كيــومَِ ولــدتـهُ أُمـــه
تاريخ النشر: 13/11/10 | 2:44بقلم:يوسف جمل
آباؤنا وأمهاتنا , إخواننا وأخواتنا, أبناؤنا وبناتنا … أيها الحجيج
إنه الحج الذي قال الله تعالى فيه :- ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )
أنها الرحلة ! التي تذكر بالرحيل
إنه السفر الذي يُسفر
إنه الاختبار والامتحان
إنه القصد والتوجه إلى عظيم ولا عظيم سواه
إنه التجرد من عرض الدنيا والتقرب إلى الله تعالى
إنه الجهد في تلبية النداء
إنه الوعد للنداء بالتلبية والوفاء فعلينا النداء وعلى الله التلبية والاستجابة .
انه الركن العظيم الذي يركن فيه المخلوق إلى الخالق ويسعى لتحقيق وتنفيذ وأداء فرض لكي ينال أعظم درجة وهي درجة العودة بالنقاء والصفاء كيوم ولدته أمه ويكون كمن ولد ولادة جديدة متطهراً من الذنوب مغسولاً من الخطايا .
إنها رحلة العمر ورحلة الصبر
إنه الطاعة والصدع والتسليم والخضوع
إنه اللجوء والطواف والسعي
إنه الذكر والتذكير والسعي لحسن التدبير
إنه النفير بعد يوم هو خير يوم طلعت فيه الشمس , وانقضاء فرصة بانتهاء موقف نال فيه الحاج وظفر والحج عرفة وما أعظمه من موقف بين يدي الخالق الذي يقول هؤلاء عبادي جاؤني من كل فج عميق , شعثاً غبرا , ويُشهِد الملائكة على مغفرته لهم .
إنه المبيت في مزدلفة , ليلة من أعظم الليالي ومشهد ليس له مثيل , يجِدُّ ويسعى فيه الحاج لنيل الرضا والقبول من الله والكل مشغول بنفسه بعدما شغلته نفسه في حياته بالمعاصي والتقصير في جنب الله .
أنه الوصول إلى منى والمكوث فيها في يوم النحر وأيام الرجم والتحلل .
إنه الإفاضة والسعي في المشهد الرهيب في البيت العتيق .
هذا الركن الذي يحنُّ إلى الظفر والاستطاعة والتمكين والفوز به كل مسلم ويتضرع إلى قبوله وتقبله وتحقيق الرضا والمغفرة بالدأب على تنفيذ المناسك على أكمل وجه .
إنها الأرض الطاهرة والأماكن الشريفة التي وطأتها قدم أعظم خلق الله واحتوت دعوته .
إنها الثرى الذي تشرف بجسده الطاهر وجثمانه صلى الله عليه وسلم ويا له من عظيم شرف !
ولا فسوق ولا جدال ولا رفث .
يا له من مهرجان رباني ومؤتمر سماوي تعددت فيه اللغات والرب واحد .
يا له من موقف ومقام تنوعت في الألوان والأجناس والرب واحد .
يا له من مكان تهوي إليه القلوب الملبية من كل فج عميق لرب واحد .
يا له من يوم ينفع الصادقين صدقهم والمؤمنين برب واحد .
يا له من اجتماع وائتلاف لشتى الأصناف والأشكال والأطوال والأعمار والأنساب والأحساب ولا احتساب إلا إلى رب واحد .
انه الدخول بالإحرام والخروج بالتحلل فطوبى لمن دخل محرماً ملبياً طائفاً عابداً ساعياً واقفاً راجماً مودعاً متحللاً وعائداً بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور .
أنه الرجوع إلى الدنيا والحياة والبلد والبيت والمسكن والأهل والأحباب فلتكن عودة التائب الذي أدى منسكه فرجع نقياً كيومَِ ولدته أمه وكان حجه مبرورا وليس للحج المبرور جزاء إلا الجنة .
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” من حَجَّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ” متفق عليه . (البخاري 1521، مسلم 1350) .
وروى البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .(
يعجز الانسان عن تقديم كلمه شكر …بارك الله فيك والى الامام فانا شخصيا معجبه بكتاباتك ….