سنة أولى زواج.. المرحلة الحرجة في الحياة الجديدة
تاريخ النشر: 08/03/12 | 11:12سنة أولى زواج…هي سنة الأزمات والتصادمات والنزاعات الزوجية، سنة يتعرف فيها الزوجان كل على طبيعة الآخر، ويحاول فيها كل منهما أن يروض ويطبع الآخر بطبعه، فمما لا شك فيه أن كل الزيجات تمر ببعض العثرات، وهذا ما أكدته دراسات اجتماعية، إذ هناك لحظات عاصفة يواجهها الزوجان في سنتهما الأولى للزواج خاصة.
فما هي الأساليب التي يستخدمها الأزواج الأذكياء والحكماء الذين يرغبون بمواصلة مشوار الحياة بحلوه ومره، ليتمكنوا من اجتياز هذه المرحلة الصعبة والحرجة بأقل الخسائر.
حازم إيهاب شاب متزوج منذ عام تقريبا، يقول إنه من الطبيعي ظهور ووقوع الخلافات بين الزوجين حديثي العهد بالزواج، معتقدا أن ظهور الخلافات ليس أمرا سيئا البتة في أغلب الأحيان، ولكن كل ما هنالك أن الزوجين يحتاجان إلى فترة تأقلم وتفاهم لا غير.
حازم الذي يعمل صيدلانيا، ينصح المتزوجين حديثا أن يحاولا اكتساب مهارة الحديث والاستماع بكل احترام لبعضهما البعض منذ فترة مبكرة من الزواج لأن الطريقة التي تعالج بها الخلافات خلال السنة الأولى من الحياة الزوجية ستصيغ نسق العلاقة المستقبلية بينهما.
ثابت خيري هو الآخر متزوج حديثا، يجد أن من يريد الزواج لا بد له من دراسة مهارات التواصل مع طرف سيقاسمه كل شئ في الحياة حتى مكان نومه.
ثابت الذي تخصص في دراسة العلوم الاجتماعية يشير إلى أن الناس تقول إن الزواج رابط أبدي بين ذكر وأنثى وهو سنة الكون، ولكنهم لم يقولوا إن الزواج تحول من نظام الخصخصة إلى نظام التشاركية، حيث تنعكس آثاره إما بالفشل أو النجاح خلال السنة الأولى من الارتباط والعيش تحت سقف واحد.
أما هبة راشد المتزوجة في سنتها الأولى، فترى أن السنة الأولى في الحياة الزوجية هي أصعب السنوات التي تتقرر خلالها طقوس ثابتة ستسير على هداها الحياة المشتركة للزوجين، ولذلك تتفجر خلال هذه السنة الاختلافات، وتظهر بعض التناقضات بين الأزواج، ويدور صراع صامت أو شرس حول ملكية زمام الحكم في بيت الزوجية.
هبة ربة البيت تقول إن أكبر مشكلات السنة الأولى للزواج هي مشكلات التكيف فشكل حياة الإنسان يختلف مع الزواج والعادات والمفاهيم وأسلوب الحياة والاهتمامات والرغبة في التفرد والشعور بالاستقلالية.
بيد أن اختصاصي علم الاجتماع حسين الخزاعي يرى أنه يجب على الزوجين أن يحرصا على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة في السنة الأولى خاصة من عمر زواجهما، وأن يسارعا بالحديث إن كان احدهما متضايقا من أي أمر مهما كان صغيرا لتجنب أي تراكمات قد تؤدي إلى وضع سئ في المستقبل.
ويوجه نصيحة للمتزوجين حديثا بإعطاء أنفسهم فرصة زمنية تقارب العام للتعود على فكرة الزواج، ويقول إن السنة الأولى مليئة بالمطبات والخلافات، لذا لن يقوم المتزوجون حديثا من حلها سريعا وهذا أمر طبيعي فلا تشعروا بالاحباط.
يشدد على التعقل عند الزوجين، فعندما تبدأ الأعصاب في الاشتعال لا بد من التراجع قليلا، والمحاولة للتوصل لمعرفة سبب إثارة ذلك الخلاف، وإذا ما عرفت الأسباب الأساسية، سوف يتم حل الخلافات تفاديا للانتقادات والتهكم وتوجيه الاتهامات، وإذا كان من الصعب الحديث من دون اللجوء إلى الصراخ فلا بد من الانتظار حتى تخف حدة الغضب.
يؤكد الخزاعي على أنه لا بد من التقليل من حدة الاختلافات وهذا يتأتى من اشتراك الطرفين واجتماعهما على تحقيق هدف واحد هو نجاح الزواج، وأن يتنازل كل طرف من أجل الآخر لتنشأ بينهما تفاصيل حياة جديدة تخصهما سوياً، وذلك يحتاج إلى بذل جهد في الحوار والتكيف والإصغاء والتنازل والتضحية.