زوجة الأب.. حملة تشويه بالرغم من الجهود الصادقة للتأقلم

تاريخ النشر: 06/03/12 | 15:19

كرست الصورة الاجتماعية والإعلامية النظرة السلبية لزوجة الأب باستمرار فأصبح في الوعي الجمعي أن صورة زوجة الأب شريرة في الغالب، فبقيت على الدوام في قفص الإتهام.

فكيف رسخ المجتمع صورة زوجة الأب بالسلبية لدى الأطفال؟ هل تستطيع زوجة الأب أن تحل مكان الأم؟ أمن الممكن أن يكون هناك نماذج جيدة لزوجة الأب؟.

بشار أنور شاب يعمل في توزيع البضائع، يبين أن لأبيه زوجة غير أمه، موضحا بأن زوجة أبيه أمرأة تحن عليه وعلى اخوته وتتحدث إليهم بأدب ومحبة ولا تسئ إليهم أو تصرخ عليهم، بل تدعوهم إلى تناول الطعام حتى أنها تشتري لهم الهدايا في المناسبات والأعياد. يتابع بشار بأنه لم يذكر أي إساءة بدرت من زوجة أبيه إليه أو إلى أحد من إخوانه مؤكدا أنها تعمل على راحتهم ومساعدتهم في شؤونهم بل وتقدم لهم المشورة في أمورهم اليومية.

لا يختلف حال الطالب جعفر خميس عن حال بشار، فهو أيضا قد وضعته الظروف في هذه التجربة، لكنه يقول بالرغم من طيبة زوجة أبي وأخلاقها العالية واحترامها لنا غير أنها لا يمكن ان تحل محل أمي.

أما سمير راشد المتزوج من زوجة ثانية بعد وفاة زوجته الأولى، فيرى أنه على الزوج أن يشرح لأبنائه دور زوجته الجديدة في حياتهم حتى لا تحدث أي توترات نفسية، وعليه أن يختار لهم المرأة الحنون اللبقة ذات الخلق والدين فهي تمثل الأم بالنسبة لهم بعد أن ابتلوا بفقدان أمهم بالطلاق أو الوفاة.

يؤكد سمير أن على زوجة الأب التأقلم والعمل على تكوين علاقة مع أطفال زوجها دون أخذ دور المربي الذي يمارس السلطة على الطفل ويؤدبه إن خالف الأوامر إنما عليها أن تترك دور التأديب للأب وتعمل على كسب ود الأطفال تحترم حبهم لأمهم, سواء أكانت الأم ميتة أم حية وكذلك عليها احترام بعض العادات التي عودت أطفالها عليها، متساءلا لماذا أعمتنا أخطاء بعضهن عن عطايا بعضهن الآخر؟.

‏الأربعيني زكريا صدقي الذي اكتفى بزوجة واحدة يعتبر أن المجتمع والإعلام لعبا دورا في ترسيخ مفهوم أن زوجة الأب إنما هي شريرة، وشكك في مبادراتها الطيبة لدرجة شعور زوجة الأب بالكراهية لأطفال زوجها قبل أن تراهم, كما قد تخجل من إظهار المحبة لهم لأنه لا أحد من حولها يتوقع منها أن تحب أطفالا أنجبتهم ضرتها ومنافستها.‏

يلفت بشار إلى أن ظاهرة رفض زوجة الأب وعدم تقبلها ليس لها أجوبة في مجتمعنا، على الرغم من أن الأبناء كان بإمكانهم اتخاذ زوجة أبيهم صديقة أو أمّا بديلة، منوها إلى أن هناك من زوجات الآباء من تضرب أسوأ الـمثل في المعاملة والسلوك.

بدوره يقول أخصائي علم الاجتماع حسين المجالي إن زوجة الأب قد تعرضت لحملة تشويه خلال العقود الماضية، ورفضها من المجتمع كان أمرا متبعا ومنتشرا حتى وقت قريب، لذلك كانت تجد نفسها في مواجهة مع جميع من حولها وهي ظروف لا تسمح لها بإبراز الجوانب المشرقة في شخصيتها، بل تشعرها أنها في معركة مع جميع من يرفضونها، وأن صورتها ستبقى سيئة سواء أحسنت أو أساءت.

وأضاف أن المجتمع يضع زوجة الأب في ظروف تدينها ويجعل منها مجرمة لمجرد أنها تزوجت من رجل متزوج أو كان متزوجا، وتبدأ ضرتها في الكيد لها والتشهير بها ووصفها بكل الصفات الذميمة التي تجعلها منبوذة من جيرانها وتضخم أخطاءها.

وأكد أن لزوجة الأب حقوقا شرعية أغفلها الجميع وهو ما يجب أن نبدأ بإعادته إليها، وعلى رأس هذه الحقوق حق الاحترام من جانب الأبناء لأن الله أعطاها في مقابلتهم حرمة تماثل حرمة الأم، ولذلك فإن من أهم حقوقها على هؤلاء الأبناء حق البر والصلة حتى بعد وفاة أبيهم، وألا يغمطوها حقها في الميراث بعد موت أبيهم، ولا يخرجوها من بيته طالما لم تتزوج بغيره بعده، وأن يحفظوا حرمتها وعرضها اللذين هما من حرمة وعرض أبيهم، فلا يشهروا بها بقول أو غمز، ولا يستعدوا أحدا عليها وليعلموا أن أباهم لم يخطئ عندما اختار طريقا حلالا للارتباط بها.

عن ” القدس العربي”

‫3 تعليقات

  1. قليل جدا ان تجد زوجة اب محبه وتعامل ابناء زوجها بحب وعطف وتحاول تعويضهم فقدان والدتهم. واما اذا كان الاب عديم الشخصيه امامها……فويل لاولده ولاهنه…..واكبر مثال موجود عندنا … وامام اعيننا!!!!!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة