مجتمع الزيف والنفاق..!!
تاريخ النشر: 24/02/12 | 7:56تباً لهذا المجتمع الذي تتقاذفه الأمواج وتسيطر عليه الهموم ،وسلاح ابنائه الكذب والنفاق والدجل عدا الغش والخداع والزيف والرياء والتلون والوجهنة والمداهنة والفهلوة .فقد أصبح عماد الناس المظاهر الشكلية البراقة ،والجري وراء الماديات والمصالح و”الجخ” ،فباتت حياتهم لا تعرف الفصل بين الليل والنهار وبين الحياة والموت ـ او كما قال غسان كنفاني موتى بلا قبورـوذلك بحثاً عن أساليب ووسائل لجني الأموال والأرباح من اجل التظاهر والتفاخر بأنهم الأغنى والأكثر مالاً وامتلاكاً لسيارات المرسيدس الفاخرة.
لقد فقدت حياتنا الاجتماعية رونقها وطعمها بغياب وتلاشي القيم الجمالية والأخلاق ألانسانية النبيلة والمبادئ الراسخة .وكذلك الانصراف عن الثقافة والكتاب، وفقدان الحلم الجميل ببناء مملكة الحب والعدل والرخاء والرفاهية .،واصبحنا نتوق لحياة البساطة والهدوء البعيدة عن التصنع والزيف والصخب ،حيث كان الواحد منا يجوع ليلته ليطعم الاّخر من طعامه ومشربه ،وكان الجيران يسهرون مع بعضهم البعض على ضوء القمر في البيدر او عتبة الدار ،فيتسامرون ويشاطرون بعضهم في الاحزان والهموم والافراح .اما اليوم فالواحد لا يرى جاره او قريبه الا في مناسبة فرح او ترح ويدور الحديث بينهم عن المعاش الشهري وفاتورة حساب الكهرباء والمياه والهواتف الخلوية ،وعن اّخر موديلات السيارات والبيليفونات .واذا زاره احد في البيت فيمضيان السهرة في مشاهدة التلفاز والأفلام التركية ـ وما اكثرها ـ دون الخوض في أي موضوع ثقافي او اجتماعي مهم.
وهذا الوضع دليل على واقع التدجين والبؤس الثقافي والمأساة الاجتماعية والعقم الفكري والأزمة الأجتماعية التي يعيشها مجتمعنا العربي نتيجة غياب الوعي الأجتماعي والفكري والسياسي وانعدام التربية الصحيحة والسليمة ،وانحسار الوعي الحضاري لأهمية الثقافة في حياة الامة والمجتمع .ولذلك لا بد من البدء في التنشئة الاجتماعية الحقيقية للاجيال الصاعدة ،والعودة الى المفاهيم والقيم الايجابية وترسيخها في نفوس الشباب، وانقاذهم من الوقوع فريسة سهلة في براثن الخداع والمكر والزيف ،الذي يلف مجتمعنا.
الاخ الكاتب شاكر فريد المحترم..حياك الباري وجمل ايامك بالسعادة والعطاء الكريم..
لك جزيل الشكر والثناء على عطائك المتواصل في موقع بقجة وفي باقي وسائل الاعلام..
مقالاتك جوهرية المضامين..بكلمات وجمل طيبة..تجذبني دائما لمطالعتها عن عمق وبتمعن
كبير..كثيرا ما اقتبس من افكارك النيرة لدعم مواقف مثيلة..
كثيرة هي مظاهر الزيف والنفاق والفهلوة..وفي نفس الوقت كثيرة هي مظاهرالصدق
والعطاء الكريم..واجبنا ان نعمل على دفع الحياة للاحسن مع الفضائل والسلوكيات
الايجابية..مع مكارم الاخلاق..علينا ان نركز على المظاهر الخيرة وهي كثيرة جدا..
الحياة شعلة خير سلمت لنا ..علينا ان نسلمها شعلة خيرات للاجيال القادمة..
جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة لنخلق حياة فاضلة لنا وللاجيال
القادمة..
جدير بنا ان نركز الحديث والعمل على زخات العطاء الكريم..على الايجابيات في مجتمعنا
لنحافظ على امل واعد للزهور اليانعة بحياة كريمة وفاضلة..بدون هذا الامل نفقد الثقة
بمستقبل جميل..ونعيش حياة تعيسة مظلمة..
اخي الكاتب الكريم..لك مني خالص الحب والتقدير والاحترام..بوركت وجزاك الله
كل الخيرات والبركة..
رغم المظاهر السلبية التي نشهدها في حياتنا، فلا زالت هناك
“واحات” إنسانيّة نستظلّ في أفيائها، فالخير لن ينعدم بين الناس
في هذه الأمّة العريقة الخالدة!
وما أجدرنا أن نتبنّى هذا الحديث الرائع:
تفاءلوا بالخير تجدوه!
لك تقديري على غيرتك وعطائك المتواصل.
د. محمود أبو فنه