إرحموا "أرض الفيروز"
تاريخ النشر: 22/02/12 | 1:25استنكر خبراء ومختصون التشكيك في وطنية بدو سيناء على هامش بعض حوادث الارهاب وقطع خط الغاز المصري 12 مرة واختطاف عمال وسياح اجانب والمساومة مع السلطات المختصة للإفراج عنهم، مؤكدين ان تلك الحوادث متصلة بالانفلات الأمني في عموم مصر، وانه يمكن اعتبارها رسائل احتجاج عالية الصوت على الظلم التاريخي لسيناء واهلها وذلك منذ انشاء الدولة المدنية الحديثة.
وذكر الخبراء ان توطين بدو سيناء واعمار ارض الفيروز واستغلالها سياحيا واقتصاديا يمكن ان يحل الكثير من مشكلات البطالة في هذه المنطقة.واوضحوا ان اعادة توطين 3 الى 5 ملايين مصري في سيناء هو افضل الحلول لتحقيق التنمية الشاملة وجعل العدو الإسرائيلي يفكر الف مرة قبل اقدامه على احتلالها مرة اخرى كما حدث في 1956 و1967. ونبهوا إلى أن هذه المنطقة تحتاج إلى رؤية جديدة تواكب مصر ما بعد ثورة 25 يناير، وإلى جعل سيناء محافظة واحدة، وتخصيص ثلاثة نواب للمحافظ في شمال ووسط وجنوب سيناء.
وحدد رئيس مجلس ادارة الاهرام السابق، الدكتور عبد المنعم سعيد، اشكالية سيناء في التجاهل المتعمد لها منذ نشأت الدولة المصرية الحديثة، حيث تركت خالية غير مستغلة سياحيا واقتصاديا، وأغرى الفراغ الأمني في سيناء وثرواتها الهائلة إسرائيل باحتلالها في العامين 1956 و1967.وحتى بعد تحريرها في العام 1982 استمر تجاهلها في عهد النظام السابق، ومع الفراغ الأمني في سيناء بعد الثورة وبسبب البطالة ووجود القاعدة وحماس، تحولت سيناء الى كابوس مزعج في الرأس المصري، حسب قول سعيد.
ويرفض سعيد التشكيك في وطنية البدو على هامش الحوادث العارضة التي حصلت هناك، وقال : “لقد دفع ابناء سيناء الثمن غاليا ايام الاحتلال الإسرائيلي في الفترة الممتدة من 1967الى 1973، واذكر أن ديان عرض عليهم في مؤتمر كبير إنشاء دولة مستقلة في سيناء برعاية اسرائيل وامريكا واوروبا، الا انهم رفضوا الانسلاخ عن الدولة المصرية او الاحتماء بإسرائيل، والاجمل من هذا انهم شكلوا كتائب لتحرير سيناء من العدو الإسرائيلي وقاموا بالعديد من البطولات الشهيرة التي كلفت تل ابيب خسائر فادحة”
وأشار سعيد أنه كان بإمكان بدو سيناء إعلان دولة او الاستفادة من امكانيات اسرائيل المادية في توفير حياة كريمة لهم، الا انهم رفضوا كل الاغراءات وتمسكوا بوطنيتهم ووطنهم مصر، مضيفاً ان “الأسوأ من ذلك انه بعد التحرير من اسرائيل، لم تأخذ مصر سيناء بجدية، فلم تسمح للبدو بتملك الأراضي، وبالتالي لم يستطيعوا الحصول على قرض بضمان الارض ليبدؤوا به حياتهم”.
وحول محصلة تجاهل الحكومة المصرية لسيناء، يكشف رئيس مجلس ادارة الاهرام السابق ان القاعدة وحماس استغلتا الانفلات الأمني في هذه المنطقة خاصة بعد الثورة، وتم ارتكاب العديد من جرائم السلب والنهب وخطف الاجانب وتفجير خط الغاز المصري الى اسرائيل، حتى تحولت سيناء الى عبء امني حقيقي على السلطات المصرية، مضيفاً ان مساحتها الكبيرة ووجود الممرات والجبال الضخمة ساعدت في هذا الانفلات حيث مطاردة الخارجين على القانون عملية صعبة.
وعن سبل الخروج من المأزق الحالي، طالب سعيد بضرورة السماح لأبناء سيناء بتملك الأراضي وايصال مياه ترعة السلام الى سيناء، ودخول الدولة بثقلها لإنشاء جامعات ومصانع، واستغلال المعادن لإقامة انشطة انتاجية، ثم النظر في توطين ابناء الصعيد في سيناء حتى يشكلوا حاجزا بشريا امام أي مغامرة اسرائيلية محتملة.
وفي ذات السياق، اكد النائب السابق والمرشح لانتخابات الشورى عن حزب الوفد حاليا، صلاح الصائغ، ان تنمية سيناء دين في عنق المصريين جميعا. وانه سيتقدم بمشروع وادي التكنولوجيا الى مجلس الشورى اذا نجح في الانتخابات، وذكر ان هذا المشروع لا يقل اهمية عن جبل علي في دبي التي تحولت الى مدينة عالمية.واشار الى ان هذا المشروع يمكن ان يسحب البساط من اسرائيل كدولة اولى في مجال التكنولوجيا في المنطقة، مضيفاً ان مصر تملك كل الخبرات والموارد لذلك.
وعن المشاريع الاخرى التي تحتاجها سيناء لتخرج من عزلتها، اقترح الصائغ ايضاً تمليك الأراضي لأبناء المنطقة مع حظر بيعها لأى احد آخر والتوسع في المشاريع الزراعية باستخدام ترعة السلام وتوطين 5 ملايين مصري من كل انحاء الجمهورية في سيناء، مع تشغيل ابناء سيناء بالمشاريع السياحية، “لأنه ليس معقولا ان تقام المشاريع على اراضيهم وان لا يعملوا فيها”، حسب قوله.
وبدوره طالب رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة قناة السويس، الدكتور جمال زهران، بضرورة اعادة صياغة العلاقة بين سيناء والدولة المصرية برؤية جديدة تواكب المستجدات والمخاطر والطموحات بعد ثورة 25 يناير.واقترح زهران إلغاء محافظتي شمال وجنوب سيناء وعودة سيناء محافظة واحدة يرأسها عسكري من الجيش ممن خدموا في المنطقة ويعرفون طبيعتها وشعبها ودروبها، وان ينوب عن هذا المحافظ ثلاثة نواب مدنيون في الشمال والوسط والجنوب، كما اقترح ان يكون مكتب المحافظ في وسط سيناء مع تخصيص طائرة عسكرية له لتسهيل وتسريع تنقلاته ومتابعة الاحداث .وطالب بتعميم فكرة المحافظ العسكري مع طائرة مخصصة لتنقلاته في كل محافظات مصر الحدودية، مثل اسوان والوادي الجديد والبحر الاحمر ومرسى مطروح.
وذكر زهران ان لسيناء طبيعة خاصة تتطلب رؤية خاصة وامكانيات كبيرة لتنميتها سياحيا واقتصاديا وزراعيا، حتى تتحول الى جدار صد أول ضد اسرائيل ان فكرت هذه الاخيرة في مهاجمة مصر، وأشار الى ان الكثافة السكانية يمكن ان تردع تل ابيب عن الغزو خشية من الخسائر الباهظة لحرب الشوارع.
بقلم طلعت المغربي, القاهرة