أيتُها الْحَلَزونة !

تاريخ النشر: 08/03/12 | 5:23

( من وحي لوحة للفنانة التشكيلية رانيا عقل )

86 –

تأمَّلْتُ تِلْكَ اللوحة ، تأمَّلْتُها مِنْ أكثر مِنْ زاويةِ حِسٍّ وَرُؤية ، فوَجَدْتُ فيها بعضَ ذاتي ، وقد التصقتْ بالشجرة ، تشبَّثَتْ بحِذْعِها ، لِتَدْفَعَ عنها عسْفَ ريحٍ وتقلبات زمن .

87 –

أيتها الحلَزونة ! كم يدْهِشُني دَوامُ شَدْوِكِ الغرِدِ :

” بيتي على ظهري علا ” ، سأظلُّ أتمدَّدُ فيه ما طالتْ حياةٌ وبَقِيَ وُجود .

88 –

قالَ صاحِبٌ وكنا نتأملُ تلك اللوحة ، وسطَ غابةٍ تنْهَشُ شَجَرَها كَفُّ ريح ، قال :

البَقاءُ هُوَ شَرْطُ كُلِّ وُجودٍ وأوَّلُ خُطى دَرْبِ عوْدَةٍ مُؤمَّلة .

89 –

أسرَّتْ لي تِلْكَ اللوحة :

الفنُّ التشكيلي هو حِوارٌ صامِتٌ مَعَ بيئةٍ ، لا تترُكُ للصَّمْتِ مُتَّسَعاً ، وهو انبِهارُ

حِسٍّ حالِمٍ بِجمالِيّات ألْوانِ قوسِ قُزح ، وقد راحَ يَنْثُرُها في فضاءِ تِلْكَ البيئة .

90 –

أيَّتُها الحلزونة ، يا ابنة الحياة !

كمْ حلمتُ أن أحذو حَذْوَكِ ، أنْ أتعلَّمَ مِنْكِ ، كَيفَ أرسُمُ مَساراتِ حَياتي ، فأشَيِّدُ بَيْتي الدّافِىءَ الآمِنَ كَصَدَفة ، أنْعَمً فيهِ بعيْشٍ كريم ، وكُلُّ ما أطْمَحُ بِهِ هُوَ خُبْزي كفافُ عيْشي ، مَعْجونا بذَوْبِ جُهْدٍ ومَخْبوزاً بوهج عِشْق.

كتب في هذا السياق:افتتاح معرض “غائب ” للفنانة القرعاوية رانية عقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة