اطفال ال2000 شباب2014 بين التنشئة الاجتماعية والهوية السياسية
تاريخ النشر: 09/07/14 | 7:58تعتبر الأسرة مصدر التنشئة الأساسي في تحديد الهوية وهي المسؤولة عن اكتسابها مثل الهوية الدينية، والاجتماعية، والجغرافية، والعائلية، والسياسية، ولكن أهم القضايا التي تشغل الباحثين والمحللين هي قضية الهوية السياسية والتي اتفق الباحثون على أن عرب الداخل يواجهون أزمة حقيقية في تحديد هويتهم السياسية، كونهم يعيشون كمواطنين في دولة إسرائيل ويحصلون على بعض الحقوق ولأنهم في نفس الوقت جزء من الشعب العربي الفلسطيني.
الأحداث الأخير التي انفجرت في المدن والقرى العربية تشير وتؤكد أن المؤسسة الأولى والأهم في التنشئة الاجتماعية التي لها دور كبير في صقل شخصية أفرادها وبلورتها هي الأسرة، وهي الوكيل الذي يرعى وينمي براعم الهوية الاجتماعية والقومية، والدينية، والسياسية منذ نعومة أظافرهم.
لقد أشارت بعض الأبحاث والدراسات أن المدرسة ومنهاجها لها دور مباشر في تحديد الهوية السياسية عند الطلاب العرب في الداخل، ولكن ما نواجهه اليوم من غضب عارم وتعصب وطني من طلاب المدارس، يؤكد أن المدرسة لها تأثير أقل بكثير من الأسرة في تحديد الهوية السياسية.
السؤال الذي يطرح نفسه، إذا كان توجه الشباب العرب اليوم وفي هذه الظروف العصيبة قوميا، ووطنيا، وانتماؤهم فلسطينيا، أين كان دور المؤسسات المختلفة في تنمية ” هوية المواطنة” ؟؟ بنظري إن الإجابة واضحة هي أن الأسرة والبيئة الاجتماعية هي من تحدد الهوية السياسية.
لقد استطاع الجيل الجديد ان يتخلص من البلبلة في أمر الهوية وأن يحدد هوية له، وهي الهوية القومية ويفضلونها على هوية المواطنة لأن الأسرة زرعتها في نفوسهم منذ الصغر واكتسب الفرد الشعور بالانتماء الأسري.
الأحزاب والحركات السياسية العربية
بين البلبلة والبحث عن الهوية وبين التنشئة الاجتماعية والانتماء إلى القومية والأسرة، كان للأحزاب العربية والحركات الدينية دور في إتاحة الفرصة لهذا الجيل في الاندماج والانخراط في الفعاليات السياسية التي أفسحت لهم المجال في التعبير عن فكرهم ورأيهم وتفريغ الغضب وتحديد هويتهم السياسية وإن كانت غير متينة. وما زالت صورة تفاعل الشباب في فعاليات يوم العودة تبهج مخيلتي.
غضب جيل الآيفون له أبعاد سياسية
الأسرة العربية أنشأت أبناءها على أنهم عرب وعلى أنهم فلسطينيون، والأحداث التي بدأت منذ عام 2000 على الساحة السياسية لم تترك للجيل الجديد إلا أن يختار في ظل هذه التغيرات تحديد الهوية وتحديد وموقفه.
الجيل الجديد يسعى لتحديد هويته ومكانته في الداخل وكيف يلعب دوره داخل الدولة كمواطن من جهة، وتجاه الشعب الفلسطيني والعالم العربي من جهة أخرى، ويحاول أن يندمج في عالم السياسة للحفاظ على مكانته الاجتماعية. والغضب الذي تفجر من قبل هذا الجيل، إنما يدل على حقنه حتى طفح الكيل ونضحه بما فيه.
همسة في أذن الشباب
حافظوا على هويتكم، وتراثكم، وحضارتكم أمام زخم التجديدات والتصعيدات والتغيرات التي تواجهكم.
وتذكروا أن ممتلكات البلد قرية أو مدينة هي لخدمتكم ولخدمتنا حافظوا عليها واجعلوا غضبكم راقيا يحترمه العالم كله.
دانية خالد حجازي: مديرة جمعية سند