خِصام الزَّوجين.. حربٌ "باردة" ضحيتها الأبناء!
تاريخ النشر: 10/03/12 | 21:14ذات يومٍ، تشاجر رجل مع زوجته, وقبل أن ينام ترك لها ورقة يطلب فيها أن توقظه في الساعة السابعة لارتباطه بموعد عمل..وفي اليوم التالي استيقظ في التاسعة صباحا مثل “المجنون”, ووجد ورقة بجانب وسادته كتب عليها: “هيا استيقظ الساعة السابعة الآن”.
لا يكاد يخلو بيت من المشاكل الزوجية، ومهما حاول الزوجان تجنبها فإنه لابد أن تمر عليهما ظروف وأسباب تدفعهما للخلاف أحياناً، فما هي أسباب القطيعة بين الزوجين؟ وما تأثيرها النفسي على الأبناء وكيف يمكن إنهاؤها؟
حرب باردة من الصمت والهجران تلك التي تمر على الزوجين أياماً وأسابيع، ولا شك أن هذه المشاكل تشعل نار التوتر والتشتت بين الأبناء ووالديهم. بل قد يُستخدم الأبناء أداة في تأجيج هذه المشاكل، إذ حينما تحتاج الأم إلى شيء من زوجها تخبر ابنها به وتطلب منه أن يخبر والده، لأنها لا تريد الحديث معه حتى لا تثبت أنها المخطئة وحديثها معه هو نية لاعتذارها، وكذلك هو يفعل الشيء ذاته!
ام احمد لا يخلو بيتها من المناوشات اليومية التي تنتج عن ضغوط الحياة، والتي قد تصل بينها وبين زوجها إلى حد القطيعة لأيام وقد تمتد إلى أسابيع أحياناً، وتنتهي هذه القطيعة بعد تدخل حماتها في حلها والضغط عليهما من أجل طفلهما. وتقول: “زوجي “عنيد” بشدة ولا يعترف أبدا أنه مخطئ، وينتظرني دائما أن أبدأ بالصلح والاعتذار حتى إن كنت على حق، ولكنني غالبا لا أتنازل حتى لا يجعلها عادة لديه، ويتمادى دائما في خصامه، و حينها يعزف عن التحدث معي وحتى عن ملاعبة ورعاية طفله الصغير”.
وتضيف: “غالبا ما تشتد وتيرة القطيعة في السنوات الأولى من الزواج، لأن لكل منهما بيئة اجتماعية وخلفية ثقافية ومستوى اجتماعياً وتعليمياً قد تكون مختلفة عن الآخر، ونظرا لعدم اعتيادهما على الحياة مع بعضهما، تنشأ بينهما هذه القطيعة التي تطول مدتها، ولكن مع الوقت يعتاد كل منهما على الآخر، وتنتهي تلك القطيعة بالتدريج”.
أما الحاجة “أم محمد” تتحدث عن الخبرة التي اكتسبتها على مدى ثلاثين عاما من الزواج، وهي أن الرجل لا يعترف بخطئه ولا يبدأ بالاعتذار غالبا، لأنه يعد ذلك خضوعاً وتنازلاً وضعفاً منه، والمرأة هي من تضحي دائما وتتنازل وتنهي الخصام من أجل أبنائها.
القطيعة هي حرب نفسية مدمرة للعلاقة الزوجية _كما ترى “أم حسن”_ وتأثيرها أكبر على نفوس الأبناء الذين قد يصل بهم الأمر إلى العناد وعدم احترام والديهم، بسبب كثرة الخلافات والقطيعة بينهما.
ويوضح المختصون أن القطيعة بين الزوجين تنشأ نتيجة عدم وجود توافق فكري واجتماعي وثقافي بين الزوجين، إلى جانب غياب المودة وعدم الرضا والقبول بين الزوجين من البداية، بالإضافة إلى اتصاف الزوجين بالعناد وعدم احترام كل منهما الآخر، والذي يجعل مدة القطيعة تمتد لسنوات وليس لأيام أو أشهر فقط. وعلى الزوجين أن يعترفا بأخطائهما ويعتذر أيضا، وحتى لو لم تكن الزوجة مخطئة فعليها أن تفتح مجالاً للحوار مع زوجها، لمناقشة المشكلة وحلها وتبيان وجهة نظرهما، وإن لم يقتنعا بوجهة نظر بعضهما فعلى الأقل يجب احترامها. وبالنسبة للزوج فالاعتذار لا ينقص من كرامته ورجولته شيئاً. وعن الأثر النفسي الذي تتركه القطيعة بين الزوجين على الأبناء، فان الأبناء الذين ينشؤون في جو من التوتر والمشاكل العائلية يحدث لديهم تذبذب في المشاعر،وفيما بعد تتحول إلى كره وعدم احترام للوالدين، “وهم الضحية لهذه المشاكل”. وهناك خطورة كبيرة على الأبناء إذا كانوا في مرحلة المراهقة، فالخلافات تدفعهم إلى استغلال والديهم لتحقيق مكاسب، تتوسع على إثرها فجوة الخلاف بينهم، ويتعلمون طباعاً سيئة، وقد تدفعهم إلى رفض الزواج مستقبلا نتيجة الخبرات السيئة التي عاشوها مع والديهم”.
تقرير مريم الشوبكي