نحو إثراء الأجواء الأدبية عبد الخالق أسدي
تاريخ النشر: 08/07/14 | 11:50تم في قاعة المجلس الوطني الملي الأرثوذكسي في حيفا وبحضور 107 أدباء وأديبات انتخاب الأستاذ فتحي فوراني رئيسا لاتحاد الأدباء الفلسطينيين في هذا الوطن يوم الخميس الموافق 19.6.2014 تحت شعار “نحو اتحاد أدباء يتعدى الفئوية ويليق بحركتنا الثقافية”.
إن هذا الانتخاب يليق بكاتبنا الإبداعي المتألق في سماء الأدب والثقافة والكتابة والتأليف فهو صاحب الباع الطويل في كتابة المقالات المتعددة الجوانب وصاحب المؤلفات الجديرة بالاهتمام والقراءة.
وفي يوم الخميس 12.6.2014 أقيمت احتفالية ثقافية لإشهار كتابه “بين مدينتين” التي تمثل سيرته الذاتية في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسي في حيفا بحضور كوكبة من الأدباء والشعراء والكتاب بدعوة من نادي حيفا الثقافي ودار “راية” للنشر والترجمة وهذا بحق تكريم لكاتبنا المتواضع خلقا واللطيف أدبا والمرهف إحساسا والهادئ سلوكا.
ومن مؤلفاته الإبداعية صدر له “دفاعا عن الجذور” يدافع فيها عن الأوقاف الإسلامية وحقوق المسلمين في فلسطين السليبة منذ عام 1948 في حيفا وتحرير الأوقاف الإسلامية وهو يتطلع الى البحث والدراسة عن جميع الأوقاف الإسلامية في البلاد عامة في دراسة مستقبلية.
كتابه الثاني “مسيحيون ومسلمون تحت خيمة واحدة” وكان لي شرف استضافته في جمعية إبداع للفنانين التشكيليين العرب في كفر ياسيف في ندوة ثقافية حول هذا الكتاب الذي يدعو فيه الى المحبة والأخوة الدينية “لنجعل من المناسبات الدينية أعيادا وطنية”.
وكتابه الثالث “بين مدينتين” الذي يمثل سيرته الذاتية منذ الطفولة حتى اليوم بين ثلاث مدن لا مدينتين فقط.ففي مدينة صفد تمتد جذوره الأولى بأهله وذويه التي لا يعيها بطفولته المبكرة ويسمع عنها من الآخرين وينتقل كلاجئ في الوطن من صفد الى الناصرة بعد النكبة عام 1948. (لنا يا ابا نزار عائلة الأسدية حارة في صفد تسمى حارة الأسدية في القسم الشمالي الشرقي من المدينة وقد هجر أهلها الى سوريا وهم على جانب عظيم من العلم والثقافة لهم مكانتهم الاجتماعية والاقتصادية ويتبوءون مراكز عالية وأطباء في مراكز طبية خاصة بهم ومجمّعات سكنية وتجارية تحمل اسمهم).
وفي الناصرة كبر وترعرع ودرس في مدارسها حتى الثانوية وتعرف فيها على شخصيات وحركات أدبية وثقافية صقلت شخصيته في جمالها الحالي
الناصرة قلب العرب النابض في هذه البلاد فيها الفن فيها الأدب فيها الثقافة فيها العلم والمعرفة ومنها انطلق الوعي السياسي والاجتماعي والوطني وشرارة الجبهة الديمقراطية بقيادة الراحل توفيق زياد ففي هذه الربوع العامرة ترعرع كاتبنا المتألق فتحي فوراني لينضم بعدها لأهل بلده الأولى صفد ممن لجأوا إلى حيفا بتشجيع من والد الشاعر والأديب عصام العباسي فحمل فتحي هموم الغربة في الوطن والهجرة المحلية ليكمل دراسته الأكاديمية في جامعة حيفا لدراسة اللغة العربية وليعمل بعدها معلما في الكلية الأرثوذكسية في حيفا يداعب العربية بقلبه وعقله وكل مشاعره فحبب اللغة لطلابه فأحبوه واحترموه وتخرج المئات على يديه معانقين الضاد بكل أحاسيسهم.
في خلال هذه المسيرة الطويلة مارس الكتابة والتأليف وقد تألق فيما كتب وفيما ألف من كتب تستحق كل تقدير واحترام ويستحق كاتبنا الكبير ان يكرم من قبل جمهوره الواسع ومن مؤسسات ومراكز تربوية وثقافية.
أيها الطائر المغرد في سماء الأدب والشعر أيها المحلق في أجواء المعرفة والعلم أيها الصداح في كتاباتك ومؤلفاتك أيها المعلم أيها المربي أيها الإنسان الذي انطلق بأخلاقيات حب الأرض والوطن المحافظ على جذوره وأصالته والمدافع عن الوقف الإسلامي وتحريره يا ناصب خيمة المحبة والتآخي بين الأديان أحييك في مدينتيك وكل مدننا وقرانا العربية التي تربيت فيها على حب الناس وعلى تربية وتنشئة الأجيال المتعاقبة، أبارك لك في قيادة الكتاب العرب الفلسطينيين في هذه البلاد بتحملك هذه المسئولية الكبيرة التي أنت عنوان لها ورمز للنهضة بها نحو إنعاش الثقافة وإثراء الأجواء الأدبية بكوادر متضلعة في الأدب والشعر والثقافة. أنت أهل لهذا المنصب الهام ويليق بك ان تقود مسيرتنا الأدبية إلى بر الأمان.
انني مع التعددية الفكرية والانطلاقات الأدبية والتنافس البناء الايجابي في هذا المجال وكم كنت أتمنى أن تتوحد كل القوى الأدبية في بوتقة واحدة لنعزز مكانتنا الأدبية في وقت يفرض علينا التكاتف والتعاضد والاتحاد،
وهذا ينطبق على العمل البرلماني في لمِّ الشمل وتوحيد الكلمة بعد رفع معدل الحسم وإخراج القوائم الضعيفة من اجتياز الحسم في المعركة الانتحابية البرلمانية، والمستقبل أمامنا مفتوح للتفاهم والتعاون.