بعض من أسرار الصيام النفسية
تاريخ النشر: 30/06/14 | 13:49ربما يحسن الحديث عن بعض أسرار الصيام في مثل هذه الأيام حيث تمكنت روحانيته من النفس، وشعرنا أن التغيير في بعض الحياة قد يكون ثقيلا على النفس بداية الأمر لكنه سرعان ما يسهل وتعتاده النفس،
وها هي بعض أسرار الصيام النفسية:
يقول الامام المناوي (شرع الصوم كسراً لشهوات النفوس، وقطعاً لأسباب الاسترقاق والتعبد للأشياء).
يشعر الصائم في نهار رمضان بطمأنينة نفسٍ، وراحة بالٍ، واستقرار فكرٍ، ولأن هدفه أن يتقبل الله منه الصيام، تجده يجتهد في الابتعاد عن كل ما يعكر صفو هذا الصيام، ويحول بينه وبين القبول، من محرمات ومنغصات، وتجده في وئام وسلام مع نفسه وأهل بيته، وجيرانه وأهل مسجده.
وهنا تظهر أهمية التوجيه النبوي في ضرورة الابتعاد عن كل ما يثير الأعصاب، ويدعو الى الاستفزاز، حيث يقول صلى الله عليه وسلم (اذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فان امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل اني صائم اني صائم) رواه أبو داود.
وانظر الى التغير الايجابي الذي سيحصل في حياتك، عندما تعوّد نفسك الابتعاد عن الغضب، وترك الانفعال، وردود الأفعال، والتخلّق بخلق الصبر والاحتمال.
إني صائم.. إني صائم
قال علماؤنا “اني صائم” فيه قولان:
الأول: أنه يقول للذي يريد مشاتمته ومقاتلته «اني صائم» وصومي يمنعني من مجاوبتك، لأني أصون صومي عن الخنا والزور من القول، بهذا أمرت، ولولا ذلك لانتصرت لنفسي بمثل ما قلت لي.
الثاني: أن الصائم يقول في نفسه لنفسه «اني صائم» يا نفسي، فلا سبيل الى شفاء غيظك بالمشاتمة، ولا يُظهر قوله «اني صائم» لما فيه من الرياء، واطلاع الناس على عمله، لأن الصوم من العمل الذي لا يظهر.
اذن هذا التكرار مفيد للصائم، فهو مع التكرار يذكّر نفسه بأنه صائم، والصائم في عبادة، والعابد وقت العبادة يترفع عن كلّ ما يخدش عبادته، أو يقلل من أجرها وثوابها.. وبذلك هو يملك نفسه، ويصبر على من أساء له، فيصير في مزاج معتدل، ولا يغضب لأتفه الأسباب، ويحتمل من الناس الشيء الكثير، فتتحقق له راحة البال، وطمأنينة النفس» التمهيد لابن عبد البر «91/65».
وحينما سأله أحد أصحابه، يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، قال ( لا تغضب ولك الجنة) رواه الطبراني.
ويوجه الصائم كذلك الى الابتعاد عن الغضب وأسبابه ودواعيه، (اذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب) متفق عليه.
والصَّخَبُ: يطلق على الصِّياح، وشدة الصوت واختلاطه، وكلّها مظاهر تكون مصاحبة لفورة الغضب عند الانسان، ومتى ابتعد الصائم عن مسببات الغضب تحققت له السكينة والطمأنينة، والاستقرار النفسي.
والانسان عندما يغضب يفرز الجسم هرمون الأدرينالين بمقدار كبير، وتشير الدراسات العلمية الى أن الزيادة في الافراز اذا حدثت في بداية ساعات الصيام (أي أثناء هضم الطعام) فقد يصاب الصائم باضطراب الهضم وسوء الامتصاص، ويتحول جزء من الجليكوجين في الكبد الى سكر الجلوكوز -ليمد الجسم بطاقة تدفعه للعراك- وهي بالطبع طاقة ضائعة.
فائدة: أمر رسول الله (الغاضب) بأن يجلس، وقد أثبت العلم الحديث أن هرمون الأدرينالين المسؤول عن الغضب يرتفع أثناء الوقوف ثلاثة أضعاف نسبته في الجلوس.