القدس بحاجة إلى برنامج عمل مدعوم بإرادة شعبية
تاريخ النشر: 01/03/12 | 0:30أكّد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال خطيب أنّ مؤتمر الدوحة اعتمد في توصياته الأخيرة مداخلات الحركة الإسلامية، منها ما يخص منظمات المجتمع المدني ومنها ما يخص دعم وتعزيز دور الطلب الأردني بترميم وبناء طريق المغاربة وليس الاحتلال الإسرائيلي. مؤكداً أنّ “القدس ليست بحاجة إلى مزيدٍ من المؤتمرات وإنما تحتاج إلى برنامج عمل يتطلب إرادة سياسية مدعومة بإرادة شعبية”.وعاد وفد الحركة الإسلامية الذي الثلاثاء (28/2) الذي شارك إلى جانب وفودٍ من الداخل الفلسطيني من مختلف الأحزاب والحركات السياسية تقدمها رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الأستاذ محمد زيدان، في المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي عُقد في العاصمة القطرية الدوحة يومي الأحد والاثنين (26-27/2). وضم الحركة الإسلامية كلّ من الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية والسيد علي أبو شيخة مستشار الحركة الإسلامية لشؤون القدس والأقصى والدكتور سليمان إغبارية رئيس صندوق الإسراء.
وقال الشيخ الخطيب لـ “مؤسسة الأقصى”، أنّ القدس ليست بحاجة إلى مزيد من المؤتمرات بحيث أنّها مُشبعه بل مُتْخمة بمن يتحدث عنها في المؤتمرات والمحافل”، مؤكداً أنّ “القدس تحتاج إلى برنامج عمل يتطلب إرادة سياسية مدعومة بإرادة شعبية، ومطلوبٌ مواقفَ من القادة والزعماء العرب بضرورة أن يبادروا إلى مشروع عمل مسانَدِينَ بالحضور الشعبي الذي بات مباركاً في هذه الأيام”.
وأضاف أنّ “التوصيات التي كانت في المؤتمر، كلها مباركة وكلها إيجابية ولها قيمة دون استثناء أي توصية من التوصيات ولكنها ستبقى حبراً على ورق إذا لم تجد من يحملها ليطبقها على أرض الواقع وهذا ما تحتاج إليه القدس وإلا فهذا المؤتمر سيكون رقماً ضمن أرقام كثيرة من المؤتمرات بدءًا من المؤتمر الأول الذي تأسس فيه منظمة المؤتمر الإسلامي بعدَ حريق المسجد الأقصى المباركِ في العام 1967م، هذه سنوات تقرب من خمسة وأربعين سنة، القدس فيها تعاني فلذلك القدس تحتاج إلى من يحمل راية العمل وليس من يظل يحمل راية المؤتمرات ولا الاستنكارات ولا الشجب”.
وحول برنامج المؤتمر، قال: “الكلمات الرئيسية كانت افتتاحية لأمير قطر ورئيس السلطة الفلسطينية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وهذه كانت الاحتفالية، وفي نفس اليوم وفي اليوم التالي كان هناك تقسيم لأربع ورشات عمل كلّ عددٍ من المشاركين شاركوا في ورشة عمل وهذه الورشات ناقشت القضايا منها قضية الانتهاكات للمسجد الأقصى والقدس وقضية القانون الدولي ومحاولة مواجهة إسرائيل عبر هذا القانون، جمعيات المجتمع المدني ودورها وتأثيرها في مواجهة الاحتلال”.
وأضاف: “شارك كّل واحد من وفد الحركة الإسلامية في واحدة من ورشات وكانت لنا مداخلات مباركة وأعتزّ وأقول أنّ من مداخلاتنا من تمّ اعتماده في التوصيات الأخيرة في المؤتمر منها ما يخص منظمات المجتمع المدني ومنها ما يخص دعم وتعزيز دور الطلب الأردني أن يقوموا هم بترميم وبناء طريق باب المغاربة وليس الاحتلال. هذا الاقتراح منا ولاقى إقبال وقبول حتى كان فيه مباركة من الوفد الأردني الذي ثمّن هذا الموقف من طرفنا ونحن فعلاً نؤكد على أنّ الأردن هي من يجب باعتبارها تمثل الحضور الإسلامي والسيادة الإسلامية من خلال دائرة الأوقاف ولجنة الإعمار وليس الاحتلال كلّ مشاريعه ننظر إليها بمكر وبدهاء وبأنها تُخفي خلفها كلّ معاني إحتلالية تريد إيقاع الأذى بالقدس والمسجد الأقصى”.
ورداً على سؤالٍ فيما طالب به الشيخ بتحويل الأقوال إلى أفعال وطبيعتها، قال: ” تتفاوت الأفعال بين أداء السياسي حازم وقوي وصريح تقوم به الحكومات العربية بين أداء شعبي ضاغط وكما رأينا في الفترة الأخيرة بما حصل بتظاهرات في مصر وغيرها وقاد إلى تأجيل هدم باب المغاربة ولا أقول إلغائه لأنّ نوايا الشر ما تزال موجودة في الحكومة الإسرائيلية”. وأضاف: “إنّ أساليب العمل يجب أن تتحول إلى معطيات عبر تنفيذ مشاريع لدعم صمود أهل القدس في وجه المخططات الإسرائيلية، هذه كلها مع بعضها البعض إلى جانب الأداء الإعلامي تشكل السد الذي يقف أمام غول الاحتلال والاستيطان الذي يتجذّر كلّ يوم كالسرطان في جسم القدس الشريف”.
وحول اقتراح محمود عباس بزيارة الزعماء العرب لمدينة القدس، قال: “إنّ هذا اقتراح لا محل له، بل هو اقتراح تافه يُعبّر عن شخصية ما تزال شخصية الضعيف الذي ليس بيده ما يعمله”، مضيفا: “إن كان هو يريد أن يأتي بالزعماء العرب لزيارة القدس تحت الاحتلال، فهذا بتقديري زيادة فعل في مواقف التطبيع وليس كما قال هو إنّ زيارة السجين ليس معناه أن الرضى ببقائه في السجن”. وأكّد أنّ “المفارقات كبيرة جداً والتشبيه في غير محله، بحيث يجب أن نحرر هذا السجين وليس أن ندغدغ مشاعره وعواطفه بين مرة ومرة عبر زيارتنا له”.
وحيى الشيخ كمال خطيب مطالبة أمير قطر بنقل قضية القدس إلى مجلس الأمن لكي يتخذ فيها وهو توجه متقدم. وقال: “لكن ماذا يُمكن أن يفعل لنا مجلس الأمن وله قرارات واضحة وللجمعية العامة قرارات واضحة من العام 1948م وحتى الآن، وأمام الصلف الأمريكي والعنجهية الإسرائيلية، كلّ هذه القرارات ما تزال حبراً على ورق”.
وأضاف: “لكن حقيقة أن يقوم زعيم عربي الآن بطرح هذا الموضوع وإعادة تجديده لا يمكن إلا أن نصنفه خانة الإيجابية ولكن كما سبق وقلت فنحن أمام موقف مجلس الأمن القريب نهاية شهر أيلول الماضي. بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية واستخدام الفيتو الأمريكي هذا يجعلنا ننظر متشائمين إلى مجلس الأمن وإلى هيئة الأمم المتحدة وإلى كلّ هذه المحافل الدولية التي ما تزال إلى الآن خاضعة الاملاءات الغربية والأمريكية على وجه الخصوص”.
ورداً على الانتقادات بخصوص مشاركة الحركة الإسلامية في المؤتمر، قال: “أتفهم حرص الأخوة والأخوات على صفاء موقف الحركة الإسلامية ولكنني أقول لهم: الحركة الإسلامية يجب أن لا تغيب عن أي موقع”، مؤكداً “إننا ذهبنا إلى المؤتمر بحمد لله متسلحون بمشاريعنا ومتسلحون بعملنا اليومي”، وأضاف: “سافرنا إلى المؤتمر يوم الجمعة وقبلها بيوم الخميس كنا مع الأخوة في الرباط في المسجد الأقصى”.
وتابع: “الحركة الإسلامية تشارك في المؤتمرات التي يجب أن لا تغيب عنها حتى لا تبقي المجال أمام من يريدون أن يتاجروا باسم القدس ومن يريدون أن يجعلوا القدس وسيلة لمطامعهم الشخصية”.
واستطرد قائلاً: “الفارق كبير بين من يقول وبين من يقول ويفعل، نحن نقول ونحن نفعل والحمد لله، لذلك نحن ذهبنا باعتزاز ووجدنا أمامنا مواقفنا وإنجازات الحركة الإسلامية وأبناءها عبر الإعجاب والإكبار الذي يُكنه كلّ من يعرف هذه المشاريع وكانت على لسان حال كلّ المشاركين، في الحديث عن مسيرة البيارق ومشاريع الإعمار وغيرها من المشاريع”.
وقال: “لذلك ليست سياساتنا المؤتمرات وإنما سياستنا العمل وفي نفس الوقت أن لا ندع أي ميدان إلا ونكون فيه ونقول كلمتنا ونحن رافعين رؤوسنا تسبقنا مواقفنا وليست مجرد شعارات نرفعها”.
تقرير: عبدالله زيدان , “مؤسسة الأقصى”