الشيخ إبراهيم صرصور : " النقب يقف امام مرحلة مصيرية حساسة تحتاج إلى وحدة كاملة . "
تاريخ النشر: 08/03/12 | 8:38أشاد الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، بالموقف الثابت والمهني والشفاف ( للجنة التوجيه العليا لعرب النقب ) ، وعملها الدؤوب شعبيا ورسميا ، محليا ودوليا ، أكاديميا وإعلاميا ، للتعريف بمخاطر خطة ( برافر ) ، ولحشد الدعم المطلوب من وراء الحقوق المشروعة للسكان العرب في النقب والتي تتلخص في الاعتراف بكل القرى غير المعترف بها ، والاعتراف بملكية المواطنين العرب على أرضهم وأرض آبائهم واجدادهم التي عاشوا عليها لآلاف السنين ، ورفض اللجوء الإسرائيلي لسياسة الأمر الواقع من خلال سن قانون يفرض الإرادة الإسرائيلية عل مائتي ألف عربي في النقب دون الالتفات إلى وجهات نظرهم .. كما وحذر من مغبة الدخول في نفق المزايدات مهما كانت الأسباب والدواعي ، ومن خطورة التعامل الشعاراتي غير المحترف وغير المهني مع خطط الحكومة المتعلقة بالجماهير العربية في منطقة النقب ، داعيا إلى الالتفاف حول خطة واقعية بديلة تحظى بإجماع عربي في النقب ، وتلقى دعم الجماهير العربية في الدولة ، ومساندة منظمات حقوقية إسرائيلية ودولية . مؤكدا على أن التحدي الوجودي الذي يتعرض له العرب في النقب ، يستدعي تجندا شاملا وكاملا لكل القوى ، والابتعاد عن الخلافات والاختلافات لأنها أقصر الطرق لفشل الجهود ونجاح الحكومة في تنفيذ اجنداتها ..
وقال : ” رأيت من المناسب توجيه هذا النداء إلى أهلنا في النقب بسبب ما نرصده من تطورات متسارعة كشفت عنها بعض الصحف العبرية تشير إلى نية الحكومة تقديم القانون المتعلق بالنقب لمناقشته في الكنيست مع بداية الدورة الصيفية القريبة والتي ستبدأ في شهر أيار/مايو القادم ، الأمر الذي يعني ان الحكومة قد حسمت أمرها في شان القانون ، وأنها لن تستجيب للمطلب المشروع لأهالي النقب العرب إلا إذا حدث تطور غير متوقع . ما من شك في ان المتصفح غير المتخصص في مذكرة قانون ( تنظيم إسكان البدو في النقب ) الذي أعلن عنه مكتب رئيس الحكومة مؤخرا ، سيصل الى النتيجة الحتمية أن مذكرة القانون جاءت أسوأ من تقرير ( برافر ) ذاته ، وتراجعا خطيرا عن كثير من النقاط الايجابية التي وردت في ( تقرير غولدبرغ ) على قلتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، حيث تمتد المذكرة ببنودها وتفسيراتها على 64 صفحة وتتضمن 85 بندًا مختلفًا ، يكتنف الغموض لغتها وبنودها مما يجعل مهمة قراءتها وفهمها عصية على المواطن العادي بل حتى على المختصين في القانون ، مما يجعلها تهديدا حقيقيا للوجود العربي في النقب مهما ادعى من يقف وراءها انها ( فرصة تاريخية !!!!!!!! ) لتسوية ملف النزاع على الأرض والمسكن العربي في النقب . ” …
وأشار إلى ان : ” مذكرة القانون لم تف بالحد الأدنى من المطالب العربية ، وأنها صيغت بِنَفَسٍ أمني واضح ، ونظرة ما زالت ترى في العرب خطرا لابد من العمل على محاصرته بكل الطرق مهما كانت مخالفة لقواعد العدالة الطبيعية . لذلك لا يمكن النظر إلى خطة ( برافر ) على أنها خطة علمية تعتمد المعايير المهنية في توصياتها ، وإنما جاءت انعكاسا واضحا لعقيدة صهيونية ترى في اليهودي اللاجئ وحده صاحب الحق ، وفي العربي الأصلاني طارئا وخطرا لا بد من حرمانه من أبسط حقوقه وخصوصا في الأرض على اعتبارها المخزون الاستراتيجي من المنظور الصهيوني . لذلك لم استغرب حينما لاحظت أن جوهر الخطة يعتمد على ثلاث نقاط أساسية ، الأولى ، الاعتراف بنسبة محدودة جدا من الأراضي التي يطالب العرب اعتراف الدولة بها ، والثانية ، تعويض مادي زهيد جدا عن الأراضي التي تنوي الدولة مصادرتها ، والثالثة ، تجميع عرب النقب على أضيق مساحة ممكنة من الأرض ، ومنع التواصل الجغرافي بين التجمعات السكانية لمنع إقامة أي تجمع سكاني عربي قوي في المستقبل . مذكرة القانون لا تعالج المشاكل المستعصية التي يعانيها أكثر من مائة ألف مواطن عربي يعيشون في عشرات القرى غير المعترف بها والمفتقرة إلى ابسط الخدمات كالماء والكهرباء والخدمات الصحية والتعليم ، وإنما تركزت في مساحات الأرض التي ستعطى للسكان العرب ، وفي حجم التعويضات التي ستدفعها الحكومة مقابل ما ستصادره من الأرض . ” …
وأكد الشيخ صرصور على أنه : ” من الواضح أن الدولة وحكوماتها المتعاقبة قد التقطوا خطأ إصرار العرب في النقب على السلم الأهلي أملا في أن تبادر الدولة إلى حل أزماتهم المستعصية ، فتمادت في التخطيط لمزيد من الحصار والتضييق عليهم ، الأمر الذي لن يمر بسلام أبدا ، وما خطة ( برافر) إلا واحدا من ألأوجه البشعة لهذه السياسة . لا أتوقع أن تتخذ الحكومة قرارات حكيمة تحقق العدالة مع العرب في النقب ، وعليه لا أرى مفرا من المسارعة إلى بلورة خطة واقعية بديلة تحظى بإجماع عربي في النقب ، وتلقى دعم الجماهير العربية في الدولة ، ومساندة منظمات حقوقية إسرائيلية ودولية ، كما تحظى بالتفاف نقباوي واسع جدا ( إجماع ) إن أمكن ، يؤسس لعملية نضال أتوقع أن يكون طويلا ، أملا في تحقيق الأهداف المرجوة . “