مستشار أسري: المشاكل الزوجية أحيانا تقوى العلاقة
تاريخ النشر: 01/07/14 | 2:25تتحدث استشارية العلاقات الأسرية والتربوية آية العزب عن طبيعة المشاكل الزوجية خصوصا بين حديثى الزواج، وتقول: يوجد زوجان تقوى علاقاتهما بصورة قوية جدا مع مرور الأيام، بل وبعد كل مشكلة تزداد العلاقة بينهما قوة ورسوخا، وهناك ثنائى آخر ينتهى به الأمر إلى الانفصال أو الاستمرار فى المعيشة معآ فقط من أجل الأولاد، مع انقطاع التعامل بينهما تماما، مع إن المشكلات تقريبا متشابهة والمستويات الفكرية والمادية والظروف أيضا.
يقول الله تعالى “لقد خلقنا الإنسان فى كبد“، فوجود المشاكل شىء طبيعى، وينبغى أن يكونوا واقعيين فى تقدير الأمور، وكيفية التعامل مع تلك المشاكل هو ما يجب النظر له فعلا بدلا من حمل هم وجودها, وآثار تلك المشاكل على العلاقة بينهما وعلى أولادهم الذين ما هم إلا مرأة عاكسة مكبرة لتلك المشاكل وآثارها، فإذا نظرنا عن قرب لذلك الثنائى الناجح, مثلا سنجده توقع المشكلات من التجارب السابقة وتم الاتفاق بينهما على مواجهتها بالشكل الصحيح، وتفادى أخطاء الغير، وعنده من المرونة التى مكنته من إدراك الخطر بسرعة باقتراب المشكلة، وإبعاد أولادهم عن تلك الأجواء المشحونة حتى يتم التوصل لحل بينهما، إن كل مشكله تمر عليهم يقوموا بحلها بنجاح لإيمانهم بطبيعة وجودها وقناعتهم بارتباط نجاحهم فى حلها بنجاحهم فى تربية أولادهم, وعلى قدر قوتهم وصمودهم فى حل المشاكل على قدر تمسكهم واعتزازهم ببعضهم البعض، وظهورهم بذلك المظهر الصحى أمام أولادهم.
وتكمل آية، أما لو نظرنا على الجانب الآخر، سنجدهم لا يدركون أصلا وجود مشكله إلا عندما يصدمون بآثارها بانسحاب أحدهما أو ظهور ذلك على انحراف سلوك أولادهم، وينشغل كل طرف بإلقاء اللوم على الطرف الآخر، مع العلم أن الخطأ غالبآ ما يكون متبادلا بينهما، وهنا يتضح لنا أن الأمر يتوقف من البداية على الزوجين وحتى من قبل الزواج، يجب أن يكون عند على الأقل أحدهما بعد النظر عن توقع المشاكل التى قد تواجههم. والتوقع المسبق هذا لا يأتى من فراغ بل من إدراك عيوب أحدهما الآخر، والوعى الصادق بها، وما قد ينتج من التعامل اليومى بينهما والنقاش الجاد الواعى بها