خربشات على المرآة 11 اقيموا الجسور بينكم
تاريخ النشر: 28/06/14 | 14:44بينما كنت اقلب محطات التلفزيون قبل يومين لفت نظري الضرب القاتل بين مصارعين محترفين انهالا على بعضهما البعض بضربات تكاد تزحزحني أنا المتفرج من مكاني…
لم أرغب في مشاهدة هذه الكميات الفتاكة من العنف الشديد فغيرت المحطة….
بعد قليل، بدأت أعيد تقليب المحطات فعاد إليَّ المصارعان والمباراة في نهايتها، وأعجبت بهما حين رأيتهما يتعانقان، بينما كان أحدهما يرفع حزام البطولة والآخر يهنئه بالفوز…
المصارعان اللذان كادا يقضي احدهما على الآخر يتبادلان التهاني والتحيات، أما عندنا فنحوّل التحيات إلى مصارعة وعراك وشرطة تتدخل وحزازات وحساسيات تتفاقم وتشتعل… وباقات الورد التي نوزعها في البداية ندووووووووس عليها عند انتهائها… ما زلنا في مربع عصبيتنا: القبلية والعائلية والحمائلية والطائفية والبلدية… لا أدري إذا كانت بلدة تفتخر بأبنائها الذين يتشاجرون مع أبناء بلدة أخرى لمجرد أنهم يسكنون هناك وليس هنا…
آن الأوان أن نترفع عن هذه الفئويات الضيقة وأن نكون بحجم الموقف والحدث… والله عيب… وبغض النظر من بدأ ومن تابع ومن استمر وأين انتهى الموقف….
عندما يسجل الدكتور بشير أو خوالد أو خوري أو فاهوم أو منصور براءة اختراع لا يهمنا من أي بلدة أتى.. بل نبارك له إنجازه.. ولماذا يهمني إذا كان سخنينيا أو نصراويا أو عكيا أو شفاعمريا… بل أفرح له واصفق…
على المسؤولين المسارعة إلى إعادة المياه لمجاريها قبل أن يصبح الشجار سيد الموقف…
ما يحدث عندنا يذكرني بقصة حول أخوين نشب بينهما خلاف فقرّر أحدُهُما حفر وادٍ بينهما. فقرّر الآخر أن يعاقبه ويقيم جدارًا من خشب بينهما، فاستدعى نجارًا وفي نهاية النهار وجده قد بنى جسرًا بدلا من الجدار الفاصل. وحين رأى الأخ الأوّل الجسر اقترب من أخيه واعتذر له. أقيموا الجسور بينكم. لا الحواجز.
نادر أبو تامر