مؤسسة القدس للتنمية: الفقر يداهم المقدسيين
تاريخ النشر: 06/07/14 | 15:58قالت مؤسسة القدس للتنمية في دراسة بحثية خاصة بها إن أحوال المقدسيين تتزايد المعيشية سوءا في كل عام , حيث يقبع ما يزيد عن ربع مليون من المقدسيين تحت خط الفقر ) يعانون من الفقر المدقع، ومن أفق تشغيليّ محدود جدًّا، ومن جهاز تعليم مهمل وضعيف، ومن تغيب للبنى التحتيّة المادّيّة والاقتصاديّة التي تحتاجها المدينة .
وتابعت ، إن الحكومات المتعاقبة في اسرائيل تدفع إلى تهميش السكان المقدسيين عن الحياة الاجتماعية لسكان المدينة التي تسعى الى تهويدها وإفراغها من سكانها العرب , بحيث تصبح عاصمة يهودية كما يريدونها .
تشير الدراسة الى إن انزلاق المزيد من العائلات الفلسطينيّة المقدسية إلى دوائر الفقر بوتيرة متسارعة ؛ يخلق العديد من المشاكل الاجتماعية التي تفكك النسيج العائلي مما يدفع نحو الجريمة والهبوط الأخلاقي , وبالتالي تقليص عدد السكان حيث إن السياسة الإسرائيليّة التي دفعت نحو هذا التدهور في الوضع الاجتماعيّ ، والانتهاك المتكرّر لحقوق السكّان تركت أثرها الواضح على الوضع الاقتصادي بين المقدسيين وزيادة نسبة الفقر .
وأضحت ان البطالة بين سكان القدس التي يبلغ عددهم 370000 نسمة هي من مسبِّبات أحجام الفقر البالغة وهي نتاج السياسات الإسرائيليّة ، والمعوّقات التي تقف أمام أغلبية سكّان المدينة. إن الكثير من العائلات الفلسطينيّة التي تعيش في دائرة الفقر تعاني من البطالة ومن التشغيل الجزئيّ (أي التشغيل بوظائف جزئيّة). في أحيان كثيرة، لا يحصل حتّى من يعمل بوظيفة كاملة على مقابل مادّيّ لائق ، وبالتالي يجب صعوبة بالتكيف مع هذا الوضع حيال هذا الوضع غير الطبيعيّ ، يُلزم القانون الدوليّ ، دولة الاحتلال التدقيق في مسألة منح الحقوق للسكّان المقدسيين تحت الاحتلال وإيجاد حلول خاصّة على ضوء الوضع السياسيّ.
على الرغم من ذلك ، مارست السلطات والبلديّة والحكوميّة منذ احتلال القدس عام 67 حتى الآن سياسات تميزّت بالإهمال والانتهاك الخطير لحقوق السكّان الأساسيّة في القدس , وفي السنوات الأخيرة ، حصل تدهور آخر في حالة سكّان القدس الشرقيّة الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة ، وذلك بعد بناء جدار الفصل العنصري ، وعزل القدس الشرقيّة عن الضفّة الغربيّة التي كانت شريانا أساسيا للقدس بفضل السياحة والتجارة بينهم . ولكن تأثّر المقدسيون الذين يعملون في الزراعة ، والتجارة بالحاجات الغذائيّة من إقامة جدار الفصل العنصري ، ويواجهون صعوبات جمّة في المتاجرة مع الضفّة الغربيّة .
أصبح سوق العمل في القدس الشرقيّة معزولاً بسبب وضعها الخاصّ، وأصبحت فرص تطويره بالغة الندرة. تتواجد في القدس الشرقيّة منطقة صناعيّة واحدة، وهي مهدَّدة اليوم بالإغلاق. تنتشر المنطقة الصناعيّة وادي الجوز المجاورة للبلدة القديمة في عدد قليل من الشوارع، وينتشر فيها عدد محدود من الصناعات، وعلى رأسها ورش تصليح السيّارات. يقدَّر عدد الورشات في مجالات السيّارات والكراجات التي يملكها الفلسطينيّون بـِ 162 ورشة، وتقع اغلبها في منطقة وادي الجوز وفي بعض الشوارع الأخرى في أحياء متفرّقة.
التعليم والتحصيل العلمي
ان جهاز التعليم في شرقي القدس يقع ضمن مسؤوليّة وزارة التربية والتعليم ومديريّة التعليم في القدس ، وهو يعاني من إهمال خطير وميزانيّات متدنّية، ومن الاكتظاظ والنقص في الغرف التدريسيّة، ومن مشاكل أخرى كثيرة. بحسب بيانات مديريّة التعليم في بلديّة القدس يبدأ تسرّب أعداد كبيرة من الطلاّب الفلسطينيّين في سنّ مبكّرة. 40% من طلاّب الصفوف الثانية عشرة الفلسطينيّين في القدس لا ينهون 12 سنة تعليميّة، ولا يحصل على شهادة الثانوية سوى جزء بسيط .
إن الفرص القليلة التي يحصل عليها المقدسيين في مجالات العمل والتعليم ساهمت في زيادة الفقر الذي يخلق الإحباط في النفوس , في ظل كل تلك المعطيات نشأت طبقات من العائلات الفقيرة وأصبحت تزداد في كل عام مما يدل على أن الاحتلال يعمل بكل قوة لتحقيق الهدف في القدس .
إن العديد من مؤسسات العمل الاجتماعي في القدس تحاول العمل على اغاثة السكان المقدسيين لكن الاحتلال يقف في وجهه المؤسسات من خلال الإغلاق والتضييق لدفعهم على ترك العمل الاجتماعي الاغاثي للمقدسيين ومؤسسة القدس للتنمية هي من المؤسسات الرائدة في هذا المجال التي قام الاحتلال بإغلاقها أكثر من مرة بسبب البرنامج الاجتماعي والاغاثي التي تتبناه في القدس .
لقد رصدت مؤسسة القدس للتنمية حالات الفقر المختلفة بالقدس من خلال البحث الاجتماعي حيث وجدت العديد من العائلات المقدسية التي لا يوجد لديها الحد الأدنى من العيش الكريم فهناك من العائلات لديها أطفال ولا يوجد لديها دخل كافي حتى لشراء المواد الغذائية الأساسية وتعيش فقط على اقل من 2000 شيكل المبلغ الذي لا يكفي لدفع فواتير الكهرباء والماء وضرائب الاحتلال .
وتقول لنا إحدى الأرامل التي تعيش لوحدها بعد وفاة زوجها – الذي توفي قبل عام تاركا خلفه ابنتين ؛ الاولى4 سنوات والثانية سنة ونصف ولا يوجد لها معيل سوى الله تعالى – إنها في رمضان قد أفطرت في اليوم الأول على حساء فقط وأطفالها ليس كباقي الأطفال ولا تستطيع شراء الحلوى والألعاب .
إن الكثير من العائلات لا تستطيع أن تصرح عن حالتها الاجتماعية والفقر التي تعيش فيه بسبب كرامتها وتفضل السكوت على مد يديها والسؤال , مما دفع مؤسسة القدس للتنمية التحري عن هذه العائلات والعمل على مساعدتها ضمن ما هو متاح .
إن الاحتلال هو المسئول الأول عن الفقر في القدس وهو يعمل بصورة ممنهجة من اجل ازدياد الفقر لحمل المقدسيين على ترك مدينتهم , والرحيل وبالتالي يكون قد استحوذ على المدينة المقدسة لتصبح لا قدر الله فارغة من سكانها المقدسيين