العالم العربي علي نايفة
تاريخ النشر: 09/07/14 | 8:05“تجلت عبقرية علي نايفة بانجازه لكل مراحل الدراسة الجامعية الثلاث في اربع سنوات ونصف، وذلك غير مسبوق الى الان في أمريكا، حسب تحقيق علمي واستقصائي “.
ابن “شويكة “، من أعمال طولكرم، استطاع ان يقهر الفقر والظروف الصعبة، وان يتبوأ ارفع المناصب العلمية في ارقى الجامعات الامريكية. نشأ وترعرع في قرية “شويكة “، وما ان انهى المرحلة الابتدائية، حتى اصر والداه على الحاقة بمدرسة الفاضلية في “طولكرم” رغم قلة ذات اليد والحيلة. فوالده، رغم عيشة الكفاف، اصر على ان يتم ابنه “علي” علمه، علما بأنه لم يكن يملك الرسوم المتواضعة والرمزية التي اقرتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية انذاك. ظهرت على الفتى علامات النبوغ، وحدة الذكاء مبكرا. ففي المرحلة الثانوية تلقته ايد عبقرية، عمدت الى تعليمه طريقة التفكيرالمثلى في العلوم، كالفيزياء والرياضيات، بعيدا عن اساليب التلقين المقيتة وحشو الدماغ، ومن هؤلاء الذين اخذوا بيد الشاب اليافع نحو العلم والتفكير الصحيح، الاستاذ عبد الملك عرفات ومفيد ابو حجله.
فبعد حصوله على الثانوية الفلسطينية، اتجه نحو الضفة الشرقية لنهر الاردن، وبالتحديد الى معان، حيث خاض غمار التدريس. لم يستمر طويلا في معان، حتى يمم نحو اربد، ليصبح ضمن الكادر التدريسي في مدرسة خاصة، ثم تركها ليتجه نحو منطقة صبحة وصبحية في المفرق مدرسا لمادة الرياضيات. لم تغب عن باله يوما فكرة اتمام الدراسة الجامعية، وما بعدها. ولأجل تحسين دخله ووضعه المادي، فقد عاد القهقرى نحو الضفة الغربية، وعين مدرسا في الكلية الاهلية في طولكرم، اضافة الى مدارس البيرة.
انها لا تمطر فقط، بل تجود، كما يقال في الامثال. ففي احد الايام، ودون ان يحتسب، فقد اعلنت جمعية خيرية عن توفر منحة دراسية الى الولايات المتحدة الامريكية، وكان ذالك في العام 1959، فحصل على المنحة، والتحق بجامعة “سانت ماتيو”، الا ان ما كان يتقاضاه من مردود مادي من هذه المنحة، لم يكن كافيا للدراسة وتدبير امور المعيشة، فاضطر للعمل كجليس اطفال. وتشاء الحكمة الالهية ان يلتقي بشخص امريكي يدعى “نيكولاس هير”، لتتغير حياته رأسا على عقب. تطوع السيد “نيكولاس” واحضر له طلب قبول من جامعة “ستانفورد” العريقة، وملأه ولم يعول كثيرا على اي رد من تلكم الجامعة.
قدر الله تعالى ان ترد تلكم الجامعة في وقت قياسي، ويتم قبوله بمنحة كاملة، وفتحت له ابواب العلم على مصاريعها، وتحسنت ظروفه المعيشية، وتفرغ للدراسة فقط – همه الازلي. ففي جميع المواد كانت درجاته كاملة، وانهى مرحلة البكالويوس في سنتين ونصف، ثم اتبعها بالماجستيرفي سنة، والدكتوراة في سنة. تلكم اربع سنوات ونصف، واصبح جليس الاطفال يحمل درجة الدكتوراة في الهندسة الميكانيكية من أرقى جامعات امريكا.
ساهم في خدمة امته العربية كثيرا، فقد اسس كلية الهندسة في جامعة اليرموك في الاردن، وانشأ برنامجا في الميكانيكا في الجمهورية التونسية، كما اسس كلية الهندسة كذلك في جامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، ناهيك عن مشاركاته البناءة والمثمرة في البحوث الهندسية في مصر وتركيا . لقد تخرج تحت اشرافه العشرات من حملة الدكتوراة في الهندسة والرياضيات والفيزياء. تم تكريم د. على نايفة بثلاث شهادات دكتوراة فخرية: روسية، بولندية، والمانية، واما الجائزة الاعظم، فقد كانت جائزة “بنجامين فرانكلين” في مجال الهندسة الميكانيكية، وهي أرفع جائزة حصل عليها العالم الفيزيائي “البرت اينشتين” من قبل.
له من المؤلفات ما ينوف على العشرة في مجال الهندسة والرياضيات والفيزياء، حيث تدرس في العديد من الجامعات داخل وخارج امريكا، كما تمت ترجمتها الى الصينية واليابانية والروسية. له الكثير من براءات الاختراع المسجلة رسميا باسمه في امريكا واوروبا والصين واليابان، كما عمل في شركتين للطيران لمدة تقارب من السبع سنوات لاجل البحث في مواضيع معقدة وصعبة في مجال الميكانيكا والفيزياء والرياضيات. كما قام بتأسيس مجلتين علميتين محكمتين احداهما في علم الديناميكا والاخرى في الاهتزاز والتحكم. احتضنته جامعة فيرجينيا الحكومية ومنحته لقب “استاذ” ورتبة استاذ مميز في الهندسة، كما منح الجنسية الامريكية، اضافة الى جنسيته الاردنية.
لم ينس أهله واخوانه الاربعة، فقد استقدمهم الى امريكا واتموا تعليمهم هم وابناؤهم وبناتهم الاربعة عشر. فنالوا احدى عشر شهادة دكتوراة، منها تسعة في الهندسة، واثنتان في الحقوق، اما البنات الثلاث فاكتفين بدرجة البكالوريوس. امد الله في عمر د. علي نايفة ونفع به الامة.
يونس عودة