الاحتلال يفسد زينة رمضان في بعض أحياء القدس القديمة
تاريخ النشر: 06/07/14 | 15:53رغم الآلام التي تحل بالمقدسين من ممارسات الاحتلال غير الأخلاقية بالقدس إلا أنهم أصروا على أن لا يتركوا البهجة بقدوم رمضان من غير أن تتزين المدينة المقدسة لاستقبال ضيوفها الكرام من أنحاء الوطن .
في مشهد لم يعد غريبا على همجيته ؛ أقدمت عناصر من الاحتلال في القدس على تحطيم الزينة في شوارع القدس القديمة خصوصا في حي باب حطة , التي يحاول الاحتلال النيل من أبنائه الذين يدافعون عن مدينتهم من هجمات المستوطنين ويزج بالعديد منهم في السجون بتهمة مقاومة الاحتلال .
وقالت مؤسسة القدس للتنمية في بيان لها تعقيبا على هذه العملية ” إن ما يقوم به جنود الاحتلال في القدس يعكس الثقافة العدوانية التي تدرّس لهم بالانتقام من العرب بكل الوسائل المتاحة , فنجد أن الاحتلال يريد أن ينتقم من كل ما هو مقدسي وفلسطيني بغض النظر عن العمر والجنس فما قام به المستوطنين من إحراق وقتل للشهيد محمد ابوخضير يدل على أن اذرع الاحتلال تطلق العنان للمستوطنين والجيش لعمل ما يروق لهم ضد الفلسطينيين .
وتابعت ” ان ثبات ورباط أبناء القدس وتحديهم لمخططات الاحتلال تلجم المؤسسة الاسرائيلية بالكف عن التشدق أمام العالم بالديمقراطية التي لم يبقى منها في اسرائيل سوى اللفظ , فهل هذا العمل هو بداية لهوليكوست إسرائيلي ضد الفلسطينيين !! ” .
في كل عام يزين المقدسيين حاراتهم وحوانيتهم ومنازلهم بالاضواء الجميلة والفوانيس المضيئة , وبالإضافة الى الزينة تجد العديد من المقدسيين في أزقة البلدة القديمة يقدمون القهوة والتمور من أمام منازلهم لضيوف القدس والمسجد الاقصى , فبعد صلاة التراويح يخرج المصلين من أبواب المسجد الاقصى باتجاه ابواب القدس فيجد في باب حطة مثلآ اعداد من الشبان يقدمون القهوة العربية الرائعة برائحة الهيل واخر يقدم التمر ،وفي أزقة القدس أيضا هناك من يقدم الماء وبعضهم يقدم الفاكهة .
وتتنافس حارات البلدة القديمة على من يبدع في عمل الزينة أكثر وبإشكال وصور مميزة تجلب الزائر للقدس وكأنه يسير في مهرجان للأنوار , ففي باب حطة احد أبواب المسجد الاقصى تظهر الإضاءة بقالب جديد يختلف عن كل عام وبأشكال رائعة الجمال من الفن والأناقة المتميزة كأنها لوحة فنية , وقد تحدثنا الى احد سكان الحي في باب حطة وهو مشارك على عمل التزين لرمضان كل عام , حيث قال “إننا نطمح بان تكون القدس جميلة بحاراتها وبأهلها لتعكس تمسكنا بارضنا وبيوتنا في القدس ، ووقوفنا في وجه الهجمة الشرسة من الاحتلال لتهويد المدينة , وقال نحن نأسف هذا العام لإطفاء الاضواء حيث أن أهل الحي قرروا الحداد على شهيد شعفاط وبعد الدفن سوف نضيء المكان ” .
أما في باب وسوق القطانين فتتمازج حجارة الحضارة الاسلامية الفاطمية مع الأضواء الجميلة في جو من البهجة تتلألأ فيها وكأنها ورود في حديقة رائعة الجمال , ويقول أصحاب المحلات في السوق إنهم يقومون بالزينة كل عام لأنهم يحبون أن يشاهدوا زوار المسجد الأقصى وقد بدت الابتسامة على وجوهم وخصوصا الأطفال الذين يجدون الكثير من الألعاب والزينة لديهم , وهو موسم يستحق من جميع المقدسيين أن يحافظوا عليه وعلى ضيوف الرحمن , حيث ينتظرونه كل عام في ظل الأحوال السيئة التي يعيشونها , ويقول احد أصحاب المحلات في سوق القطانين إن الاحتلال يشد من الخناق علينا من اجل دفعنا لترك محلاتنا وبالتالي تهويد السوق القريب من ساحة البراق , وفي كثير من الأحيان يتم إغلاق باب القطانين مما يجبرنا لإغلاق محلاتنا , ولكن لن تثنينا القوانين الاحتلالية وسوف نبقى رغم كل الآلام والقمع صامدين في مدينتنا.