دحض رواية أهل كفر ثلث حول النازحين عن كفر قرع

تاريخ النشر: 25/02/12 | 9:51

كنت قد نشرت مقالة في موقع بقجة تحت عنوان “كفر قرع- تاريخ وجذور”، وفيها اقتبست من كتابين للأستاذ عبد العزيز أمين عرار رواية أهل كفر ثلث حول تخريب قرية كفر قرع الأم ، وكان قد نشر يوسف أبو العيلة رواية مشابهة في مجلة الإسراء المقدسية عام 1997م وهي منشورة في كتاب محطات على تاريخ كفر قرع (ص 14)، ما يدل على إن رواية أهل كفر ثلث مبلورة ومتداولة، ولم يبق أمامنا سوى مناقشتها علمياً بما وهبنا الله من علم، فبعد البسملة والحمدلة نقول إن هذه الرواية معادية لأهل كفر قرع الأم وليست موضوعية، إذ أن اقتصاد هذه القرية في بداية العهد العثماني كان يعتمد في الأساس على زراعة الأراضي وفلاحتها، ولم يكن يعتمد على فرع الماشية إلا قليلاً، ودليلنا على ذلك مثبت بالوثائق والأرقام، ففي دفتر مفصل لواء نابلس لسنة 1005ھ/1596م وردت مقادير الضريبة المجبية من قرية كفر قرع الواقعة في الجبل القبلي بالعملة المسماة بالآقجة، وهي عبارة عن ثلث بارة، مُوَزَّعة على النحو التالي: مجموع الخانات في الدفتر خانة(عدد دافعي الضرائب)=19، نسبة الضريبة المفروضة 33,3% ، مقدار الضريبة: حنطة: 1420 آقجة، شعير: 1000 آقجة، مال صيفي(سمسم، ذرة): 200 آقجة، زيتون إسلامي:800 آقجة، باد هوا ورسوم عروس: 400 آقجة، معيز ونحل: 420 آقجة، عادات رجادية: 760 آقجة، يكون مجموع الضرائب 5000 آقجة. باد هوا ورسوم عروس هي رسوم الزواج وحاصل الجرم والجنايات، وعادات رجادية هي هبات وهدايا كان يأخذها الوالي ورجال العسكر والمباشر على جمع الضرائب. بناءً على ما ورد أعلاه نستطيع أن نستنتج بأن مجموع دخل القرية بلغ 15000 آقجة، منها 1260 آقجة من الماعز وخلايا النحل، أي أقل من 9% من كامل الدخل السنوي، وعليه لم يكن أهل كفر قرع الأم يعتمدون في معيشتهم على تربية الماشية إلا قليلاً. يُضاف إلى ذلك أننا عهدنا في طفولتنا أن من كان يصلي صلاة الجمعة هم الشيوخ والكهول، وأن الشباب والرجال كانوا يعزفون عن ذلك، وعليه فإن معظم من فَرّوا من كفر قرع الأم كانوا مزارعين وفلاحين وليسوا رعاة كما يزعم الأستاذ عبد العزيز أمين عرار وغيره من أهل كفر ثلث، ومن ناحية أخرى لولا هذه الثروة الحيوانية لما كان باستطاعة النازحين البقاء على قيد الحياة لأن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة!. يبدو لنا أن صراعاً دامياً دار بين أهل كفر قرع وأهل كفر ثلث وفيما بعد نُسجت حوله أساطير تمجد المنتصر وتقلل من قيمة المهزوم. ألم يقولوا إن التاريخ يكتبه المنتصرون. بالبحث والتنقيب يمكننا أن نكتب تاريخنا لا بالحذف والضجيج!.

رواية الحاج أبو محمود حسن علي مصالحة:

كما رواها عام 1989 للباحث الأمريكي ميخائيل غوركين ونشرت في كتاب بالإنكليزية اسمه “أيام العسل وأيام البصل”، الطبعة الأولى، بوسطن، 1991، الطبعة الثانية، كاليفورنيا، 1993:

[قرية كفر قرع كانت موجودة منذ 700 سنة، بالرغم من أننا نعيش في هذه المنطقة منذ 250 عاماً فقط، الذي حدث هو كالتالي: لقد سَمِعْتَ بالتأكيد بالعظيم صلاح الدين؟ لقد كان القائد المسلم الذي طرد الصليبيين من قلب فلسطين في القرن الثاني عشر(للميلاد). حسناً! بعد هذه الانتصارات العظيمة كانت فلسطين كلها تقريباً خالية من السكان. لذلك من أجل توطين أو ملء هذه الأرض بالمسلمين، بعث صلاح الدين أربعة من الرسل إلى الجنوب، إلى الجزيرة العربية ومصر، لقد أعلن صلاح الدين بأنه يمكن للعائلات المحترمة أن تأتي إلى فلسطين حيث توجد الأرض الخصبة والعيش الآمن تحت حمايته. أجدادي في ذلك الزمان عاشوا في المدينة(المنورة) الواقعة في الجزيرة العربية. نحن لا نعلم بماذا عملوا هناك. ربما كانوا مزارعين، أو أصحاب مواشٍ فقط الله وحده يعلم بذلك. الذي نعلمه عنهم أنهم لبوا نداء صلاح الدين وأتوا شمالاً واستوطنوا في مكان يبعد عشرين ميلاً جنوباً من هنا، في مكان موجود حالياً في الضفة الغربية. على ذلك المكان أطلقوا اسم كفر قرع.

سكن أجدادنا هناك ما يقارب الخمسة قرون، لقد عاشوا بسلام، وكانت أحوالهم المعيشية جيدة، وقد كان من المحتمل بقاء قريتنا هناك لولا أن أُجبروا على النزوح عنها. الذي حدث أنه كان تعيش جنوب تلك القرية قبيلة قوية استحسنت أرض أجدادي الجيدة، ولذلك في أحد الأيام، وقبل 250 ، هاجمت تلك القبيلة القوية بالعصي والحجارة والله أعلم بماذا أيضاً القرية. كثيرون قتلوا وجرحوا. من الباقين الذين كانوا قادرين على النزوح نزح فريقان- فريق إلى الشرق وفريق إلى الشمال. الفريق الذي نزح إلى الشمال، حوالي 30 نفراً، ساروا بضع أيام حتى وصلوا إلى الأرض الخصبة في وادي عارة التي نحن فيها الآن، لقد رأوا في تلك الأرض مكاناً جيداً للتوطن، ولكن كانت هنا مشكلة واحدة، قبيلة صغيرة جداً، قبيلة السياس، التي أصلها من مصر كانت تسكن في المكان. لقد فعل أجدادنا بالسياس مثل ما فعله الآخرون بهم، وطردوهم بالعصي والحجارة. هل كان لهم الحق في ذلك؟ هكذا كانت تجري الأمور في ذلك الزمان. الفريق الذي ذهب شرقاً توطن هناك. لقد أعاد جد جد جد جدي بناء حياتهم هنا، ولم يرغبوا في التنازل عن اسم بلدهم القديم فأطلقوا على المكان الجديد اسم كفرقرع.]

روى لنا الحاج أبو محمود حسن علي مصالحة في عام 1989 ما يلي:” العثامنة والمصالحة وآل يحيى أقارب من قبيلة واحدة، وهي قبيلة بني صعب التي قدمت مع صلاح الدين الأيوبي” هذا ولا يزال آل يحيى في كفر قرع يدعون بالصعابنة. وقد ذكرنا في كتابنا “طيبة بني صعب بين الماضي والحاضر” أن صلاح الدين أقطع بني صعب 28 قرية في فلسطين عُرِفَت بقرى الصعبية، وفي عام 1310ھ/1892 استحدث العثمانيون قضاء جديداً أسموه قضاء بني صعب وجعلوا مركزه طولكرم، وبنو صعب هم بطن من كندة من كهلان.

إقرأ بهذا السياق

بقلم د. محمد عقل

‫9 تعليقات

  1. أخي وصديقي العزيز أبو نزار
    هذه المرّة، الرواية عن كفر قرع مختلفة!
    دائمًا أقول: قاتل الله العجلة فهي من الشيطان!
    التاريخ الموضوعيّ يعتمد على الوثائق والمستندات
    لا على الروايات الشفويّة!
    تقديري ومودّتي
    د. محمود أبو فنه

  2. العزيز أبو سامي أحييك بتحية من عند الله مباركة وبعد ، لقد تحدث الكثيرون ودونت أقلامهم الشيء الكثير عن بلدنا الحبيب كفر قرع ، كلنا متعطشون لأن نرى ونعلم ونتعلم بعض الشيء الموثق وتحديد المصادر التي نستقي منها هذه المعلومات وخصوصا لأولئك الذين يهمهم معرفة حقيقة جذور هذه البلدة والتعرف على حياة الأجداد”عليهم رحمة الله ” ان معظم ان لم يكن بعض ما يصلنا وواقع بين أيدينا من معلومات عن كفر قرع هي عبارة عن روايات عن الأجداد توارثها الأبناء عن الآباء أو من بعض القصص بالتواتر .
    قد يكون بيد الباحثين والمهتمين بموضوع التاريخ بأن يقوموا بعمل جذري وأساسي لترسيخ وغرس المحبة لبلادهم ومن تاريخ أسلافهم .

  3. – دار يحيى-
    ترى القومَ عامراَ بيتهم منذ نصر صلاح الدينِ
    دار العزة والكرم قديما من عهد السنينِ
    يحيى اسمهم بني صعب ليسوا كسائر فلسطين
    عبد الله لعبد الرحمن اخُ وله الحسن والحسين
    فخر لنا بني مصطفى يحيا الاحمدان زعيمين
    تراهم للنخوة مقداما اذا سألت زعيما تجد مائتين
    بني صعب بالأصل اسمهم اخا لبني مصلح وعثمان
    بين النقب والجليل مثلث قرية بين البحر وجنين
    لوسية ولعداسه مقرُ ما بين الدرب و القطاين
    هنا كفر قرع تحيا بكم ليعداسه تناديكم بفطين

    محمد يحيى – ديوان ليعداسه 2011/12

  4. صديقي الدكتور محمد عقل جميل جدا ما كتبته وأشكرك على اهتمامك ولكن أود الأشارة إلى مايلي :
    أولا لقد صدقت فيما كتبته عن قرية كفرقرع بأنها قرية زراعية والسبب أنها تقع في موقع أراضي منبسطة وسهلية وكانت تقع إلى الشرق منها عيون وادي قانا ،وحول قولك أنهم جاؤوا زمن صلاح الدين أرجح صحته والسبب أن بعض أبناء كفرثلث ممن حفروا في المكان أو زرعوا الأرض وحرثوها بعد خروج القرعاويين وجدوا عملات تعود لعهد السلطان صلاح الدين الأيوبي،وحول قولك بتوطين قبائل وعائلات في فلسطين زمن صلاح الدين الأيوبي هذه أيضا صحيحة وجمعت عدة روايات تفيد ذلك حتى أنه جعل بعض الأودية حدودا فاصلة بين القرى التي أسكنهم فيها ناهيك عن تعميره في السهل الساحلي كي يساعد على تسريب المياه من المبازل ولكنها بعده خربت ووجدت المستنقعات في البصه وقتورية وغيرها.
    يقر أهالي كفرثلث أن كفرقرع زراعية ومن اهتمامها بالزراعة اشتهروا بزراعة القرع وسمسيت قريتهم بهذا الأسم .وأما عن الأستاذ يوسف العيلة من مدينة قلقيلية فكتب رواية قصصية من خياله ودبلجها مع الرواية التاريخية وحاول أن يخالف رواية كفرثلث ونقلها الدكتور شكري عراف وسقط في خطأ جسيم. وموقع كفرقرع قديم وبه آثار رومانية كما دلت البركة الفسيفسائية والقبور والزيتون الموجود بالقرب منها.
    واليك رواية خليل محمد يوسف عودة واستقيتها في هذا الشهر أيار 2012 ناهيك عن سابقاتها.
    تعرض أبناء كفرثلث للاضطهاد من عائلات كفرقرع وكلما مروا بالقرب منها في طريقهم إلى نابلس وغيره أخذوها وصادروها وقالوا في ردغة(أغنية) :
    يلي فلردة حمارتك مالك عليها غيرة نقل القرع يهريها
    أمام هذا الواقع اجتمع أبناء كفرثلث وقرروا التخلص منهم والبحث عن حيلة فقال بشير أنا أدلكم : سأتظاهر بأني طنيب والعرب كانت تؤي الطنيب وسأعيث فيهم فسادا . تظاهر بأنه طنيب وأقام عندهم وحدث أن أحدهم أحب ابنة عمه ولكنه كان على البركة فلم يوافق عمه على تزويجه ابنته ،فلعب بشير في عقله وقال له :بامكانك قتله وهل ينقصك شيئ وهل من عيب فيك . والأفضل أن تقتله في الصلاة يوم الجمعة عندما يركع اضربه على رقبته وساعتها سينحاز أغلب الناس إليك ويقولوا معاه حق :ابن عمها أولى فيها من الغريب.
    واتصل بأبناء قريته والتقى بهم سرا وقال لهم ستكون مذبحة في يوم الجمعة وبمجرد أن أرفع لكم راية أحضروا ما لديكم لتهاجموهم أما هو فقد طلب من الشيخ أن يسلمه مفتاح الجامع حتى يكنسه وينظفه وسارت الخطة وما إن ركع عمه على الأرض حتى استل خنجرا أو بلطة وضربها لعمه وحدثت بلبلة وتقاتلوا أما بشير فقد أغلق الباب وهدم أبناء كفرثلث الجامع على من فيه وقتلوا عدد كبيرا ومن بقي هرب إلى مكان سمي باسمهم كفرقرع.وبعد أن هرب أهل كفرقرع اختلف أهل كفرثلث مع أهل عزون وقتل من كفرثلث 5 ومن عزون ما لا يقل عن 8 وأخيرا تصالحوا بدفع الدية من أهل كفرثلث وحصلوا على أرضي حيث كانت أراضي كفرثلث تضم وادي عزون وأصبحوا اصحاب من يومها.
    لو نظرنا لعدد كفرثلث في هذه السنة من خلال الدفتر العثماني لقد كانوا 14 رب أسرة ممن دفعوا الضريبة

  5. بسسسسسسسسسسسس كفرقرع حبيبتنا يا كفرقرع الله يخليكي اصلا هداك الموقع تبع البلد مو كان عاجبنا وهسا بلدتنا بتمتاز بكبر المساحة و الناجحين الي تخرجوا و انا من دار الزحالقة بسلم على كل اهل بلدي ♥♥

  6. ما قيل عن منطقة بني صحيح ثابت ومحقق إلا أنه لم يثبت أن كفرقرع وكفر ثلث كانت تتبع منطقة بني صعب التي كانت تخضع وتحت إمرة آل جيوس ًولكنه من المؤكد انه في الفترة العثمانية الأولى وقعتا كفرقرع وكفر ثلث في منطقة جبل قبال.
    لا يمكن ربط كفرقرع بالصعبيات بتاتاً لأنه لا يعقل أن يسمح الحكم المحلي بنكبة قرية بكاملها وخاصة أن الحكم المحلي كان بأدارة آل الجيوسي العائلة الغنية والمتنفذة في ذلك الوقت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة