الشرطة مع الضباط في بعض الأحيان بين الطلاب والطالبات ويقوموا بتصويرهم بكمرات الفيديو ليزرعوا الخوف بينهم لكن الطلاب والطالبات لا يعيروا إي اهتمام لهذه التصرفات ”
الطالبات يشكلن الحامية الشرقية للمسجد الأقصى المبارك
أن من أهم القفزات النوعية التي حققتها المؤسسة ضم طالبات من منطقة القدس إلى المشروع ، فمنذ بداية المشروع اعتمدت المؤسسة على الأخوة ، لكن بعد دراسة الأمر تبين لنا أن المشروع بحاجة إلى الأخوات لكي يشاركوا في هذه المسيرة المباركة ، ولكي لا يحرموا من أجر العبادة والصلاة في مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تقوم الأخوات بالتواجد منذ الصباح الباكر في باحات المسجد الأقصى المبارك ، وتحديدا عند مصطبة أبو بكر و بالقرب من المتحف الإسلامي في الجهة الشرقية الجنوبية، وقد أخذ مكان تواجد الطالبات في ذلك المكان طابعا مميزا ، إذ يعتبر الطالبات الحامية الشرقية للمسجد الأقصى المبارك ، حيث أنهم يقفون سدا مانعا في وجه اليهود المقتحمين من باب المغاربة.
وفي حديث لنا مع الأخت أم ايهاب المركزة في المشروع حول مشاركة الطالبات في المشروع قالت لنا “انضمت الطالبات للمشروع على أساس تعليم ومنحة، ولكن مع تقدم الأيام وتعلق الطالبات بالمسجد الأقصى أصبحوا يأتون للأقصى للدراسة والاستفادة وزادهم ذلك ارتباطا وحبا لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وتابعت “أحمد الله أن ضمني لهذا المشروع واختارني لأن أكون ممن هم صفوة المجتمع لأن نكون حماة الأقصى ، قد نتعرض للمضايقات مثل اخذ بطاقات هوية ، وتنفير الطالبات واستفزازهم وتخويفهم ، لكن هذا بات أمرا عاديا للطالبات فهم لا يخافون من هذه المضايقات”، وختمت بقولها “العلم الشرعي غير موجود في أي مكان ثاني كما هو موجود في المشروع ، نحمد الله أن ثلة من الأخوات كن أميات ولكن اليوم باتوا يقرأون ويكتبون، المشروع بات البيت الثاني للأخوات ، مشروع متميز ومبارك”
الشيخ كمال خطيب “الرباط في المسجد الأقصى المبارك هو عبادة نتقرب بها إلى الله فكيف إذا أضيف إلى عبادة الرباط عبادة العلم”
وفي حديث لنا مع الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية حول مشروع مصاطب العلم قال لنا “إن الرباط في المسجد الأقصى المبارك عبادة نتقرب بها إلى الله ، فكيف إذا أضيف إلى عبادة الرباط عبادة العلم ، وكيف إذا كان هذا الرباط والعلم في ساحات المسجد الأقصى المبارك ،ستصبح هذه العبادة مميزة وعلاقة غير مسبوقة بين من نالوا شرف هذا الرباط ، وشرف تلقي دروس العلم على مصاطب المسجد الأقصى المبارك إنهم بذلك يحيون سنة الآباء والأجداد وسنة سلف هذه الأمة من العلماء الذين طالما جلسوا على هذه المصاطب يتعلمون ويعلمون”. وتابع قائلا “هذه حالة جعل الله عز وجل لأهل الداخل والقدس شرف نيلها ونيل ثوابها فلا بد من أن تصبح هذه علاقة مميزة بيننا أهل الداخل والقدس مع المسجد الأقصى المبارك لنكون إن شاء الله تعالى ممن يكثر سواد المسلمين فيه لتكون كثرتنا هذه سبيلا في الدفاع عنه وَرد كل السهام الحاقدة التي توجهها المؤسسة الإسرائيلية عبر اذرعها من الجماعات الدينية والأحزاب اليمينية”.
الشكر لكل من يتعاون لإنجاح هذا المشروع التاريخي المبارك
إن النجاح الباهر لمشروع مصاطب العلم والذي تحقق من خلاله تواجد ثلة من الطلاب والطالبات في الوقت الباكر ، أعطى للمسجد الأقصى المبارك لأن يعيش واقعه الذي يجب أن يعيشه ، وفوَتَ على الاحتلال الاسرائيلي فرصة للسيطرة على المسجد الأقصى، فتواجد طلاب المصاطب في وقت مبكرٍ دائما يفوت الفرصة على اليهود من اقتحام المسجد متى يشاءون، بل ويمنعهم من ذلك في كثير من الأحيان ، كما حصل يوم الأحد القريب.
مدير مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات د.حكمت نعامنة أبدى رأيه في المشروع ومدى أهميته ونظرته المستقبلية قائلا “أولا نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يشكر الله من لا يشكر الناس” ففي هذا الموضع نشكر أولا الله عز وجل على تيسيره لنا للمضي قدما في هذا المشروع المبارك ، وثانيا نشكر الجهات الداعمة لهذا المشروع ، ونشد على أياديهم ونسأل الله أن يديمهم للإسلام والمسلمين ونخص بالذكر صندوق الإسراء والتنمية الذي يبذل ويسخر وقته لدعم مسيرة المشروع”. ثم تابع قائلا ” من المعلوم أن المسجد الأقصى المبارك هو من أقدس المساجد التي عرفتها المسلمون ، فهو معراج النبي وقبلة المسلمين الأولى ، فمن هذا الباب وجب علينا أن نحافظ عليه ونستثمر كل الجهود لكي نمنع عنه السوء ، فوجب علينا نحن كمسلمين من خلال مؤسستنا المباركة أن نستمر بمشروع مصاطب العلم بحلته الجديدة ، حيث أننا من خلال البرنامج الجديد قمنا باستقطاب المئات من الطلاب الجدد، وقمنا بإعداد برنامج جديد يتخلله العديد من المواضيع المميزة. نحن في خلاصة الأمر نطمح إلى أمور وهذه الأمور هي إحياء المسيرة التعليمية في المسجد الأقصى المبارك وأيضا التواجد المبكر في مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لنمنع أي مكروه قد يتعرض له، وكل هذا سوف يكون أولا بالاستعانة بالله ومن ثم الاستعانة بالأخوة والأخوات العاملين في نصرة قضية المسجد الأقصى المبارك”.
الله اكبر
الاهم قوينا -انا نتقوى بك يا قوي-امين