المنامة الخامسة: من يافا تبدأ الرحلة يا "نائم" المدير
تاريخ النشر: 09/03/12 | 14:04كنا طلاباً في مكان يُسمّى تجاوزاً كلية دار المعلمين في يافا في السنوات 1972- 1974 ، وقد كانت هذه البناية داراً للأيتام قبل أن تصبح داراً للمعلمين في ذلك العهد البائد. ولكنها والحق يُقال كانت مكاناً شاعرياً نمتْ فيه أفكارٌ لنا، كما تنمو النباتات الطفيلة على جذع زيتونة عتيقة، أو نخلة بائدة. وإن أنسَ لا أنسَ بائعَ الفلافل ذي الأقراص الكبيرة المحشية بالبصل الذي كنا نأكل كل يوم وجبتنا عنده، اللهمّ إلاّ طالبأ كان يعتبر النقانق أرقى من الفلافل فيملأ رغيف الفينو المخشب بشرائح النقنيق، ويأخذ في التهامها. وبعدها نعود للدروس نهفو للنوم.
ويحضرني الآن قصة مدرسة أقيمت على أنقاض مقبرة. وذكرني قول شيخ المعرة في قصيدته :” غيرِ مُجدٍ في مِلّتي واعتقادي… نَوْحُ باكٍ ولا تَرنُّمُ شادِ ” حيث في هذه المرة يصبح اللحد مدرسة، وهذا أثار تداعيات كثيرة وطرائف نادرة :
ربّ لحدٍ قد صار لحداً مِراراً ***ضاحكٍ من تَزاحُمِ الأضادِ
ودفينٍ على بقايا دفينٍ*** على مرارِ الأزمانِ والآباد
في تلك (الدار) ترعرعنا ونهلنا العلم الذي بفضله تَمَََّ تعيننا بعدها طلائعيين في مفازة وبيداء النقب، فأبلينا هناك بلاءً حسنا. والحقُّ أننا اليوم مدينون بالشكر الى وزارة المعارف ، وقد استطاعت وبحق تأليفنا وتدجيننا، فصرنا نسير جانب الحائط نريد الستر وحفظ العناية الالهية ، ومن عرفنا في تلك الأيام لا يصدق ما تسمع أذناه من أسلوب مُهادن وكلام دبلوماسي مهذب متوازن. أقول إننا مدينون لأننا عشنا عالم البداوة والحضارة معاً،وكنا أول ثلاثة طلاب من العرب يدخلون جامعة السيد بن غوريون في بئر السبع. بل من غرائب المقادير إن العبد الفقير كاتب هذه المنامة كان يدرس الأدب الانجليزي في تلك الجامعة التي أحببتها وبحق. أحببتها وكنتُ لا أشعر بالغربة وأنا أصعد مدرجها الى المكتبة التي أذكر أنه كان فيها كتاب ألف ليلة وليلة الذي كنت أقرأ فيه وأنظر الى صور النساء الجميلات والساحرات والقناديل والأفاعي.وعلى مدرجات مكتبتها قابلت أول مرة (رو عاشقة الكتب) وهذا حديث ذو شجون يطول وسأعود اليه في منامة أخرى. منامة الصحراء والنقب الغافي وأنين الفيافي وأغاني مدينة الضياع بئر السباع. عالمٌ تتزاحم فيه الذكريات الجميلة الحلوة والمريرة . عالم أغرب من الخيال، لم نطّبق فيه شيئاً مما تعلمناه، بل وجدنا أنفسنا نضيع ونضيع ونضيع ونغوص في دنيا الضياع، في هذه البيداء المهلكة الشاسعة، حيث كنت أنا والزميل الذي أصبح اليوم كبيرأ جداً في وزارة المعارف. كنا نمخر عباب الصحراء والشمس توشك أن تغيب (لنتعلل) في خيمة أبي قاسم ونشرب الشاي الثقيل . فما أجملها تلك الأيام.
يافا عروس البحر
قلتُ، كنا نصل الى يافا عروس البحر الى حيث الكلية، وما أدراك ما الكلية، إنها ثلاث غرف، وغرفة مشهورة تقع بعيداً على شاطيء البحر، وكنت أحب التعلم في هذه الغرفة. فحينما نصل الى يافا نقف أمام الكلية كقطيع الماعز ، فتطل علينا الست ماري أنطوانيت السكرتيرة من شرفة الإدارة وتقول بلهجة آمرة متعالية: أيها البقر، وتلفظ القاف همزةً ، أنا قلت لكم اليوم أنتم تدرسون في بيت كيرنر تعني ” تشيرنر” ، فنسير زرافات ووحدانا كقطيع الغنم (الأصايل) ميممين شطر تلك الغرفة البحرية فنجد السيدة هيلدا طوفيا بانتظارنا، والسيدة هيلدا هذه هي مدرسة تاريخ التربية لا تتغيب عن دروسها مطلقاً، فقررنا نحن التغيب وبدلاً من أن نذهب لدرس التربية قرر زعران الصف الذهاب الى البحر وجررنا معنا بقية الصف في زفّةٍ لم يشهد تاريخ التعليم لها مثيلاً. بعدها علمنا من أحد المرتدين الموتورين الذي بقي في الصف أن السيدة هيلدا انهارت أعصابها ولم تصدق ما يحدث وأخذت تبكي حظها العاثر الذي جاء بها الى مثل هذه العقليات، ووصل الى الموقع مدير الكلية ( عبد العليم الباهر)، وأخذ يهدأ من روعها. لا أدري حتى الآن كيف انتهت هذه القصة ، والذي أعرفه أنه لم يكن بإمكان أحد فرض عقاب جماعي وفصلنا جميعاً من التعليم مثلاً. وآثر المسؤول الكبير البحث سرّاً عن الرؤوس المدبرة لهذا التمرد، ومعاقبتها سرّاً، وببطئ وعلى مدى سنوات بجرعات متتابعة ، وهذا ما حدث.
معلم الرياضة الألماني سجنر
بعدها تأتي قصة معلم الرياضة الألماني سجنر وكان اسمي في أول قائمة اسماء الصف بحكم الترتيب الأبجدي ( إدريس سامي)، فعندما يشرع سيجنر أفندي بالدرس على الطريقة الألمانية قائلاً: (شالوم لكولام) للجميع . نبدأ درسنا!.فكأنما يريد أن يلقي على أسماعنا محاضرة في الكيمياء الذرية، وينظر في قائمة الأسماء فيصطدم باسمي فيقول : أَدريس ( فاتحاً همزة الألف) : تفضلْ فاعمل تمرين الوقوف على الرأس أمام طلاب صفك!! وينظر سيجنر فيرى أنني لا أحرك ساكناً وأقول له لا استطيع . عيب أن المعلم يقف على رأسه ، فيقول عدْ الى مكانك: صفر. صفر. وأنظر الى بعض الزملاء ولسان حالي يقول: بالله عليكم أعاقلٌ هذا السجنر ليطلب من واحد مثلي ليقف على رأسه وتعلو ضحكات الطلاب، فيرفع صوته مهدداً: ” ييش إلوهيم ييش عبد العليم” يعني مثلما أن الله موجود فعبد العليم موجود، فحاذروا المشاغبة ، فإني مرسلٌ في طلبه فيفصلكم. ويدعوني السيد عبد العليم الى غرفته ويسألني لماذا لا أشارك في دروس الرياضة، علماً أنني مبرز ومتفوق في الدروس الأخرى لا يُشقُّ لي فيها غبار. وتمضي هذه القصة ويمر عليها مر الكرام، لكنه يسجل ملاحظة في دوسيتي.
أم بريص وغزل الأفاعي ومعلم الطبيعة
لكننا وفي درس الطبيعة الممل كنا نحسُّ برياح الغباء تهبُّ علينا، والمعلم لا يمل من الإملاء علينا من كراسته الكبيرة عن أم بريص السحلية(اللطاية)، حتى صرنا نعرف أدق التفاصيل عنها، لدرجة أنه قال لنا أن أم بريص إذا اجتمعن في الليل يأخذن في الغناء أغنية لم يستطع العلماء تحليلها ، وأنها إذا واجهت عدواً قطعت ذيلها مما يجعل العدو يطارد ذيلها الصغير ويترك السحلية كي تنجو بنفسها. إنها طريقة في الهرب من العدو، وعن الغزل بين الأفاعي حدّث ولا حرج . والحق أن معلم الطبيعة هذا، أسميناه (نائم المدير) فقد كان أحد نواب المدير، يبدو أنه لتوه استيقظ من نومة أهل الكهف،ويفكر ماذا طبخت له المستورة أم معروف، وهي تتصل به في هذا الشأن حتى يكون الأمر له. وكان يحب العائلات فيناديني : يا ادريس، وآخر: يا بيادسة، وثالث يا غنايم، ليذكرنا بأنه يعرف أهلنا وجماعتنا كلهم وأنه عاجنهم وخابزهم وأحياناً يتطرق إلى أدق التفاصيل في الحياة الشخصية لكل واحد منا، وعلى ذلك بنى شخصيته. وأذكر أنني استعرتُ دراسةً في البيوخيميا من صديق لي يدرس في جامعة القدس وقدمتها له بتغيير الإسم فقط : فأخذ ينادي ويهتف إدريس عمل لكم دراسة في البيوخيميا هائلة. وراق لنا في أحد الدروس أن نلاعبه فأخذنا ورقة وطويتها طيات كثيرة ووضعتها في قبضة يدي كأن فيها سراً وذلك بالاتفاق مع زميل لي يدعى مالك(سهّل الله طريقهُ في هذا السِّلك،فخلعوهُ مفتشاً) الذي أخذ يزاحمني على أخذ الورقة مني كما لو أنها ورقة حامية مليئة بالأسرار، واحتدم الجدال بيني وبين مالك فصادت الفخة ووقع الاستاذ إذْ تنبَّه الى احتدام الجدال فتقدم نحونا شاهراً سيفه قائلاً ما هذه الورقة أقول لك هاتها! هيا هاتها وكانت الآن في يد مالك فحاول تمزيقها فتطاير الشرر من عيني الاستاذ وقال: إياك أن تمزقها فأمزقك. وعندما فتح الورقة أخيراً ولم يجد فيها حرفاً أسقط في يده.وتضاحكنا!
الشيخ يفتح باب المِدْبَرة
وأخيراً حدثت مسرحيةٌ مثيرة مع الشيخ ظاهر عبد الصمد علوان المحامي الشرعي من فرعون، والذي أُوكلتْ إليه مهمة تدريس الدين في كلية دار المعلمين، وعهده بدور المعلمين كما في العراق حيث دَرسَ العلم الشرعيّ، حيث الطلاب على علم وخلق رفيع. دخل غرفة الصف دخولاً مهيباً، معرفاً بنفسه بصوت واثق جهوري: أنا الشيخ ظاهر عبد الصمد علوان من فرعون، محام شرعي… لكن لباسة حيث أرتدى الحطة العمامة والعقال والروزة العربية مما أضحك الطلاب من البداية فلم يستطيعوا كبت مشاعرهم. لكن الشيخ طاهر لم يأبه لذلك واستمر في ديباجة محاضرته كشيخ داعية من الطراز الأول : الحمد لله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأُميّ…ألا إن خير المعلمين محمد النبي الأميّ، الذي أخذ العلم عن ربه الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم… الى آخر هذه الديباجة.. ثم أخذ في شرح موضوع الطهارة قائلاً: ألا إنه لا عيبَ في العلم الشرعي، والطلاب مستمرون في تضاحكهم. وتوقف الشيخ غاضباً على إثر إجابة احد الطلاب باللغة العامية فصرخ فينا: ” من المؤسف حقاً أن الطلاب في كلية دار المعلمين لا يتحدثون اللغة الفصحى!!” وانفجر الطلاب ضاحكين، ثم أن أحدهم أومأ الي أن اسأل سؤآلاً باللغة الفصحى، فتحمستُ وتهامسَ الطلاب أن استعدوا فإن سامي سيتحدث بلغة فصحى فأنصتوا، وشعر الشيخ بمدى أهميتي فتوجه إلى مشجعاً على الحديث، فقلتُ: قُلْ لي يا شيخُ ظاهر. وضحك الطلاب ممنين أنفسهم بدرس حافل بالمرح، فهب بهم قائلاً : ما الذي يضحك في قوله: تتضاحكون كمومسات تل أبيب، ففتح على نفسه باب مدبرة كما يقولون. أو كأنه أدخل يده في جحر الدبابير. أما أنا فتابعتُ السؤآل قائلاً : قُلْ لي يا شيخُ ظاهر! أيستطيعُ ربّكَ أن يخلقَ صخرةً هو نفسُه لا يستطيعُ أن يحركها. وما هو عدد الجن والشياطين التي تستطيع الوقوف على رأس الإبرة معاً؟!
الجواب الشافي عند عبد العليم الغافي
وفجأة، وقبل أن يأخذ الشيخ ظاهر نفساً يريحه ليتمكن من الاجابة ، فيقول: هذه أفكار مستوردة من المستشرقين الذين همهم تشويه صورة الاسلام، وهي تستهوي أشباه المثقفين من بني جلدتنا، لا أقول يا ولدي إلا أن يهديك الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وقبل أن يتابع، بُهتَ الطلاب وساد الصمت المطبق. ونظرت فإذا مدير الكلية (عبد العليم الباهر) واقف بالباب والشررُ يتطايرُ من عينيهِ، لا يصدق ما تسمع أُذناه، ولما ساد الصمت فرّغَ جام غضبه علينا أجمعين وجاء في خطبته الحجّاجية : ” أيها المنحطونَ الزعران، ألم تسألوه هل الله موجود؟!.. أنتم جئتم لتتعلموا أم للزعرنة والولدنة. تُباً لكم كيف ستكونون قادة المجتمع.. الشيخ يفكر نفسه جاء ليعلم في كلية كبرى تحوى فطاحل وعباقرة .. وهنا تنبّه الى ما يقول .. حقاً فاختيار الطلاب الذين سيصبحون معلمين كان يتمُّ من (تحت قندرته) بلا مؤآخذه، فلماذا هذا الغضب المفتعل يا عبد العليم، وأنت عبد المعلوم؟! وأنت الذي اخترتنا لنكون قادة المستقبل.
ثم تابع موجهاً كلامه الى الشيخ ظاهر عبد الصمد عدوان قائلاً: لا عليكَ يا شيخُ ظاهر سوف أعرف كيف أُؤدبهم!!
من الهزل الى الجد: قصيدة المعلّم
أذكر فيما يرى النائم، أيها القارئ السعيد، ذو الرأي الرشيد، أنني أعترف بالجميل، اعترافاً لا يصدر إلاّ من أصيل، أنه هنا على شاطئ يافا، شاطئ حسن بيك، وفي هذه الدار ، وصلنا (الشاب) الدكتور محمود ابو فنة معلماً للأدب العربي، فأثرانا بكنوز من الأدب الحديث، وكان البروفيسور خليل عثامنة يعلمنا كلاسيكيات الحضارة الاسلامية بأسلوبه الشيق،وعذوبة روحه. وكان المربي واسع الآفاق نمر اسمير الذي أثرى عقولنا بمبادئ التربية . وكانت الشاعرة أهوبة اليهودية التي علمتنا قصائد نهاية الطريق ،للئة جولدبيرج . وكان أيضاً المرحوم مراد ميخائيل العراقي استاذ الأدب طيب الله ثراه الذي قام بتصليح أوائل قصائدي وعلمني علم العروض، فكانت ثمرة ذلك العِلم، قصيدة الشاعر والمعلم التي تجشمتُ فيها الرد على قصيدتي شوقي وطوقان. شوقي يقول: قُمْ للمعلم وفّهِ التبجيلا كادَ المعلّمُ أنْ يكونَ رسولا
وإبراهيم طوقان يقول:
يا مَن أرادَ الانتحارَ وجدتهُ ***إنَّ المعلّمَ لا يعيشُ طويلاً
وها نحنُ عشنا يا ابراهيم وكتبنا ونعيش ونكتب ، ولو لم نكتب لما عشنا.وكتابتنا ستجعلنا نعيش بعد مماتنا. أما هم فلا وُلدوا ولا وُجدوا وليس لهم إلاّ الظلامُ السيدُ.
وهكذا ينتهي فصل حافل من مناماتي وصحوي ويقظتي وغيبوبتي وسعادتي وشقائي، وكتابتي ومحوي، وكتابتي وكتابتي. وهنا توقف القلم وغاب في سرحته الطويلة.
وأخيراً أود أن أهديكم هذه القصيدة لشاعر غير معروف خامل الذكر:
التَّربويُّونَ الكرامُ تأملوا * في الأمر.. حتى أبدعوا التحليلا
قالوا دعوا الأولاد نخشى أنهم * ( يتعقدونَ) فيذبلون ذبولا
( و فرويدُ ) علْمِ النفسِ أعلنَ أنه * من عقَّدَ الأولاد هدَّ الجيلا
الضربُ يؤلمُهم ويؤذي روحَهم * الضرب ميراث القرون الأولى
والتربويين الكرامُ.. مرامُهم * أن يُمْتِعوكم بكرة وأصيلا
من شاء مزحا.. فالمدرس نكتة * أو شاء لعبا.. أحضر ( الفوتبولا)
أو مَلَّ درساً فليفارقْ درسَهُ * من ذا يريد لك البقاء ملولا ؟
أو رام شتما كي يبل غليله * لا ضير في شتمٍ يبلُّ غليلا
أو رام دردشةً فذلك شأنه * إن السكوتَ يُعَلّمُ التغفيلا
إن غاب شهرا فالغياب فضيلة * وغدا السؤال عن الغياب فضولا
لا بأس إن دخل المدارسَ طالبٌ * بسيجارة.. أو جاءها مسطولا
والتربويون الكرام قرارُهم * من مسَّ طفلا يغتدي مفصولا.
اقرأ المزيد للدكتور سامي ادريس
المنامة الاولى: منامة: وقع العشاءُ بنا على سِرحان
المنامة الثانية:يا عُمَرُ أيّها الرُّوَيْبِضَة!
المنامة الثالثة: باب في صُحبةِ الدسوقي
المنامة الرابعة: وعلّمني رسمَ المَفازات
د. سامي إدريس ,
أقول لك وبكل صدق , منامتك هذه هي الصحوة بعينها بل تعيد قارئها إلى الأيام الخوالي من اولئك الذين عاشوا تلك الفترة بحلوها ومرها , وما أجمل أن نتذكر مغامراتنا وعنفوان شبابنا وخاصة ألمتعلقة بمراحل دراساتنا المتعاقبة من الثانوية حتى انتهاء المرحلة الجامعية أو ألكلية التي ما زالت كابوسا يلاحقني حتى اليوم بالرغم من قصر الفترة التي أغصبني الزمان لأن أعيشها ولكن قدرة الله العظيمة أنقذتني من تلك التهلكة التي حملت بثنياها مغامرات شبابية جميلة بعض الشيء .
منامتك أستاذنا العملاق سردت قصصا واقعية أمتعتني وأتحفتني جدا ومن المؤكد بأنها أثارت شوق قرائها لما تحمله من سلاسة ونعومة وتسلسل أحداث مشوقة , طبعا هذا يدل علي أن كاتبها يتمتع بقدرات هائلة وخاصة .
لقد وعدتنا بأن يكون لها ملحق مكمل فيما بعد بخصوص ……..
ووعد الحر دين عليه .
أتمنى من العلي القدير أن يمد في عمرك بموفور الصحة والعافية لتظل علما يرفرف فوق بساتين العلم والأدب .
وإلى لقاء في المنامة السادسة .
الاخ الفاضل سامي ادريس الغالي..احييك على عطائك المتواصل..بوركت حفظك الله
ورعاك..منامتك الخامسة افرحت قلبي واشعلت بذاكرتي حنين قوي لايام خوالي من
ربيع العمر..انك تكتب احداث عاشها من هو بجيلك.. انني اذكر زيارة خاطفة الى
كلية دار المعلمين بيافا بربيع عام 1974..
كانت فترة جميلة من اجمل لحظات العمر..فيها نهلت العلم من جامعة تل ابيب..
جميل ان نرجع بالذاكرة الى وشم جميل..الى ايام من الجد والاجتهاد من الدراسة
والنجاح..
استاذي الفاضل..انك تملك القدرات والمهارات لتجعل حياتك عريضة مكحلة بالعطاء
الخالد…هذه المنامات والاشعار سطور من الذهب العتيق بتاريخ ادبنا العربي.
لك مني خالص الحب والتقدير..متعنا بكتابتك الشيقة..اتمنى لك دوام التالق والعطاء..
لا تعليق ابدا على ما تتحفنا من الماضي فقول حق انت اروع واعظم اديب لك تحياتي وتمنياتي لك بالصحه والعافيه
اخوك اتدكتور حسن غاوي اخي وصديقي الدكتور سامي ادريس احييك على كتابتك للمنامه الخامسة والتي تحمل في طياتها ذكريات اتماضي حيث رافقتك في قسم منها بوركت وجزاك الله كل خير