لست وحدك في هذا المجتمع

تاريخ النشر: 28/02/12 | 5:52

تربض فوق أعصابنا منفرات كثيرة تمر في حياتنا اليومية دون ان نبذل أي جهد للحد منها ولتحقيق أثرها فينا, في الشارع تسمع عشرات الباعة المتجولين وهم بأعلى أصواتهم للتدليل على بضاعتهم ويمتد صياحهم إمعانا في تحدي المشترين وعابري السبيل، وتمر أمام المخازن والمتاجر فترتفع أصوات المسجلات بالانغام والاغاني ما طاب وما تقرفه الاذن وكأن لعابر الطريق ليس من هم الا تشنيف الاذن والاصغاء بالسمع، وفي الطريق تعلو زمجرة السيارات، وزوامير ابواقها حتى تخال ان الدنيا في سباق أو في مطاردة، وتقف على ناصية الرصيف، فيضربك عشرات من السابلة، وتركب في تكسي وتسير خلف باص، فلا تعرف أين يقف به المسير، ويضرب بعرض الحائط أنظمة السير ، وتجلس في مكان للنزهة أو للراحة فيفرض عليك ( خنفوس ) أصاب الغرور شبابه ان تستمع ينشد أو يغني ، وتعبر الفتيات الطريق فتبدأ أعين الماجنين تجحض وتنهش أجسامهن وتلقي عليهن الالسن بما لا يحلو سماعه من ألفاظ وبذاءآت ، وتسير في الطريق فترى العجب العجاب من التصرفات والمنفرات ، فمتى تسمو بنا الاخلاق ، متى نرتفع فوق مستويات الاذى والايذاء ، متى نحفظ للناس راحة البال والاعصاب ان الامر يدعو الى علاج ولن نجده الا حين يشعر الكل فينا انه لا يعيش وحده ، بل هو في وسط مجتمع يفرض عليه واجبات ومسؤوليات.

زكريا ابراهيم العمري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة