وا أسفاه على أيام زمان

تاريخ النشر: 11/03/12 | 0:08

وا أسفاه على الأمس الذي ضاعت معه كل القيم والمبادئ العظيمة وكل العادات الطيبة والمشاعر الصادقة التي أصبحت ذكريات نتأسف عليها كلما تذكرناها وا أسفاه على الكلمة التي أصبحت تجريح للغير ، والشهامة التي تحتاج إلى الواسطة ، والحب الذي أصبح لعبةً ، والعطاء الذي أصبح وسيله، والسعادة التي أصبح فيها الطمع والحسد عاملان أساسيان ، والعقل الذي أصبح نقمة على صاحبه ، والضمير الذي في غيبوبة ، والرحمة التي أصبحت مفقودة ، وأصبح التوجه إلى الأسياد والوجهاء من اجل تحقيق أهداف شخصيه ، والصدق أصبح أثرا بعد عين ، والشباب بعد أن كانوا عماد المجتمع أصبحوا قمة الاستهتار السيئ الذي من خلاله أصبحوا عديمي الانتماء إلى وطنهم ومجتمعهم .

وا أسفاه على الشباب الذي يذهب إلى السوق من اجل مضايقة الفتيات والفتيات التي تذهب إلى الأسواق وهن متبرجات لفتنة الشباب فيه

وا أسفاه على الشاب الذي يقوم بالزواج من الفتاة ليس لنفسها بل لراتبها ومنصبها ، فأين ذلك من الأمس الذي توفرت به كل الخلق والقيم الاجتماعية ، فاليوم أصبح كل شيء زائف وباهت وعديم القيمة،

وا أسفاه على الأيام اللي كنا نقول فيها ” الأقارب عزوه ” وأصبحنا نقول الأقارب عقارب الذين يضمرون الشر والأسى لجيرانهم ولو كانوا من اقرب المقربين .

وا أسفاه على زمن أصبح الحق فيه باطلا والباطل حقًا

وا أسفاه على أيام ألبساطه اللي كانت أيام ” هداة بال ” مع انو إمكانيات الناس كانت محدودة والكل كان راضي بنصيبه كان الواحد ينام في بيته بأمان والباب مفتوح دن خوف أو رهبه

وا أسفاه على أيام اللي كان الأكل كلو من المحيط القريب منا كثير من الشباب اليوم ما بعرفش من الأكل إلا الهمبورغر إللي الله اعلم كيف تصنع والأكلات السريعة بكافة إشكالها وألوانها

كثير من الشباب لا يعرفون الأكلات اللي تغذى عليها أجدادنا مثل الخبيزة الزعتر والعلت والعكوب والعدس والفريكه………… الخ اللي اليوم الشعوب المتحضرة بتستعملها كغذاء صحي اللي كنا إحنا أصحابها في الأساس وتركناها للأسف نحن نترك تراثنا ونتعلق بالعادات المستوردة ومن لا يحافظ على تراثه وحضارته لا وطن له

إذن من أهم أسس تقدم المجتمع والانصهار الكامل بين فئاته الحفاظ على العادات والتقاليد الاجتماعية والتي من خلالها يتم الترابط الاجتماعي والانصهار الكامل بين فئات المجتمع وهذا من أهم الأسس وأولها في بناء مجتمع راقي فأين نحن من ذلك حيث لا نلتقي إلا من خلال المناسبات خاصة الأقارب حيث بعضهم لا يتعرف على بعض مع أنهم أقرباء يؤدون واجبهم ويعودون أدراجهم

إذن من وراء كل ذلك هل نحن أم التكنولوجيا ؟!

بقلم بسام أبو ياسين زيمر

‫6 تعليقات

  1. بارك الله فيك على هذه المقالة ، واضح انك تعتصر الما من ما يحدث في مجتمعنا ولكن بما انني شاب اعيش في هذا المجتمع فلا بد لي من توضيح بعض النقاط اولا التكنولوجيا هي سبب تقدم الشعوب ولا يجوز التنازل عنها لانه بالتنازل عنها سنبقى متاخرين عن الحضارة ويكفينا هذا التاخر الموجود ثانيا اذا اردنا ان نقارن بين الحاضر والامس فسنجد فروقا اخرى لم يتم التطرق اليها في مقالتك واهمها شباب هذا الجيل الذي انتقدته في مقالتك استطاع تغيير انظمة وهدم عروش التي لم يستطع فعلها شباب الامس فشباب الامس بتخاذلهم سلمو فلسطين وسكتو على الذل والهوان اما نحن شباب هذا الجيل لم ولن نقف مكتوفي الايدي ، اذهب الى المساجد ستجد انها عمرانة بالشباب ، يا عمي هذه القيم التي ذكرتها لم تمت جميعها هي موجوده وستكون افضل من الماضي الذي وللاسف بسببه ضاعت فلسطين لذلك انا من ضمن الشباب الذين انتقدتهم اتقبل منك هذا النقد فانا اعلم اننا على الطريق الصحيح واننا مع كل الهمم فينا سنعيد المجد لهذه الامة

  2. الاخ الفاضل بسام ابوياسين المحترم..حياك الباري وجمل ايامك بالسعادة ومكارم

    الاخلاق…مقالتك جوهرية المضامين بكلمات طيبة..تهدف الخير والرفاهية لمجتمعنا..

    تتحدث عن السلوكيات السلبية وهي كثيرة التي تنخر بمجتمعنا..

    يقول الحكيم..اشعال شمعة خير من ان نلعن الظلام الف مرة..

    جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة لنخلق حياة فاضلة لنا

    وللاجيال القادمة..تعم بها الرفاهية والحياة الكريمة..

    جدير بنا ان نسير بدروب العطاء ومكارم الاخلاق والثقافة والعلم والمعرفة..

    جدير بنا ان نسلك الايجابيات مع التطور المستمر نحو الازدهار بجميع

    مجالات الحياة..

    الحياة شعلة خير سلمت لنا..علينا ان نسلمها شعلة خيرات للاجيال القادمة..

    اخي الكاتب..لك مني كل الحب والتقدير..بوركت جزاك الله كل الخيرات..

  3. مقالتك هادفه وفيها الكثير من العبر بارك الله بك وادام عليك الصحه والعافيه لك ولجميع افراد عائلتك الكريمه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة