من يحمينا .. من العنف ؟!
تاريخ النشر: 21/02/12 | 6:59كيف ننجو من العنف والإجرام ؟ وكيف نطرح القضية ونتابعها ونجد لها الحلول ؟
إن الوقوف على أسباب المرض أو الانحراف هو الخطوة الأساسية لوصف العلاج والإشارة النبيهة إلى حدة مشكلات العنف والإجرام ، وهي بلا شك قضية خطيرة لان محاور المجتمعات تتبادل التأثير والتأثر ، والسلام والعدل والالتزام هي المخرج حين يتسلل العدل إلى حياة الناس والأفراد ، ويترك أثره في كل المحاور والمواقع بعيدا عن تدبير المطبات والمآزق ، وممارسة صور العنف والإجرام . إن قانون رد الفعل قانون علمي ولا يمكن تجنبه ومجتمعات كثيرة وأفراد عانوا العنف وعاشوه واكلوه وشربوه، ومن الطبيعي إن يعيشوا رد الفعل الذي لا نتمنى أن يكون هذا الوضع الدائم وكأننا هكذا خُلقنا .
إن الإنسان بطبعه محب للسلام ولا يجنح إلى العنف إلا في الدفاع ودرء الخطر عنه ، وفي جوهر البنية الاجتماعية للمجتمعات لا نجد مبررا للعنف والإجرام ، ولا لفقد الأمن والأمان ولا للعنصرية وظلم الإنسان والصدام مع الآخر .
إن سليقة البشر في الأصل هادئة وإنسانية فيما عدا الاستثناء والشذوذ من عينات البشر في قلب حال المجتمعات ، وتشتيت أمنها وأمانها ، وهو بالحتم ليس بالقاعدة بل تحسب على ( الأجسام الدخيلة ) التي اقتحمت مجتمعاتنا وأفسدتها وكرست لزمن الانحراف والحدة في سلوكيات البشر . وفي ظني إن السور الذي يُحتمي به سور القانون والنظام والعرف والعدالة وحق الإنسان ، وحين تعول المجتمعات وتتكئ على هذه الأساسيات ستكون في منأى عن التصادمات والتجاوز والعنف ، وسياسة الأقوى والحق الأكثر على حساب الغير المصنف في خانة الأضعف الذي يتنازل طواعية أو كراهية عما هو من حقه .
وبطبعه .. الإنسان الحر لا يرضى ولا يقبل بالتنازل عما يعتقد انه حقه ويلجأ إلى حارس الأمان والاحتكام إلى العدل والعدالة لتخليصه من سلبيات العنف والإجرام المتفشي كثيرا في مجتمعنا ، وفي ممارسة التمييز . وليتنا نؤمن بالعمل الجماعي وبروح المنافسة التي تثري وتدعو إلى التفوق والتعددية لإثراء الساحة المجتمعية وتنميتها بعيدا عن ممارسة العنف ومحاولات إلغاء الآخر ، وتأجيج الصراعات التي تمتد حتى لأبواب أرزاق الناس وأنشطتهم وحتى حياتهم الشخصية ، الأمر الذي سبب مع الألم والحزن الشديد تراجع العمل الجماعي أمام العنف ، تلافيا للضغوط أو التعريض أو بشاعة وشراسة العنف والإجرام الذي ينم بالحتم عن الارتباك والتواطؤ والشر الذي ندعو الله أن يقينا وإياكم منه .!
لنعد إلى حالات العنف المستشري في مجتمعنا العربي وبلدنا الحبيبة خاصة ، والى عدم لجمه ، من السلطات الحكومية والشرطة خاصة ، ومن السلطات المحلية والبلدية خاصة ، إن لتلك السلطتين النفوذ الأكبر في لجم وإسكات العنف والإجرام في مجتمعنا لأنهما هما الركيزتان الأساسيتان اللتان يقوم عليهما الأمن والأمان للإنسان في كل مكان ، ولان السلطة الحكومية والشرطة يرى الكثير من أبناء مجتمعنا إنها تتخاذل وتتباطأ في الحل والعمل على وأد العنف والإجرام من أساسياته ومن جذوره المتمكنة في مجتمعنا ،ولا ننكر إنها هي الركيزة الأولى في لجم العنف ووأده قبل نمائه ،وعليها أن تتحمل العبء الأكبر والمسؤولية الأولى والأخيرة في ذلك ، لذلك يتوجه بعض الناس بأصابع اتهامهم إلى السلطة المحلية والتي يجب أن تقوم بدورها الفعال في لجم العنف وعدم استشرائه في مجتمعنا ، ومن هنا نهيب بأحزابنا في السلطة المحلية العمل على إيجاد حلول نافعة تأخذ بالناس إلى طوق الأمن والأمان في بلدنا ، وان تأخذ بالنصائح من جميع الأطر والحركات والفعاليات الفاعلة في الساحة الفحماوية ، لا أن تبرأ منها وتهمشها وتعطي المجال للآخرين في وأد أفكارها .-
وكيف لنا التعاون مع شرطة إسرائيل بما يسمى الشرطة الجماهيرية ، والخدمة المدنية ، وهي المصدرة رقم واحد للعنف ، فكيف تستطيع شرطة إسرائيل أن تكافح العنف في مجتمعنا العربي وكل تعاملها مع مجتمعنا لا يُنتج إلا عنفا ، من قمع الاحتجاجات إلى تفريق المظاهرات وحتى إلى فرض مخالفات السير جزافا ؟ من يدعو هذه الدولة وشرطتها لحمايته من العنف كمثل من يدعو الذئب لحراسة أغنامه .مجتمعنا العربي هو الآخر ينبوع للعنف ، ولنبدأ بأعضاء الكنيست ورؤساء المجالس والبلديات ، كيف انْتُخِبوا ؟ أليس من خلال تأجيج العنف وتأليب المواطنين على أنفسهم ومن خلال تنمية النعرات العائلية والحزبية ؟ أم هذا لا يسمى عنفا ؟ ألا يوجد لكل حزب سياسي ولكل زعيم عائلة بلطجيته وشبيحته ؟ هذا إضافة إلى العنف في البيت والمدارس والشارع فهناك حدّث ولا حرج عن شتى أنواع العنف .
لم تُعجب إحدى مقالات الأستاذ تيسير سلمان رئيس كتلة الإصلاح والتغيير – أم الفحم والتي نُشرت في الصحف والمواقع ، لم تعجب البعض لان فيها بعضا من حقيقة الأمور والتي تنصح إخواننا في السلطة المحلية بان يتفادوها وان يعملوا في الصحيح منها ، ومن بعض التوجيهات للأخذ بها في لجم العنف والإجرام في بلدنا ، واخذوا بالهمز واللمز على شخصه وأحيانا بالسب والقذف من خلال إرسال رسائل على هاتفه النقال ، أليس هذا من العنف والإجرام ، والهجوم عليه بسبب آرائه وكتاباته ، وهو يعلنها دائما انه يرفض العنف ، ويخاصم من يمثلونه ويشرح الظروف البائسة التي تؤدي إلى نمو شجرة العنف السوداء ، وهو يناصر الحرية والديمقراطية ويؤكد بالكلمة أيضا إن هذه القيم هي التي تقود المجتمعات إلى التقدم إذا تم ترسيخها واحترامها .
يندهش المرء كثيرا من أولئك الذين لا يألون جهدا في تعقب أصحاب الهمم والتربص بهم ، في الوقت الذي لا يرفعون فيه صوتا ضد الذين يصدرون العنف والإجرام ، أو ضد من يؤازرهم .
ومن هنا نتوجه إلى أصحاب الحل والربط في سلطتنا المحلية من حركات وأحزاب أن يتبنوا ما تم نشره في برامجهم الانتخابية الماضية ونخص بالذكر برنامج الكتلة الإسلامية والتي أخذت سفينتها تبحر في بحر بناء الإنسان وطرقات الأمن والأمان والتي تبنتها في برنامجها ، أين نحن منها ألان أليس حريا بالكتلة الإسلامية أن تخوض في بناء الإنسان من بداية اعتلائها كرسي البلدية أو قل كراسيها وعندئذ لربما لم نكن لنرى أو نسمع في شيء اسمه العنف أو الإجرام ، الم يكن باستطاعة البلدية استغلال جميع النوادي في المدينة والمراكز الجماهيرية في توعية الشباب والنشء الصغير وحتى آبائنا وأجدادنا وتربيتهم على الصلاح ومكارم الأخلاق ،ألا لنا أن نسال لم بنيت هذا المراكز والنوادي وما هي وظيفتها الآن ومن قبل وفي المستقبل ؟
اسمحوا لي أنا هنا لست بموضع التهجم ، وليس في موضع أني أنكر ما قامت به السلطة المحلية من مشاريع عمرانية كبيرة لا ينكرها إلا من لا يرى الشمس من وراء غربال ، وإنما أريد أن أضع البلسم الشافي على الجروح التي أنهكتنا وأتعبتنا ، إنما نحن جميعا في نفس السفينة ويا ويل من يريد إغراقها ، فلنتعاضد ولنتآخى جميعا لأننا في بوتقة واحدة هي البوتقة الفحماوية الأصيلة ولنسع صدور بعضنا البعض وان نتمنى للجميع حياة بدون عنف وبدون علو في الأرض .
وأخيرا أقول اكظموا غيظكم أحبابي ، وأحسنوا إلى الجميع ، وقاوموا غربان الظلام .
عزيزي الاديب الشاعر خالد اغبارية المحترم..حياك الباري وجمل ايامك بالكرامة ومكارم
الاخلاق..
مقالتك جوهرية المضامين تعالج موضوع يخص كل مواطن في مجتمعنا العربي في البلاد..
العنف موجود بكل التجمعات السكنية..تجده بكل مكان في الشارع والمدرسة والبيت..
اسبابه كثيرة ومتعددة..الاجدر بنا ان نعالجه بكل الوسائل المتاحة..كل انسان بموقعة..
الحياة شعلة خير سلمت لنا ..علينا ان نسلمها شعلة خيرات للاجيال القادمة..
جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة لنخلق حياة فاضلة..لنا وللاجيال القادمة..
مجتمعنا يعاني من تخلف ثقافي كبير.ونحن بحاجة الى نهضة ثقافية كبيرة..من خلالها
نغرس فينا التمسك بدروب الثقافة..المسرح .الرياضة. المطالعة العامة.القراءة.وغيرها..
بالثقافة ننمي القيم..نخلق الشخصية العقلانية..نصقل النفوس بمكارم الاخلاق والسلوكيات
الايجابية..
جدير بنا كل فرد بموقعه..ان نسير بدروب الثقافة..نشجع انفسنا على ممارستها..نسلك
دروب التنمية واكتساب المهارات..والتحسن المستمر..لخلق حياة فاضلة..
اخي الكاتب الكريم..لك مني جزيل الشكر والثناءعلى عطائك المتواصل في بقجة.
لك مني خالص الحب والتقدير..بوركت وجزاك الله كل الخيرات..