اَن الأوان لتدخل عسكري عربي تركي لحماية الشعب السوري..
تاريخ النشر: 24/02/12 | 5:14مع ازدياد المذابح ضد الشعب السوري والتي يذهب ضحيتها المئات يوميا بين قتيل وجريح ، أصبحت الحاجة ملحة إلى تحرك عربي إسلامي سريع لوقف نزيف الشعب السوري ، وللجم الوحش البعثي من الاستمرار في اغتيال السوريين بلا رحمة . هذه التدخل فوق ما سيحققه من أمن ما زال يفتقده الشعب السوري منذ عام تقريبا على ثورته التي قدم فيها أكثر من أربعين ألف قربان منهم عشرون ألفا قد وثقتهم الجهات الحقوقية بالاسم ، وعشرين ألفا آخرين في عداد المفقودين ، إضافة إلى عشرات آلاف الجرحى والمعتقلين والمشردين ، فإنه سيمنع فوق ذلك التدخل الأجنبي الذي ما أراد الخير لأمة العرب والإسلام منذ قرون طويلة ، وسيشكل نقلة نوعية في استراتيجيات الدفاع العربي المشترك ، والخطوة الأولى على طريق إقامة نظام عسكري عربي – إسلامي جماعي يوازي ( الناتو ) في تنظيمه وصلاحياته وفعاليته في حماية الأمن القومي العربي من أعداء الداخل ومنها الأنظمة المجرمة التي لا تحترم شعوبها ، وأعداء الخارج .
مرت سنة كاملة على الثورة السورية ، وما زال النظام البعثي الوحشي في سوريا برئاسة ( بشار الأسد ) وعصابته المجرمة تفتك بالشعب ، وتذيقه ألوان العذاب والتنكيل والدمار التي تذكرنا بصور مماثلة تجسد وحشية وبشاعة الحروب العدوانية الإسرائيلية على الآمنين في لبنان وغزة والضفة . إن ما تتناقله وسائل الإعلام من صور القتل والتعذيب والتنكيل والتدمير التي يمارسها النظام المجرم في سوريا ، في كل ساعة حية على الهواء ، مما يعتبر جرائم ضد الإنسانية بكل المعايير ، لهو أكبر دليل على أن نظام البعث بزعامة ( مافيا ) الأسد لا علاقة له بالعروبة ولا بالإسلام ولا بالقومية ولا بالإنسانية ، وأن كل ما يدعيه من أكاذيب ( الصمود ) و ( والتصدي ) ما هو إلا كذبة كبرى لا تنطلي إلا على الأغبياء ممن يناصرون النظام بحجة الممانعة المزيفة ، وهم الذين يعرفون قبل غيرهم أن نظام البعث السوري منذ تسلمه السلطة في سوريا في ستينات القرن الماضي ، وبالذات منذ تسلم غير المرحوم ( حافظ الأسد ) الحكم في سنة 1970 وحتى اليوم ، أثبت أنه الأكثر حرصا على دوره ككلب حراسة أمين ومخلص لحدوده مع إسرائيل ، حتى بلغت بقياداته الوقاحة أن يصرحوا لصحافة العالم ومنها الإسرائيلية والأمريكية ، أن أمنهم متحقق ببقاء النظام السوري والعكس صحيح ، في اعتراف واضح يعزز ما ذهب إليه كبار المحللين والسياسيين الإسرائيليين والأمريكيين من أن سقوط النظام السوري سيؤدي إلى نتائج كارثية على استقرار المنطقة لما يتمتع به من حرص على هدوء الجبهة بينه وبين إسرائيل ، وحرصه على عدم الصدام مع ( أحبته ) الإسرائيليين حتى في أكثر المنعطفات خطورة ومنها الاجتياحات الإسرائيلية التي لا حصر لها للبنان ، والتي وقفت حيالها سوريا متفرجة لا تحرك ساكنا ، بل لعبت في أحيان كثيرة دور المدمر للقوى الوطنية وما ( مخيم تل الزعتر ) الفلسطيني منا ببعيد ، وما مذابح ( صبرا وشاتيلا ) التي ارتكبت تحت سمع وبصر الجيش السوري التي تربى على عقيدة البعث دون ان يرف له جفن منا ببعيدة … والأمثلة كثيرة لا يجهلها إلا أعمى البصر والبصيرة .
لقد خسرت سوريا الجولان في العام 1967 في ظل حكم البعث ، وخسرتها في العام 1973 تحت حكم بعث عائلة الأسد ، وظلت الحدود من حينها وإلى اليوم بينها وبين إسرائيل من أكثر الجبهات هدوءا ، حيث لم يسمح نظام الممانعة بإطلاق طلقة واحدة في اتجاه إسرائيل . في الوقت ذاته ظل صامتا صمت أهل القبور حيال عمليات قصف إسرائيلية اقتربت من قصور الأسد الرئاسية ، مدمرة الكثير من المؤسسات السورية القومية ومنها مجمع دير الزور الصناعي الذي ادعت مصادر غربية انه مفاعل نووي . لم يحرك نظام البعث الأسدي الجبان ساكنا حيال هذه الاعتداءات ، وخرج علينا الناطقون باسمه ببياناتهم المستنسخة التي تنم عن الحقارة والهوان والذل والتي أصبحت العلامة الفارقة لنظام البعث السوري . لقد عاش النظام البعثي حياة العبيد الأذلاء في مواجهة إسرائيل ، فلما طالب الشعب السوري بحقوقه المدنية والسياسية ، صب على رأسه ألوان العذاب وفتح عليه نار مدافعة ومدرعاته وطائراته ، ورمى القرى والمدن بالصواريخ الفتاكة والقذائف المحرمة دوليا ، وأفلت على الشعب لسوري الأعزل وحوشه الآدمية من الشبيحة وقطعان المرتزقة من الجيش الطائفي ، يمزقون أجساد الرجال والنساء والأطفال والشباب والشيوخ ، ويهتكون الأعراض ، ويستبيحون المساجد والمقدسات ، ويعلنون كفرهم البواح جهارا نهارا على مرأى ومسمع من كل العالم …
من ينتظر تدخلا من دول الغرب لإنقاذ الشعب السوري فهو واهم ، ومن يحاول التلويح بالتدخل الأجنبي ليبرر استمرار المذابح فهو كذاب ، ومن يعطي دعمه غير المحدود للمجازر بحجة البقاء على روح وقلعة ( المقاومة ) فهو دجال .. فمن قال أنه من أجل أن تكون مقاوما ، لا بأس في أن تنحر شعبك من الوريد إلى الوريد ، هذا على افتراض أن النظام مقاوم فعلا ، وهذا ما لا ينطبق على نظام البعث المجرم . إن دعوى من هذا القبيل لا يمكن أن يقبل بها طفل فكيف بالعقلاء من أبناء الأمة وبناتها .. نظام البعث نظام مجرم وعميل ، وقف سدا منيعا في وجه القوى الإسلامية والقومية والوطنية الحية ، سامهم سوء العذاب وما مدينة حماة عنا بعيد ، وما السجون الذي فتك النظام فيها بآلاف المناضلين إلا شاهدا على إجرامية هذا النظام وكذب دعواه ودعاوي من يدعمونه من لقطاء الأمة السياسيين وشذاذها . لهذا كله ، لا يمكن أن يتحرك الغرب لتغيير النظام بإرادته ، لأنه يرى فيه الحارس الأمين لمصالح إسرائيل وأمنها في المنطقة ….
لم يعد هنالك بُدٌّ بعد أن بلغ السيل الزبى ، وفاض الدم الحرام حتى غطى وجه سوريا ، من خطوة هامة وجريئة يجب ألا تقل عن تدخل عسكري عربي – تركي يوقف شلال الدم ، ويحمي المدنيين ويضمن الأماكن والممرات الآمنة في كل أنحاء سوريا ، تمهيدا لتغيير سلمي للنظام ، وتحول حقيقي نحو الديمقراطية بعد تفكيك نظام البعث الوحشي . هذا التحرك فوق ما سيشكله من حماية فورية للشعب السوري ، سيشكل بداية تحول نحو نظام دفاع عربي – إسلامي مشترك يحمي الأمن القومي ويفض النزاعات الداخلية ويحمي الحقوق بروح الثورات العربية ، ويؤسس لنظام دفاعي يضع حدا لغطرسة أعداء الأمة والطامعين فيها في الداخل والخارج .
بقلم الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية
انا اؤيد الفاضل الشيخ ابراهيم صرصور جملة وتفصيلا وله مني كل الحب