الفتى الصالح
تاريخ النشر: 06/07/14 | 13:19أنس فتى لطيف يحب الخير للجميع شاهد ذات مرة كتابا شيقا في إحدى المكتبات وقرر شراءه وراح يدخر بعضا من مصروفه ليشتري به ذلك الكتاب ولما اجتمع له ما يكفي من النقود حملها وسار نحو المكتبة فرحا كانت قدماه مسرعتين تكاد لا تلامسان الارض وبدا سعيدا مبتهجا وكأنه يطير بغير جناح وبينما هو في طريقه لفت انتباهه طفل صغير يقف عند النهر كان الطفل رث الثياب بيكي بكاء مرا فيصدر عنه نواح كالأنين وكأنه فقد شخصا عزيزا عليه رق قلب أنس لهذا الفتى الصغير واقترب منه مواسيا وسأله لماذا تبكي أيها الفتى الصغير ؟؟؟؟
فتأثر الطفل عندما شعر أن هناك من يهتم لأمره فازداد بكاؤه
قال أنس بالله عليك أخبرني مابك فلربما أستطيع مساعدتك
قال الفتى الصغير لقد عملت طوال النهار بجد ونشاط عند أحد الباعة لأحصل على قطعة نقود تعينني على سد رمق أخي ورمقي لأننا يتيمان وليس لنا من معين إلا الله لكن قطعة النقود أفلتت من يدي وأنا أفكر بالطعام الذي سأشتريه وتدحرجت نحو النهر وسقطت فيه
قال أنس لاتحزن ياصديقي سأساعدك على التقاطها من النهر.
وتقدم أنس نحو حافة النهر المتدفق وجثا على ركبتيه على رمال حافة النهر فأحس أن الرمال تغوص تحت ثقله وأحس بان شيئا قد تحرك تحت ركبتيه فنظر فرأى سرطانا صغيرا يفر هاربا من تحته ولكنه لم يهتم لذلك وتابع بحثه عن قطعة النقود المفقودة بين الأحجار المتناثرة في قاع النهر لكنه لم يعثر على شيء وعندما يأس من ذلك تقدم نحو الطفل وربت على كتفيه وقال له لاتحزن يا صديقي الغالي خذ هذه نقودي التي ادخرتها كلها لك وأرجوك أرجوك أن لاتبكي ولا أريد أن أرى دمعة على خدك.
جمدت الدمعة في عيني الطفل الصغير وشع فيهما بريق السعادة والأمل وانقلب الحزن فرحا والبكاء ضحكا واندفع نحو أنس يعانقه ويشكره على معروفه الكبير ومضى بسرعة من أجل ان يحضر الطعام لأخيه وهو يدعو بالخير والمحبة لصديقه الجديد أنس ولمعروفه .
قال أنس في نفسه أشعر بالسرور لأنني أستطعت أن أحول الدمعة الى بسمة واليأس الى أمل وسوف أدخر من النقود ثانية لأشتري ذلك الكتاب.