"الا ابن ادم ان زرعته بيقلعك"

تاريخ النشر: 27/02/12 | 15:00

هذا القول هل صحيح الى حد ما ؟ او صحيح؟ او صحيح جدا ؟ او خطأ الى حد ما؟ او خطأ جدا؟   عند سماعي هذا القول في صباي من احد الشعراء او الحدّائين المشهورين المتمكنين في فن الحداء، سررت جدا في هذا اللحن والقول معا، ووضعت توقيعي عليه ، ونظرت حولي فرأيت ان الاغلبيه الساحقه التي اصغت الى المضمون اعطت موافقتها بصوت جهوري ومنهم من حرك رأسه وعيونه حسره ليعطي موافقته مع تنهيده بل شهيق وزفير مطول معجبا مصدقا مصادققا على هذا القول حتى النخاع.

اذكر منذ ذلك اليوم ان الصوره تتكرر في كل مناسبه يطرح فيها عنوان المقال “.الا ابن ادم ان زرعته بيقلعك:

وهنا بدأت التساؤلات التي سالتها في عنوان هذا المقال وهي مطرو حه للنقاش والتعليق

وهذا الراي يقودنا الى تساؤلات كثيره منها :هل كل فرد هزّ راسه او وقّع على المقوله مر في هذه التجربه المؤلمه؟ وهل قلع من الجذور وطعن في السكين من (ام عامر)، الضبعه المشهوره التي أكلت صديقها الانسان الذي رّق قلبه بعد ان وجدها قد اشرفت على الموت من شدة البرد والجوع؟ وهل من المعقول ان من وضع توقيعه قد اكتوى بنار من اخد بيده وآزره وقت الشدة؟ وهل يمكن ان اُطعن من إنسان وفرت له المأكل والمشرب والمسكن والحمايه..؟

هل من الممكن ان ألاقي مصير ام عامر من انسان لم اتدخل باموره الشخصية الا لمصلحته لكي احافظ على حريته وكرامته وماء وجهه وأملاكه وأسراره من ضعاف القلوب الجبناء الذين يتنكرون للجميل ويتعصبون لعائلتهم وقت الحاجة فقط وينسون الخدمات التي قدمها لهم ذاك الصديق او الزميل ؟ هل يوجد انسان بمعنى الكلمة يستطيع ان يتنكر لأعمال اخيه الإنسان الفاضل ومساعدته في مجالات كثيرة حتى ان هذا الانسان لم يذكر ولم ينبس ببنت شفة معلنا مساعدته حتى لاقرب المقربين؟ هل يمكن ان يتنكر الانسان لاخيه الانسان الذي قدم له ضريبة الضيافة حين استضافه او ضريبة الحلوان حين زوج ابنته او ابنه او ضريبة المعونه عندما تعرض لضائقه اقتصاديه؟

فاذا كانت هذه الظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا فبئس هذا المجتمع! واذا كان الذي يوافق الشاعر

قائلا : اه والله صدقت ايها الشاعر المحترم ويا وابو الآهات هذا والهمزات واللمزات ظالم لغيره فبئس هذا الرجل الذي يتمسكن وينادي بالمبادئ متنكرا لبعد أصدقائه وأقربائه عبثا وينسى انه حاسد مدعيا في كل محفل انه مظلوم مظلوم وينسى ظلمه للغير ويدعي بانه نظيف كالثلج.

واذا كان هذا النظيف كالثلج لماذا ندعو له عند موته ( اللهم نقه بالماء والثلج).

وبعد هذه الاسئلة اسأل لماذا التعميم، ولماذا التدلع؟

ان رأيي ان هناك اناس يشار اليهم بالبنان لانهم اعطوا ولم ينتظروا المقابل، لان العطاء كان قد تجذر في وجدانهم وعقولهم وقلوبهم، فالعطاء يبدأ من الابتسامة الصادقة وليس الرخيصة، ولا يستطيع هذا الانسان ان يجاهر او يّمن على احد وهناك العكس، فبئس هذا العكس.

اخي القارئ بعد قراءة هذا المقال هل ظَلمت او ظُلمت؟ وانت اليوم نادم على ذلك؟ هل انت تحتاج الى تملق او تسلق ورأس الحكمة مخافة الله؟ ولماذا تتبع اسلوب المسايره حتى تسير في ركب وفي ظل فلان او علان؟ لماذ لا تكون دغريا صادقا وتسمي الولد باسمه؟ الا تدري انك زائل وهو زائل؟ الا تدري انك تكيل في مكيالين؟ الا تدري انك تتلون كالحرباء؟ ولماذا تتنكر لنجاح غيرك وتتباكى على حظك؟ واذا كنت كذلك وتريد ان تغير مسارك الى الاحسن فما هي العوائق التي تمنعك وتسد لك الطريق؟

ارجو اخي القارئ ان تعطي رأيك وان تكتب قصه قصيره حدثت معك تنفي او تؤيد او توافق مع عنوان مقال بهذا الموضوع .

النقاش ربما يبعدنا عن اسلوب المسايره واتباع اسلوب الصراحه او  (الدوغري)

‫4 تعليقات

  1. استاذي الفاضل فؤاد كبها المحترم…حياك الباري وجمل ايامك بالحب الصادق

    ومكارم الاخلاق..

    الحياة شعلة خير سلمت لنا..علينا ان نسلمها شعلة خيرات للاجيال القادمة.

    جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة لنخلق حياة فاضلة لنا وللاجيال

    القادمة..نور شمعة خير من الف لعنة للظلام..

    جدير بنا ان نتحلى بالاخلاق الحميدة..نعمل المعروف..نسير بالعطاء الكريم..

    نتمتع بالسلوكيات الايجابية..والفكر الايجابي..لنصنع حياة فاضلة..نصبو بها

    الى التحسن المستمر..

    الحياة مدرسة..نمر ونقع باوضاع متعددة الالوان ..احيانا يغمرنا العطاء الكريم

    واحيانا تبكي العيون دمعا على مواقف جاحدة…

    واجبنا ان نسير بدروب الخير..لنعيش حياة كريمة..واجبنا ان نتحلى بطيب السلوكيات..

    استاذي الكريم..لك مني خالص الحب والتقدير..بوركت على عطائك المتواصل..جزاك الله

    كل الخيرات..

  2. الاستاذ فؤاد كبها يصور في مقاله واقع-لكي يحذر الاخرين وأن لا يندموا أو يتوقفوا عن عمل الخير-فمن يعمل صالحا لا ينتظر مقابل-ولكن المثل يقول لا تصنع المعروف في غير أهله

  3. عزيزي الأستاذ فؤاد كبها
    نصّك ذكّرني بقصيدة الشاعر إيليا أبو ماضي
    “التينة الحمقاء” التي تدعو للعطاء وللسخاء
    وإلّا – نجني على أنفسنا ونخسر!
    مودّتي وتقديري
    د. محمود أبو فنه

  4. لا تيأسن من العطاء واعرفك يا والدي لانك نبع لا ينضب وانت لا تستطيع ان تتوقف مهما حصل والى الامام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة