في بيتنا شاعـر
تاريخ النشر: 05/03/12 | 4:28لا تحتاج إلى إجازة من أحد كي تكتب !
الكتابة ليست مرهونة بلقب ولا بأسوار يجب على الكاتب أن يتسلقها ولا بدروب ولا طرق الآم يتعداها أو يتخطاها حتى يصل إلى استحقاق درجة أو مرتبة من أحد مهما كانت قناعات هذا الأحد بذاته وقدراته وغيرته على الأدب وأنا هو الشاعر وبس والباقي كله خس !.
الكتابة تعبير عن تفاعل بين الإنسان وبين نفسه وكل ما ينتج عن هذا التفاعل من كلام نثراً أو شعراً إنما هو نتيجة لنبض وقلب من يكتب ولا أحد يملك أن يعترض أو يقيم أو يرفض ما ينبض به غيرة ولكنه يملك أن يُعرِض عنه ويتفرغ لكتابة نبضه هو وبالطريقة والأسلوب والكلمات التي يجدها تمثله وتعرضه على الملأ.
الشعر شعور وليس شعيراً وكل فرد يشعر بالطريقة التي يراها مناسبة له
الشعر حرية ومساحات وليس قيود وسلاسل وإطارات.
الشعر حروف وكلمات تتجمع مع بعضها البعض لتؤدي رسالة وتتضمن فحوى ومضمون لتنتج بها لوحة كلوحة الرسام تراها العيون كيفما تراها وتفهمها العقول والقلوب كيفما تفهمها أو لا تفهمها, تستعذبها أو لا تستعذبها, ترفضها أو تقبلها, لكنها تظل لوحة الإنسان كيفما يشعر بها هو وكيفما عبر بها هو عن أحاسيسه ومشاعره.
كلنا نملك حق الإعجاب أو عدم الإعجاب لكننا لا نملك أن نغلق الأبواب لأننا لا نملكها وليس لنا عليها أي أحقية أو صكوك ملكية أو تفرد !
لكل منا الحق أن يكتب ما يشاء وما يشعر به ويعبر كيفما يرى ويقدر ويملك من دواخله, ومن يكتب لا ينتظر مني أو منك أن تمنحه لقباً ولا ذهباً ولا مجداً ولا سعادة.
لا أحد منا ولد وصولجان الشعر بيده ولا أحد يملك أن يصعد برجاً عاجياً ينظر منه إلى غيره بكونه ملك الشعر الذي يأمر وينهى فالشعر ليس مملكة ولا جمهورية ولا مقاطعة ولا ولاية ولا أمارة ولا طابو لأحد على شيء.
الشعر ليس جزيرة محاطة بالماء من ست جهات لا يستطيع النفاذ إليها إلا من نال الاستحقاق مني أو منك بكوننا نرى في أنفسنا الفحولية ونعتقد أننا أهل هذه الجزيرة الذين يملكون حق السماح لغيرهم بالوصول إليها على متن قوارب الشعر التي أعجبتنا ألوانها وأشكالها وتشكيلها وتعابيرها أو عدم السماح لقوارب لا تروق لنا بالدخول إلى مياه الأدب الإقليمية ونحن فقط من يملك زمام الإعجاب أو عدمه من مناظيرنا وعيوننا وغرورنا.
الشعر قنديل أخضر كيفما يراه نزار لكن هناك ألوان كثيرة يمكن أن تكون لقناديل أخرى وبجميع ألوان الطيف وكل منا يعيش بقنديله وبزيته وبلونه الذي يستسيغه.
وإذا استطاع من يكتب أن يشعل قنديلاً بأي يلون يشاء وكان نبراساً ونوراً له واستطاع أن يضيء لغيره ومهما كان هذا الغير قليل فقد أدى جانباً ومنح دفئاً وبصيصاً من أمل وحقق من غايات الكلام ما قد انعقد وتيسر له وأدى بكلامه رسالة وحقق انجازاً ولعب دوراً في أسواق الشعر وفي ميادين الكلام.
الشعر كالخبز لكل الناس, كالهواء كالماء.
الشعر كالبحر وكل غواص فيه يستخرج من أعماقه ما قد وجد وما أعجب به وما استطاع عليه وكل غواص كانت له المرة الأولى فلماذا لا نشجعه على الغوص بدلاً من خذلانه وكسر شوكته وتحطيم عزيمته.
الاختلاف في الأذواق والطباع والرغبات هو الأساس ولا يمكن أن افرض ما أحب وما أراه مناسباً على غيري والذي استساغه الخليل بن أحمد الفراهيدي ليس بالضرورة أن أعيش بظله إلى يوم يبعثون والشعر والعروض والأوزان والبحور والقوافي والصدر والعجز والقفل كلها بأهميتها لا يجب أن تحاصر وتحصر الكاتب فيها وبالرؤية التي كانت لا يمنع من وجود رؤى أخرى تحقق أهدافاً مشابهة أو مغايرة ومن المنطقي أن نخرج كلٌ من قوقعته التي يتشبث بها ويتحسس ويتخير ما يراه مناسباً في سرده ونثره وقرضه وحتى لو كان في كل بيت شاعر أو كاتب أو أديب وهناك مساحة للجميع !
احسست وفكرت وكتبت فابدعت اخي يوسف
نعم الشعر هو احساس ومشاعر ولكل منا احاسيسه ومشاعره وكل يكتب كيف يرى وهو ليس جمهورية او مملكة ويوجد فيها من يامر وينهى الشعر من الجميع وللجميع
ولكنّ الشعر شعور وذوق وموهبة.فلا يمكن أن يكون هذا المجال لكلّ من يعرف ومن لا يعرف…أقرأ أحيانًا ما يسمّى شعر وأستغرب من صاحبه كيف رضي لنفسه أن ينشر ما يهذي به ؟؟؟!!! وللأسف أدخل بعض البوّابات الأدبيّة باحثًا عن قصيدة أو أرجوزة فلا أجد إلّا “التخبيص” المؤذي للعين والسّمع والذوق الرفيع…فمتى يا ترى يستيقظ أصحاب هذه الأقلام ليرحموا القرّاء؟؟؟
أنا لا أريد أن أقف حجر عثرة أمام الآخرين ,والّذين يرون أنّ من حقهم التجربة ,ولكن لا يمكن أن تستمرّ بهذا المستوى قصيدة بعد أخرى وأنت تراوح مكانك وتقول : من حقّي أن أجّرّب …..وأنا أقول :ومن حق ّ القارئ أن ينتقد الأعمال الهابطة الّتي لا ترقى إلى أدنى مقوّمات الشعر .لأنّ ذلك أذًى لأدبنا وثقافتنا وشعورنا .
استاذي الفاضل ..حياك الباري وكحل دروبك بالعطاء الكريم..
مقالتك جوهرية المعاني..تهدف الى تشجيع الكتابة ..وتخص بالامر نظم الشعر.
كلامك ورايك جميل ..وجدير بنا ان نشجع الجميع على الكتابة..هذا الامر يسهم
كثيرا بزيادة القراءة والمطالعة..يمنح الكتاب الثقة والعزيمة للتالق ..
تحية – عندما يتخلى الانسان عن محاصرة نفسه بالاسماء والمسميات في الاشياء تنتهي مصيبته ويوقف الساقية التي يلف حولها أو يتوقف عن الدوران حولها , عندما يلقي بنظارته السوداء وعندما يكف عن البحث عن القبح في كل وردة والجمال في كل شوكة , عندما يرى …غيره يلبس قميصاً ويكف عن التقزز من لونه وتفصيله لأن صاحبه ولابسه ارتضاه لنفسه , عندما يتخلى عن الاعتراض من أجل الاعتراض والانتقاد لأجل الانتقاد , وعندما يتخلى عن تنصيب الانسان نفسه كحامل للواء المنطق , عندما يرى أن الفكرة هي الفكرة وليست صاحبها أو كاتبها , عندما يرى الانسان غيره يفكر بطريقة أخرى عندها فقط يمكنه أن يفهم معنى حرية التعبير بعيداً عن كون ما يقدمه غيره يروق له أو لا يروق و واذا ما تضايق وغار أحدنا على مستوى الشعر مما يكتبه غيره فليطمئن نفسه وليهدىء من روعه – وليطلق على غيره ما يشاء خلا أن يجرحه بكونه سمى نفسه شاعر – أنا عن نفسي لم أطلق على نفسي أي لقب ولم أدعي أنني لا شاعر ولا كاتب ولا أديب ولا قليل أدب أنا أكتب وأسمي ما أكتبه نشر ( لا شعر ولا نثر ) ويستطيع العديد من مثلي أن يسموا أنفسهم بالنشراء – المهم أن يكون ما نكتب وننشر في دروب الخير ويكون يؤدي رسالة ويحقق شيئاً من الغايات والأهداف ولو بحجم نملة أو قملة ! الحمد لله !!