بركة يقدم اقتراح حجب الثقة عن الحكومة
تاريخ النشر: 15/07/14 | 8:15أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في خطاب له امام الهيئة العامة للكنيست، أن حكومة اسرائيل ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وهي تسمسر بدماء الفلسطينيين ومواطنيها من أجل أجندتها السياسية، داعيا الى اجبار هذه الحكومة على وقف الجريمة الدائرة.
وكان بركة قد عرض على الهيئة العامة، اقتراح حجب الثقة عن الحكومة، باسم كتل الجبهة والموحدة والتجمع، وسط مقاطعة لكتل الائتلاف وأيضا مقاطعة كتلة حزب “العمل” المعارضة، وكتلتي “شاس” ويهدوت هتوراة” من المعارضة.
وافتتح بركة قائلا، هناك مقولة سائدة تقول، “هدوء فإنهم يطلقون النار”، ولكننا نقول العكس، لأنهم يطلقون النار، يجب ان نطلق صرختنا، صرخة الناس الابرياء وصرخة القتلى والجرحى والمصابين بالهلع والخوف ضد الحكومة الإسرائيلية التي كل المسؤولية.
ان المشاهد الرهيبة التي تصلنا من قطاع غزة، مشاهد مثيرة للفزع، ووسائل الإعلام الإسرائيلية تعتم على الجرائم ولا تعرض حتى 10 بالمائة مما ترتكبه اسرائيل هناك.
وتابع بركة قائلا، قبل نحو ساعتين أجرت إحدى قنوات التلفزة الاسرائيلية، مقابلة مع سيدة (اسرائيلية) من بلدة “شاعر هنيغف”، وحينما سئلت عن معاناتها ومعاناة عائلتها عندما تطلق صفارات الانذار، اختارت الحديث بالذات عن معاناة الناس في قطاع غزة، فهناك لا توجد صفارات إنذار ولا ملاجئ، وهذا الصوت هام جدا، وهو غائب جدا عن الحوار السياسي في اسرائيل، الحديث عن الابرياء الذين يدفعون ثمن العدوانية وهوس حكومة بنيامين نتنياهو.
واضاف بركة قائلا، حتى الآن تجاوز عدد القتلى في قطاع غزة 180 ضحية، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمتقدمين بالسن، وبيدي قائمة اسماءهم جميعا، وأسماء عائلة البطش التي فقدت 18 من أبنائها، وقلبي مع العائلات التي فقدت أعزاءها، ولكن قلبي بشكل خاص مع العائلات التي لم تستطع حتى أن تحصي ضحاياها في غزة لأنها أبيدت عن بكرة أبيها.
وقال بركة، ان نتنياهو ما زال متمسكا بذلك الهوس الذي يقول، كلما كان عدد الضحايا الفلسطينيين اكثر، يكون الاسرائيليون أكثر أمنا، هل يتخيل أحد ماذا يعني هذا الهوس الاجرامي ؟ إن نتنياهو يقوم بهذا العدوان لتحقيق أجندة سياسية تسعى الى قبر كل احتمال للسلام مع دفن أكبر عدد من الابرياء، ونتنياهو يريد هدم المصالحة الفلسطينية، كي يعود للحديث بأنه لا يوجد عنوان واحد للشعب الفلسطيني، وهو يريد تدمير كل احتمال للحوار، وأن يحقق مكاسب حزبية داخلية امام منافسيه الجدد في حكومته وخارجها.
وتابع بركة قائلا، اليوم، في إسرائيل لا يتحدثون عن معطيات هذه الجريمة المفزعة وعن أعداد الضحايا الفلسطينيين، بل يتجادلون حول علو اللهيب، وحول وجهة الغارات، من الجو أم من البر أم من البحر، فهذه حكومة، واقعة تحت سيطرة عقلية القوة والقتل. وسأل بركة في كلمته، هل انطلقت اسرائيل الى هذا العدوان من اجل الدفاع عن مواطنيها، بل هي انطلقت للدفاع عن احتلالها، قتل الأطفال والنساء والشيوخ.
وقال بركة أريد أن أسأل أعضاء الكنيست، وأسأل الجمهور في اسرائيل، هل قتل باسل سالم كوارع 10 أعوام، هو محاربة للإرهاب، وهل قتل سراج اياد عبد العال 8 أعوام هو محاربة للإرهاب، وهل قتل بسام عبد الرحمن خطاب 6 أعوام هو محاربة للإرهاب، وهل قتل صلاح عوض النواصرة 6 أعوام هو محاربة للإرهاب، وهل قتل عبد الله رمضان ابو غزال 5 أعوام هو محاربة للإرهاب، وهل قتل نضال خلف النواصرة 5 أعوام هو محاربة للارهاب وهل قتل ياسمين محمد مطوق 4 أعوام هو محاربة للإرهاب، وهل قتل محمد خلف النواصرة 4 أعوام هو محاربة للإرهاب، وهل قتل ساهر أبو ناموس 3 أعوام هو محاربة للإرهاب، وهل قتل محمد ملكة غزة عام و نصف العام هو محاربة للإرهاب، وهل قتل رنيم جودة عبد الغفور عام ونصف العام هو محاربة للإرهاب.
وتابع بركة قائلا، أنا لن أقرأ الآن قائمة كل الشهداء، ولكن أيضا أريد اسأل، هل قتل نايفة فرج الله 80 عاما هو محاربة للإرهاب، وهل قتل حجازية حامد الحلو 80 عاما هو محاربة للإرهاب، وهل قتل فوزية عبد العال 73 عاما هو محاربة للإرهاب، وهل قتل صابر سكر 80 عاما هو محاربة للإرهاب، وهل قتل حسن عودة أبو جامع 75 عاما هو محاربة للإرهاب، على إسرائيل أن تخجل وتعتذر عن هذه الجريمة الرهيبة.
وتابع بركة قائلا، هناك تعريف واضح لجرائم الحرب في القانون الدولي، وهناك تعريف ايضا للجرائم ضد الانسانية في القانون الدولي، وبموجب هذه التعريفات الدقيقة، فإن إسرائيل ترتكب هذين الصنفين من الجرائم في المناطق المحتلة، جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، واقول لكم، إنه حين يأتي الوقت، وسيأتي،لن تشفع لأحد، من قمة الهرم السياسي وحتى آخر جندي في اسرائيل، مقولة، “لقد نفذت التعليمات والأوامر”عن أي أوامر تتحدثون ؟، عن قصف المدنيين في أكثر الأماكن السكانية اكتظاظا في العالم، فهل يستطيع احد القول “إننا لم نقصد ذلك” ان مجرد الضغط على زر من الجو، تجاه البيوت والناس يعني ارتكاب جريمة حرب.
وشدد بركة قائلا، إن إسرائيل انطلقت الى هذه الحرب ليس لتدافع عن مواطنيها، بل لتدافع عن احتلالها، وهي تشكل خطرا على مواطنيها بارتكابها جرائم حرب، فإبعاد الصواريخ عن مواطني اسرائيل، لا يمكن الا بتجفيف مستنقع الاحتلال في الضفة والقدس المحتلة، ورفع الحصار الاجرامي عن قطاع غزة.
وتابع بركة قائلا، إنني أقف هنا بكامل المسؤولية، ومن دون تلون، كما هو حال غالبية اعضاء الكنيست هنا، فحينما اقول إنني اريد اخراج المدنيين من دائرة الصراع فإنني أقصد كل المواطنين، بما في ذلك الفلسطينيين والاسرائيليين وأذكر انني وزملائي في كتلة الجبهة في شهر تشرين الثاني 2006، ذهبنا الى سديروت للمشاركة في جنازة مواطنة قتلت بقذيفة من غزة، ومن يريد ضمان امن مواطنيه في الجنوب، لا يشن حربا اجرامية على قطاع غزة.
وقال بركة، هذا وقت وقف إطلاق النار، ووقف جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل. ودعا بركة الجمهور في اسرائيل الى كسر جدار الصمت، والمشاركة في إطلاق الصرخة ضد الحرب، كما كان في التظاهرتين في الطيرة وحيفا، والتظاهرة في تل ابيب، التي هوجمت من فاشيين بتساوق تام من الشرطة، وهذا وصمة عار على جبين الحكومة وأجهزتها.
واضاف، الشوارع ممتلئة بعصابات “شارة ثمن” ومجموعات فاشية اخرى، ولن نقول إن الفاشية لن تمر، بل إن الفاشية باتت هنا، ودعا بركة الأحزاب المؤيدة للعملية التفاوضية، من الائتلاف والمعارضة ان تقول كلمتها، وانتقد تصرف حزب “العمل” الذي سحب اقتراح حجب الثقة عن الحكومة، وقال إن على حزب “:العمل” أن لا ينتظر صبرا وشاتيلا جديدة ليتحرك، وقال إن الصمت على الجريمة الدائرة حاليا هو مشاركة بالجريمة، ويجب العمل من أجل الضغط على الحكومة لوقف الجريمة ووقف اطلاق النار، وتصعيد المعركة من اجل السلام، من خلال اسقاط هذه الحكومة التي تسمسر بالدماء وبالأساس دماء الشعب الفلسطيني.