الشيخ كمال خطيب يدعو للتصدي لاغتيال هوية القدس
تاريخ النشر: 27/02/12 | 7:50أكد الشيخ كمال خطيب – نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – في تصريحات صحفية من الدوحة خلال مشاركته في المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس بضرورة ترجمة ما سيتمخض عنه المؤتمر من توصيات الى برنامج عملي لمواجهة مشروع الاحتلال لتهويد القدس ، ودعا أيضا إلى ضرورة تضافر الجهود العربية والإسلامية للتصدي للسياسة الصهيونية الرامية لاغتيال الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس ، وحول اقتراح امير قطير بخصوص تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم الاسرائيلية بالقدس قال بأنها مبادرة جديدة وجدية ، فيما أشار الشيخ خطيب الى اهمية تقديم الدعم المالي لتعزيز صمود المقدسيين .
وقال الشيخ كمال الخطيب في تصريحات للجزيرة نت : “إن البعد الاقتصادي واحد من واجهات الصراع في القدس إلى جانب الأبعاد الأخرى الدينية والتاريخية والجغرافية” ، وأضاف :” أن الاستهداف الاقتصادي للإنسان المقدسي يُعد من بين الوسائل التي تعتمدها الإدارة الإسرائيلية باتجاه إثبات سيادتها على مدينة القدس آخر المطاف”.
وأكد الخطيب أن الإنسان المقدسي صمام أمان لإثبات الحضور الفلسطيني بالقدس، والسياج المدافع عن المسجد الأقصى لب الصراع، وفي حال ضعف واقعه الاقتصادي وانحسرت فرص العمل أمامه فإنه سيضطر لترك القدس ، وأشار بهذا السياق إلى أن الإدارة الإسرائيلية ركزت على القدس القديمة من خلال التضييق عليها عبر فرض الضرائب ومنع السكان الفلسطينيين من دخولها في حالات كثيرة مما عرض التاجر المقدسي لخسائر كبيرة واضطره لفتح محال تجارية خارج القدس القديمة، بينما ظلت هذه الأماكن عرضة للاستيلاء الإسرائيلي بل وموضع شراء بطرق ملتوية.
وفي وقت شدد فيه على أهمية اعتماد خطط اقتصادية لضمان تثبيت المقدسيين والحيلولة دون مد أيديهم للمؤسسات الخيرية الإسرائيلية، بين الخطيب أن المشكلة الأساسية تكمن في الاحتلال نفسه الذي يتوجب العمل على اجتثاته بالمقام الأول ، وأوضح أن المستثمر العربي يتوجب عليه أن يكون صاحب انتماء، وألا يتعامل مع القدس من جهة اعتبارها فضاء لإقامة مشاريع استثمارية مربحة، بل وأن ينظر إلى أن رأسماله لابد وأن يكون جزءا من مشروع صمود المقدسيين. وقال “كما نطالب المقدسي أن يضحي ليصمد فإننا نطالب صاحب رأس المال بأن يضحي بجزء من رأسماله أيضا”.
وفي تصريحات اخرى لصحيفة ” العرب ” القطرية قال الشيخ كمال خطيب :” إن مبادرة سمو أمير قطر بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم الاسرائيلية بالقدس ، تصب في صالح الوضع الفلسطيني الصعب ، وهي مبادرة جديدة وجدية ، وأضاف :” أن العمل يجب ان ينصبّ ايضا على زوال المصيبة ، ألا وهو الاحتلال الاسرائيلي ، الامر الذي يحتاج بلا شك لقرار يصدر من مجلس الأمن يفرض أيضا مواقف عربية وفلسطينية داعمة في اتجاه زوال الاحتلال” .
وأكد الشيخ كمال خطيب ان قضية القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم ، ولا قضية العرب والمسلمين ، فهي قضية إنسانية عالمية ، ونقل القضية الى مجلس الامن سيكون بدون شك في صالح القضية الفلسطينية ، وأشار الشيخ كمال خطيب ، الى أن 19 سنة ضاعت انطلاقاً من اوسلو حتى الآن في مفاوضات دون أن تحقق شيئاً ، ودون معالجة الوضع بالقدس ، حيث يستفرد به الاحتلال الاسرائيلي ويواصل الاستيطان داخل الاحياء الفلسطينية بالقدس ، لأن المفاوض الفلسطيني وافق على ان تبقى القدس الى مفاوضات ما يسمى بالحل النهائي ” .
وكان الشيخ كمال خطيب قد صرح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن استضافة دولة قطر لمؤتمر الدفاع عن مدينة القدس يعد خطوة مباركة، مشددا على ضرورة ترجمة ما ستتمخض عنه من توصيات إلى برنامج عمل لمواجهة المشروع الصهيوني الرامي لتهويد مدينة القدس بالكامل ، ودعا إلى ضرورة القضاء على الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية بصورة جذرية وليس مجرد التخفيف منها.
ولفت إلى أن المجموعات الدينية المتطرفة الداعية لانتهاك المقدسات و اقتحام المسجد الأقصى تنتمي لأحزاب لها تمثيل في الكنيست الإسرائيلي وهو ما يفيد تورط الحكومة الإسرائيلية في هذه الأعمال المشينة.
ودعا الشيخ الخطيب في ختام حديثه إلى ضرورة تضافر الجهود العربية والإسلامية للتصدي للسياسة الصهيونية الرامية لاغتيال الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس .