القدس تتزين وتستعد لاستقبال الزائرين خلال شهر رمضان
تاريخ النشر: 25/06/14 | 17:43بجدّ واجتهاد وصبر يواصل أهل مدينة القدس وحاراتها المختلفة تزيين أزقة الشوارع والمداخل المؤدية الى المسجد الأقصى بشتى أنواع الأضواء الليلية لإضفاء أجواء خاصة لاستقبال شهر رمضان والوافدين الى القدس والأقصى ، خلال هذا الشهر الفضيل، فيما تعرض الحوانيت تشكيلة واسعة من الفوانيس الرمضانية ، في الوقت نفسه يأمل المقدسيون أن يسهم شهر رمضان بتخفيف معاناتهم ووضعهم الاقتصادي ، من خلال قدوم عشرات آلاف المصلين من أهل الداخل الفلسطيني والضفة الغربية المحتلة، لكن بعضهم يتخّوف أن تؤثر إجراءات الإحتلال الأخيرة في الضفة سلباً على قدوم المصلين الى القدس والأقصى، ومع ذلك فالمحامص ومحلات البهارات تعرض تشكيلة واسعة من البضاعة الخاصة بشهر رمضان.
ولا ينسى أهل القدس في غمرة تحضيراتهم لشهر رمضان أن يدعو للأسرى الفلسطينيين بالفرج القريب، ويظل ديدنهم الدعاء الى الله أن يوفق الأمة للوحدة وتحرير القدس والأقصى من يد الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، بدروها أنهت دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس كافة الاستعدادات لاستقبال حشود المصلين الى المسجد الاقصى خلال شهر رمضان ، ووضعت كل طواقهما من أجل تقديم الخدمات والتسهيلات للمصلين .
نحن في مدينتنا صامدون..مشتاقون للقاء أهلنا من الضفة :
الحاج زياد محفوظ أبو سنينة الذي عادة ما نلقاه يتجول في حواري القدس القديمة صباحا، التقيناه هذه المرة في سوق القطانين وكله بسمة وأمل باقتراب شهر رمضان المبارك ، قال لنا:” رمضان يهل علينا بالخير والبركات ، ولذا نوجه الدعوة لأهلنا بالداخل والضفة الى زيارة القدس والأقصى ، خلال شهر رمضان، وقلوبنا مسرورة لاستقبالهم فهم أهلنا وأحبتنا، فالقدس عامرة بأهلها وبزوارها ، الأوضاع في الضفة المحتلة تحزن قلوبنا لكننا نؤكد على أننا على موعد للقياهم قريبا بين أهلهم في القدس والأقصى، نحن هنا صامدون، وسنظل الأوفياء والحماة للقدس والأقصى ” .
السيد رامي عبد السلام صاحب حانوت ” بيت العطور” يستقبلنا بحفاوة ورائحة العطر تملأ المكان، وتنشتر في شارع الواد :” نهنئ الامة الاسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني عامة وأهل القدس خاصة بحلول شهر رمضان، حيث نستعد لاستقبال الوافدين من القدس والداخل والضفة الغربية ، شباب الأحياء يجتهدون بنصب الزينة في الشوارع، كما أننا وضعنا جملة من التسهيلات للوافدين إلينا، ونشعر هذه الأيام بشعور خاص ، من الفرحة بقدوم شهر رمضان، الذي له طعم خاص ، في القدس وفي رحاب المسجد الأقصى”، واضاف:” نرفع التحية الى أسرانا البواسل في سجون الاحتلال ، سائلين المولى عز وجل الفرج القريب لهم، ثم انها مناسبة ان ندعو الله أن يوفق الأمة لما يوصلها الى تحرير القدس والمسجد الاقصى من الاحتلال الاسرائيلي وما ذلك على الله بعزيز”.
زينة .. والصبر مفتاح الفرج:
الحاج عصام زغيّر كعادته يزين حانوته وشارع الواد القريب من المسجد الاقصى بجملة من الفوانيس والأضواء والروائح والأشرطة الجميلة وينبعث صوت المنشد ” أهلا وسهلا يا رمضان .. إحنا إشتقنا يا رمضان.. بدنا نصلي وبدنا نصوم لله الحي القيوم ” ، بنبرة الصمود يؤكد:” الظروف والأوضاع سيئة ، لكننا نتحداها لنجعل من شهر رمضان شهر محبة وألفة ، الأجواء الرمضانية تعطينا قوة الصبر، لأن الصبر مفتاح الفرج، هذا الشهر شهر التسامح والصفح ، ولذا تتقوى به الأواصر والعلاقات الاجتماعية ” .
ولا يخفى على أهل القدس أن الاحتلال يعمل على تعكير صفو الأجواء ومحاولة تقليل الوافدين ، هكذا يقول السيد زكريا ابراهيم كاشور الذي يعمل في مطعم النصر في شارع خان الزيت :” الاستعدادات على ما يبدو أخف بكثير من السنة الماضية، ولعل السبب يعود الى سياسة الاحتلال الاسرائيلي ، حول ” مسألة المخطوفين” ، لكن نتمنى ان يخفف الله عنا وعن أهل الضفة ، نحن نستعد لاستقبال الصائمين والمصلين، ونلبي الطلبات ، وكذلك طلبات الجمعيات والمؤسسات الخيرية ، التي تقدم وجبات الإفطار والسحور في المسجد الأقصى”، ولا ينسى السيد أن يدعو للاسرى وعموم الشعب الفلسطيني ، خاصة وأنه أسير سابق قضى سبع سنين في اسر الاحتلال الاسرائيلي ، وله ولدان أسيران، وأخوين شهيدين” .
أما صاحب محمص البدران ، في نهاية سوق خان الزيت، فكان منهمكا بترتيب دكانه ، وما يحتوي من حاجيات رمضانية وغيرها ، ، نبرته تميل الى الحزن أكثر منها الى الفرحة ، لكن مع ذلك ظل متسلحا بسلاح التفاؤل لما هو خير .
نسوة من الخليل .. مثال على التحدي الصعب:
لفت نظري وجود النسوة التي يقمن ببيع الخضار والفواكه الفلسطينية التقليدية، مثل ورق العنب، والفقوس ، والميرمية ،وعادة هذه النسوة تأتي من منطقة الخليل ، ومعلوم ما تمر به مدينة خليل الرحمن من حصار خانق، بادرتهن بالسؤال : أومن مدينة الخليل أنتنّ؟! قلن : نعم بصوت خافت .. لقد تخطين الحواجز بلطف وقدر من الله، بحثاً عن قوت للعيال .. والله المستعان .
دائرة الأوقاف الإسلامية تنهي استعداداتها الحشود في المسجد الأقصى :
هذا وأنهت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس استعداداتها لاستقبال شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى، وأوضح الشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الأوقاف أن الدائرة استوفت كافة التحضيرات اللازمة لشهر رمضان، حيث قام موظفو لجنة الأعمار بنصب 300 مظلة في باحات المسجد الأقصى، بالإضافة الى نصب المظلات على صحن مسجد قبة الصخرة المشرفة، وكذلك نصب الشوادر الكبيرة في أروقة المسجد، لحماية الوافدين من حر الشمس، ولفت الشيخ الخطيب أن نصب المظلات والشوادر كانت على نفقة الحكومة الأردنية.
وتابع الشيخ الخطيب ان دائرة الاوقاف قامت بالتنسيق مع المؤسسات الفلسطينية على ترتيب الأمور الصحية والكشفية والنظام والنظافة ووجبات الافطار خلال شهر رمضان، ولخدمة وتأمين راحة الوافدين الى الأقصى،وأشار الخطيب الى ان الدائرة تقوم بترتيب واعداد البرامج للدروس الدينية ولصلاة التراويح خلال رمضان القادم