بطاقة هويّة

بعيدٌ أيّما رَمَقٍ

عَنِ التَّنظيرِ في حَذَقٍ

عَنِ النُّخبِ الْأكاديميّةِ الوُسْطى

وَعَنْ رَمَدٍ رماديٍّ

يُجَمِّلُ مَشْهَدَ المَبْلِيِّ

بالتَّعريفِ والهَدْرهْ

*

يُرَوِّجُ مُتْعَةَ

التَّكليفِ والتكييفِ

والتَّّّّّّّّشريفِ

والتّحريفِ والتَّخريفِ

والتَّرطيلِ لِلحَضْرَهْ

*

أنا ما لَذَّ لِلْإنسانِ أن يُمْسي..

إذا ما عَزَّت العَبْرَه

أَنا ما حَقَّ لِلْمَسْحوقِ مِنْ ضَنَكٍ

إذا شَهِدَتْ لَهُ العِبْرَهْ

*

أنا من مكتبِ التَّشغيلِ

يا أهلي وخلّاني

فيومٌ في مدى الْأرزاقِ

أحْمِلُ عابِثًا ظَهْرَهْ

وأيّامًا على ظهري

أجرُّ حبالَ أحْزاني

*

أنا من حارةٍ قُصوى

وَراءَ العَتْمِ

صَحْبي عُصْبَةُ العُمّالِ

قضّوا مضجعًا للشَّمسِ

وانتشروا ببابِ اللهِ

رَبِّ الرِّزْقِ والقُدْره

*

أنا والقهوة الريفيَّةُ التَّحميصِ

حَبُّ الهالِ يُسكرُنا

فَلا طَمَثَتْ يدُ الإفرنجِ نكهتَها

فأصنعُها

وأمزجُها ابْتِسامَةَ عاشِقٍ

تُشفي شُغافَ القلبِ

تمحو كُرْبَةَ الحَسْرَهْ

*

أَنا صَيّادُها الفِكْرَهْ

أنا خيّالُها المُهْرَهْ

إذا ما أَسْلَمَتْ وَجْهًا لِريحِ الشّرقِ

لا تَلْوي لَها عُنُقًا

ولو دَحْرَجْتَ من خَلْفِ انْتِحارِ الرِّيحِ

بَيْنَ الحافِرِ المَهووسِ والغَبْرَهْ

حَصاها الشّامُ والبَصْرَهْ

*

ولي حُبٌّ جَنوبيٌّ

يُزاورني كَبَدْرٍ

في سَما كانونَ

يهمِسُ لي:

أنا أشعارُكَ اكْتُبْني

فَأَنتَ الحُلْمُ والرُّؤيا

وأنتَ النّورُ والمُقْلَهْ

فَأَرْجِحني على شطَّيْكَ

كي أغدو لَكَ الطِّفلهْ

وَيَمِّمْني حواري القَلْبِ

بَيْنَ عَتيقِ شَطْرَيْهِ

لِيرْقُبَني بعينِ الغيرةِ

الشَّعواءِ أترابي ،صَديقاتي

فأَلْهُو في حِبالِ العُمْرِ

في قَفْزٍ وفي حَجْلهْ

تُغادرني فتَحْصُرُني

كما الفكرهْ

*

أنا العطشانُ

أُسقى الخَلَّ في ظمئي

فَيَخطفني سرابُ النورْ

أنا مصباحُها المَكسورُ

فوقَ حضورِها المَهجورْ

أنا ابنُ الْأَرْضِ والخُضْرهْ

*

أنا نايٌ،

فِلِسْطينِيَّةُ الْألحانِ أُغنيتي

حَنينُ الْأرضِ لِلْأمطارِ

ساقَتْها أَيادي الرّيحِ

أَكْتُبُني بِحِبْرِ دمي

عَلى أَعْرافِ قافيَتي

ومَوتورًا لَها الثُّؤْرَهْ

*

بعيدٌ أيّما شَطَطٍ

عن التَّرطيلِ لِلحَضْرَهْ