الشيخ إبراهيم صرصور حول قضية الشهيد محمد ابو خضير
تاريخ النشر: 04/07/14 | 17:02استنكر الشيخ إبراهيم صرصور رئيس القائمة العربية الموحدة/الحركة الإسلامية ، التصعيد الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة الذي أوقع أضرارا بشرية ومادية كبيرة ، معتبرا العدوان الجاري حتى هذه الساعة : ” عدوانا يحمل أهدافا سياسية لها علاقتها بخطة نتنياهو القضاء على أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة كما يراها الشعب الفلسطيني ، ولها علاقتها أيضا بالحملة الانتخابية لحزبي ( الليكود بيتنا ) و ( البيت اليهودي ) برئاسة وزير الاقتصاد ( نفتلي بينيت ) ، خصوصا وأن استطلاعات الرأي الأخيرة بدأت تشكك في قدرة ( الليكود بيتنا ) بزعامة نتنياهو على تشكيل الحكومة القادمة ، مما سيغري اعضاء في حزب الليكود على تبني مواقف اكثر تطرفا ضد الفلسطينيين طمعا في استبدال نتنياهو .”
وقال : ” العدوان الإسرائيلي الآثم على فلسطين لم يكن مفاجئا ، فقد هدد رئيس الأركان وعدد كبير من الوزراء المقربين ( لنتنياهو ) بهذه الحرب منذ شهور . لم يكونوا بحاجة إلى مبرر ، فحاجة ( نتنياهو – ليبرمان – بينيت ) إلى حرب ترفع من أسهمهم عند الرأي العام الإسرائيلي ، وتحرف بوصلة الاهتمام من القضايا الاقتصادية – الاجتماعية الساخنة التي تعاني منها إسرائيل ، والتي هي نقطة الضعف القاتلة ربما بالنسبة لاحتمالات ( نتنياهو ) بتشكيل الحكومة القادمة ، حرفها في اتجاه ( قضايا الأمن والتهديدات الخارجية ) ، هي المخرج الذي اختارته قيادة إسرائيل لتحقيق هذه الأهداف . لم تكن ولن تكون ( إيران ) وحدها عنوانهم لهذه الحرب ، وإنما الفلسطينيون حيث تبقى الجبهة الفلسطينية الأسهل والأقل كلفة على المستويين المادي والسياسي ، بهدف حرف بوصلة الاهتمام العالمي عن القضية الجوهرية ( تحقيق الاستقلال وكنس الاحتلال ) ، إلى حق إسرائيل في ( الدفاع عن النفس !!! ) في مواجهة ( الصواريخ والاعتداءات الفلسطينية !!!!! ) . “…
وأضاف : ” كما أن حرب إسرائيل على غزة لم تفاجئنا ، فكذلك موقف الإدارة الأمريكية بقيادة ( اوباما – رايس ) لم يفاجئنا أيضا .. ( اوباما ) وممثلوه في الإدارة وفي مجلس الأمن ، أكدوا على دعمهم لإسرائيل في ممارسة حقها في ( الدفاع عن النفس !!! ) ، وإن اصدروا بيانات خجولة تدين اغتيال متطرفين يهود للشاب المقدسي ( محمد أبو خضير ) ، الأمر الذي أربك الحملة الاسرائيلية للتحضير لحربها القادمة ، والذي يعني الضوء الأخضر لإسرائيل بشن حربها على فلسطين وقتل المواطنين الآمنين كما حصل في حروبها السابقة ابتداء من حرب ( الجدار الواقي ) وانتهاء بحرب ( عمود الغمام ) . ( أوباما ) الذي عمل ( نتنياهو ) على إفشاله في فترتيه الرئاسيتين وفي جميع المجالات ، وحرض عليه داخل الكونغرس وفي الاعلام الامريكي ، يعمل على مساعدة الأخير في حربه على حساب الدم الفلسطيني والمقدرات الفلسطينية . هكذا تسير الأمور في زمن ما زال العالم العربي يغوص في اوحال اوضاعه الداخلية بسبب انظمته الفاشية والمجرمة .”…
وأشار : ” لا نشك للحظة في أن إسرائيل بكل جبروتها لن تهز شعرة في رأس طفل فلسطيني ، كما أن اغتيالاتها لقيادات الشعب الفلسطيني ، وطغيان قطعان المستوطنين وحربهم الخاصة ضد كل ما هو فلسطيني ، لن توقف زحفه نحو تحقيق حلم الاستقلال وكنس الاحتلال ، والتاريخ القريب والبعيد أكبر شاهد على هذه الحقيقة ، إلا أننا مع ذلك لا بد أن نؤكد أن المصلحة الفلسطينية العليا تقتضي أن يتصرف المجموع الوطني الفلسطيني في فلسطين عموما وفي غزة خصوصا ، بحكمة ومسؤولية وبعد نظر ، خصوصا وأن مدن وقرى ومخيمات القطاع ما زالت تعاني الأمرين من حروب إسرائيل عليها ، ومن استمرار الحصار الخانق عليه منذ العام 2007 . مع تأكيدنا على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه أمام أي عدوان إسرائيلي ، فإننا ننصح بالعمل على سحب البساط من تحت أقدام القيادتين الإسرائيليتين السياسية والعسكرية ، والعمل على منع اتساع الحرب على قطاع غزة ، ولمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها . فإن التزمت إسرائيل بوقف عدوانها فقد تحققت المصلحة ، وإلا يظل من حق الفلسطينيين الدفاع عن النفس من خلال قرار جماعي في الزمان والمكان المناسبين . “…
وأفاد بأنه : ” أصبح واضحا من خلال تجربة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي ، أن إسرائيل ليست بحاجة إلى مبررات لشن عدوانها ، إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل أن هنالك قواعد للعبة السياسة والحرب ، ولا بد من أخذها بعين الاعتبار في إدارة الصراع حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا . الظروف الإقليمية ( الوضع العربي الرديء ) ، والدولية ( الانحياز الأمريكي والغربي ) لإسرائيل ، لا يمكن أن يصب في مصلحة فلسطين . وعليه اتفق تماما مع دعوة الفصائل إلى استمرار العمل بالتوافق الوطني بخصوص التهدئة ، الأمر الذي سيضع إسرائيل في موقف أكثر حرجا ، وسيعطي الفلسطينيين متنفسا لتعزيز الصمود ولمزيد من حرية الحركة على الساحات المختلفة . ” ..
وأكد الشيخ صرصور على أن : ” أوضاع الشعب الفلسطيني الحالية تشكل فرصة ذهبية من المفروض أن تدفع قيادات الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الاجتهاد في اتجاه تنفيذ استحقاقات اتفاق المصالحة الموقع . تجاوز هذه المرحلة على قاعدة الثوابت والرؤية الواقعية لما وصلت إليه القضية ، سيعزز الوحدة الوطنية ، وسيجعل حلم إنجاز التحرير والاستقلال أقرب من ذي قبل ، وعليه فلا بديل أمام القيادة الفلسطينية إلا التركيز على أولوية الوحدة الوطنية وإنجازها في أسرع وقت ممكن من أجل الانطلاق نحو مرحلة انتزاع الحقوق والبناء ، خصوصا ونحن نرى الاصطفاف الإسرائيلي المتطرف ، وسعي إسرائيل الحثيث إلى مزيد من التصعيد . “..
في سياق متصل أظهر استطلاع للرأي العام في إسرائيل تراجع شعبية كتلة الليكود بيتنا ، مقابل ارتفاع شعبية أحزاب العمل والبيت اليهودي وميرتس.
وأجري الاستطلاع، الذي تم نشره الجمعة 4-7-2014 ، لصالح قناة الكنيست التلفزيونية، قبل يومين وفي أعقاب جنازة المستوطنين الثلاثة الذين اختطفوا قبل ثلاثة أسابيع .
وأظهر الاستطلاع تراجع كتلة الليكود بيتنا من 31 نائبا في الكنيست إلى 28 نائبا، فيما ارتفعت قوة حزب العمل من 15 نائبا إلى 21 نائبا .
كذلك ارتفع عدد نواب حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف إلى 18 نائبا فيما يمثله في الكنيست اليوم 12 نائبا ، بينما ضاعف حزب ميرتس تمثيله من 6 نواب إلى 12 نائبا .
في المقابل ، تراجع تمثيل حزب ( يوجد مستقبل )، وفقا للاستطلاع، من 19 نائبا إلى 13 نائبا . كذلك تراجعت قوة حزب شاس من 11 نائبا إلى 7 نواب ، بينما حافظت كتلة ( يهدوت هتوراة ) على عدد نوابها السبعة.
وتبين من الاستطلاع أن الكتل العربية حافظت على قوتها الحالية في الكنيست وبدون أي تغيير .
وتراجعت قوة حزب ( الحركة ) برئاسة تسيبي ليفني إلى نصف قوتها في الانتخابات من 6 نواب إلى 3 نواب ، فيما يظهر من الاستطلاع محو حزب (كديما) عن الخريطة السياسية الإسرائيلية …